الإثنين 2025-03-03 17:31 م

خطة «مارشال» اقتصادية بعد «داعش»

09:54 ص

قدرت تسريبات وتقارير صحفية تكلفة الحرب العالمية على «داعش» بـ 30 مليار دولار ستنفق على مدى 3 سنوات وهي قابلة للزيادة بحسب التطورات في الميدان.

كل هذا المال كان يمكن أن يستخدم في حرب وقائية، على غرار خطة «مارشال» التي أعادت إعمار أوروبا بعد الحرب، فماذا لو أنفقت هذه الثروة الضخمة ولذات الفترة في تنمية المجتمعات والبلاد التي خرج منها مقاتلوا هذا التنظيم بدوافع عدة تحكي جميعها حكاية واحدة لخصها الملك أمام دول العالم في الأمم المتحدة في مبادئ ثلاثة يشترط توفرها لمواجهة هذا الخطر، فيقول جلالته إن «الإرهاب العابر للحدود يعتاش على الأزمات، والظلم، والصراع الطائفي، وكسب القلوب والعقول يتطلب موقفا قويا ضد التهميش والفقر والإقصاء ويجب أن تكون هناك جهود دبلوماسية وتنموية وخلق فرص عمل وتعليم وغيرها».
في مقدمة أجندة الأسباب, غياب الحل للقضية المركزية في فلسطين وقد كانت دائما حجة ترفعها هذه الجماعات كمبرر، فأولا وقبل كل شيء «لا بد من التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
نفقات الحرب ستمول من 40 دولة أبدت استجابة لدخول تحالف دولي هو الأكبر بعد حرب العراق، ولعل تكبير المشاركة هو ما يفسر توزيع النفقات خصوصا وأن الولايات المتحدة لن تستطيع تمرير أية نفقات مالية إضافية تسبب فيها أخطاء حروب سابقة عانى منها الاقتصاد ولا يزال.
الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التطرف، ليست في سلة واحدة من حيث الامكانيات والقدرات الاقتصادية ولا حتى بوقع الآثار السلبية والتداعيات وفي ظل الحديث عن أدوار الدول التي ستشارك برغبة أو بحكم الجغرافيا، لن يتمكن الأردن من تقديم أي دعم مالي بالعكس تماما سيكون بحاجة الى مساندة وتعويض عن أثر هذه العمليات الممتدة لسنوات ثلاث على اقتصاده المترنح أصلا وعلى خطوط التجارة وتكاليف ذلك كله.
إذا كانت الدول النفطية قادرة على المشاركة في الحرب وتمويلها فماذا تستطيع الدول العربية الفقيرة اقتصادياً، مثل الأردن أن تفعل وهو الذي وجد نفسه في خضم ذلك كله، سواء شارك أم لم يشارك فالضغوط والخسائر الاقتصادية قائمة وستظل وستزداد في المستقبل.
حتى لا تبقى مبررات التطرف قائمة، ستحتاج المنطقة الى ما يشبه بخطة مارشال وهو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكما نهضت أوروبا نحو المجتمعات المدنية، فإن التنمية الاقتصادية وحدها الكفيلة بقيادة المنطقة الى خارج النفق.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة