الإثنين 2024-11-25 03:30 ص

خبراء: القمة العربية فرصة لتعزيز دور الأردن كمرجعية في العمل العربي المشترك

02:13 م

يرى خبراء ومتخصصون أن انعقاد القمة العربية في المملكة فرصة لتعزيز واعادة انتاج دور الاردن كقاسم مشترك بين الدول العربية، وكلاعب قادر على المساهمة في' لملمة 'البيت العربي، وتكريس دوره كمرجعية في العمل العربي المشترك.


وبينوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أن اختيار انعقاد القمة في هذا التوقيت الزماني والمكاني ينشط الذاكرة الجمعية العربية ليوم معركة الكرامة، وهي نصر العرب بامتياز بجهد أردني، ذلك أن الاردن هو نتاج حركة قومية عربية وهي الثورة العربية الكبرى، وقد حمل رسالتها منذ مطلع القرن العشرين الى ان جاء تأسيس جامعة الدول العربية.

وقال استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني إن الاردن نتاج حركة قومية عربية وهي الثورة العربية الكبرى، وحمل رسالتها منذ مطلع القرن العشرين الى ان جاء تأسيس جامعة الدول العربية في عام 1945، وكان الاردن من الدول المؤسسة لهذه الجامعة، ومنذ ذلك الحين لعب دورا نشطا وفاعلا في مأسستها ومأسسة دبلوماسية القمة العربية.

وأضاف أن الاردن استضافت هذه القمم أكثر من مرة، وكانت استضافتها في أكثر من مناسبة نقطة تحول في العالم العربي والعمل العربي المشترك، إذ انه في قمة الوفاق والاتفاق عام 1987، استطاع الأردن بموجبه أن يوجد حالة من الوفاق والاتفاق، والمساعدة في عودة مصر الى الحضن العربي.

وبين أنه في خضم ما يشهده الاقليم من حالة فوضى وعدم الاستقرار في كثير من الدول التي تعاني من اضطرابات ونزاعات، يأتي انعقاد القمة لتعزيز الدور الاردني كقاسم مشترك بين الدول العربية، لتأسيس نقطة بداية تعيدة انتاج نظام عربي فعال، يستطيع أن يتعاطى مع حالة الفوضى والاضطرابات التي تعصف بالمنطقة العربية بالتعاون مع أشقائه العرب مثل السعودية ومصر والعراق والمغرب.

وأوضح ان المتتبع للخطاب الاردني السياسي منذ نشأة الاردن، سيجد أن المكون العروبي هو مكون أصيل في الخطاب السياسي باتجاه كثير من القضايا سواء العربية او العالمية، مشيرا الى أن الاردن يتمتع بعلاقات متوازنة تكاد تكون مع كل الاطراف العربية.

وقال هناك حاجات ورغبات وتطلعات عربية تجاه القمة، إذ يمكن إعادة انتاج نظام عربي قادر على التعاطي مع المشاكل وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، سواء على الصعيد الشعبي او الرسمي، مبينا ان بعض مؤشرات نجاح القمة، ان معظم الزعماء العرب وافقوا على حضور القمة المقبلة، إذ سنجد أن هذه القمة تحمل من مؤشرات النجاح لهذا الامر، ونأمل أن يكون هنالك نجاحات أخرى لإعادة الدفء للعلاقات العربية العربية، بالتوافق في كثير من القضايا خاصة عند الحديث عن القضية الفلسطينية والوضع في العراق والصراع في سوريا واليمن وليبيا.

وأضاف أن الاردن استبق هذه القمة بدبلوماسية نشطة وفاعلة تمثلت بالاتصالات والاجتماعات والزيارات التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني سواء على الصعيد العالمي او العربي، وتفاعل المسؤولون الاردنيون في السياق الشعبي او الحكومي مع نظرائهم وزملائهم من المسؤولين العرب.

وقال الباحث في قضايا المواطنة والتنمية الدكتور فيصل غرايبة: على الرغم مما يحيط بهذا البلد المثابر على الانتاج والتنمية والنهوض، من اوضاع تسودها الفوضى والاقتتال وفقدان السيطرة وتعلوها ادخنة النيران والتفجير، جعل الأنظار تتجه اليه ليكون واحة الأخوة والألفة والتضامن، التي يفيء الى ظلالها زعماء الوطن العربي وقادته في مؤتمرهم، وتشخص اليه الأبصار لعله يجد السبل الآمنة والطرق السالكة لحل المشكلات التي تعيشها اقطارها من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية.

واكد أن هذه القمة ستسهم في إعادة وحدة الاقطار العربية وتماسكها الاجتماعي ومتانة نسيجها المجتمعي والحضاري، ولتعود الى دورها القومي من خلال العمل المشترك وتعيد اتصالها بالعالم الخارجي على اسس التفاهم الدولي والتعاون الاقليمي لما فيه مصلحة الشعوب وخير الانسانية.

وقال:'إن جلالة الملك لم يتوان منذ أن آلت الأوضاع العربية الى ما آلت اليه من صور قاتمة للحياة ومن انسداد الرؤية الى الأفق البعيد، عن المبادرات بالاتصالات اليومية المستمرة سواء باستقبال الزعماء والقادة وصناع القرار واصحاب الفكر أو بالالتقاء بهم في بلدانهم أو في المؤتمرات العالمية والاقليمية العامة والمتخصصة'.

وبين أن جلالة الملك يسعى ويشرح ويوضح ويقنع ويكسب التأييد ويضمن التوجه لمختلف الجهات والأشخاص والتيارات، ليشكل منها رصيدا يخدم قضايا الأمة العربية ويضمن مستقبل الأجيال العربية، وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللجوء المتنوع المتداخل والتشرد والهجرة القسرية واعادة الاعمار لا بل تحقيق النهوض العربي الجديد في جميع اقطاره ومناطقه وجهاته.

وأشار الى ان الرسالة العربية الواضحة سيضمن جلالة الملك ايصالها الى العالم، بهذه الخبرة المتراكمة والمتطورة، وبهذا الاحترام الكبير والسمعة الطيبة التي يتمتع بها جلالته.

واكد أن هذا الحس العروبي ليس بمستغرب عن الأردن نظاما وشعبا، وهذه الممارسات القومية متوقعة من الأردنيين جميعا في مختلف مواقعهم وادوارهم الاجتماعية، ولا يتوقع غيرها بتاتا، لانهم لا يحبون الانعزال عن محيطهم العربي ولا يرغبون بالانطواء على الذات، وقد نشأ هذا الحس جيلا بعد جيل، منذ ان دخلت رايات الثورة العربية الكبرى الى هذه الربوع.

وقال إن الاردن يمضي في درب الحياة بالعمل العربي المشترك، وإعادة بناء الصرح الحضاري العربي من جديد، نحو المستقبل الواحد لهذه الأمة، بدون تشرذم ولا انقسام ولا تقاتل ولا احتراب، بل بالكلمة الصادقة الجريئة الواعية، لا تصدر عن بهتان ولا تحتمل المراوغة أو التكذيب، يعلو بها الحق ويتحقق الفوز المبين.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة