يمكنك أن تكون شعبياً جماهيرياً، فتركب موجة الشارع العارمة، وتجذف بمجاذيف طرية. ويمكنك أن تطلق شتائم صاخبة» أرض أرض جو أرض» نحو حكم مباراة الفيصلي والترجي التونسي، وتتهمه بالظلم والمحاباة.
ويمكنك أن ترغي وتزبد برفع عقيرتك في سماوات (فيسبوك)، أو أن تفكر بنظرية المؤامرة التي تحاك ضدنا، كما هو متوهم دائما. ولك أن تكتب مقالا يماشي هذه المسارب؛ فتنهال عليك اشارات الإعجاب من كل حدب وصوب.
أحزنني ما أصابنا. نحن خسرنا مرتين. خسارة عادية بهدف قد يكون غير صحيح؛ لأنها سُجل من وضعية تسلل واضحة. وخسرنا مرة ثانية بردة أفعال لاعبينا غير اللائقة. وهي خسارة ثقيلة مكعبة ستخلد طويلا في الوجدان.
الحياة ليست أفعالا. بل معظمها ردود لهذه الأفعال، ومرايا لها، وتصرفات مبنية عليها. ولهذا أوجعني التهجم على حكم المباراة، دون أن نحسب حساب لسمعة بلد لا يملك إلا رأس ماله الأخلاقي الإنساني.
نحب بلدنا، ونقف مع فرقه ونشجع نواديه، ونحب الرياضة، لكننا لا نراها هدفاً. الرياضة وسيلة للوصول إلى القيم النبيلة والعمل الصالح. الرياضة مثل نهر يشذب حجارته، ويجعلها ملساء من غير سوء. الرياضة جاءت لتحرير بني الإنسان من غريزة العدوانية. هي تهذيب لأدران النفس من كل طيش وفجاجة وسذاجة.
كان يمكن للفيصلي أن يبقى بنظرنا فائزاً حتى ولو لم يتسلم كأس التتويج. كان بإمكان لاعبيه أن ينقلوا صورتنا الحقيقية ومحبتنا للقيم السامية. كان يمكن أن يبقى فائزا بلعبه البطولي الكبير.
لكن الصورة شوهت المعنى لكل رياضة. فما معنى أن تنطح الحكم، أو تتهجم عليه. وما معنى أن تكسّر مقاعد الملعب في بلد شقيق، ثم ما معنى أن تنطلق بعض جماهيرنا نحو سفارته في عمان.
علينا أن نعتذر عن تصرفنا ونلتزم بعدم تكرارها. ونعاقب كل لاعب طائش، ونحرم من أحدثوا شغبا في ملعب الإسكندرية من جمهورنا حضور مبارياتنا حتى يثوب إلى رشده. نحن لسنا بحاجة للاعب لا يملك أعصابه. نريد لاعبينا رسلا لبلدنا وصورة طيبة لأخلاقنا.
قد يحمل البعض هذا الأمر أكثر مما يحتمله. ويقول أن عدوانيتنا في الملاعب ليست إلا صورة انعكاسية صحيحة لحالنا وأحوالنا في حياتنا اليومية. فنحن طائشون في الشوارع، ومتحفزون للانفجار مثل بارون محمص. لكني أقول هي كبوة، ونحن منها ناهضون.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو