الإثنين 2025-03-03 16:31 م

خلافات بين مشجعي الكلاسيكو الإسباني تصل لمشاكسات وانفلات الأعصاب

09:35 ص

الوكيل - شغف وولع رائد الصالح (26 عاما) بنادي ريال مدريد قادته مجموعة من أصدقائه المحبين لهذا الفريق لفتح حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي يضم كل المشجعين لفريق ريال مدريد ولاعبيه المحترفين.

يقول 'قمنا بإنشاء هذه الصفحة منذ خمس سنوات، وتتضمن معلومات، ونتائج مباريات فرقنا وانتصاراتها في السابق، وكذلك التعريف بجميع اللاعبين وانتصاراتهم، وعقودهم وكل تفاصيل هذا الفريق'.
ويضيف 'نقوم بتسجيل وعرض أجمل الأهداف عبر مقاطع الفيديو، إضافة إلى إنزال الأغاني التي تشجع 'المدريدية'. كما أننا اعتدنا بعد كل مباراة تنظيم دردشة عبر الموقع، لتحليل أحداث المباراة. وحدث في إحدى المرات أن اقتحمت موقعنا مجموعة من مشجعي فريق برشلونة (المتنكرين)، فبدأت المشادات والخلافات بيننا، وظلت تشتد وتتفاقم إلى أن حذفناهم من القائمة'.
كما يختلف سفيان درويش (22 عاما) من مشجعي نادي برشلونة، مع والده المدريدي، ويقول 'لكل منا وجهة نظر، وفريقه المفضل، لكن والدي لا يؤمن بهذا. فأحيانا أتجنب الجلوس معه في المنزل لمتابعة مجريات المباراة بين الفريقين، فأقصد المطاعم، أو المقاهي التي تعرض المباراة برفقة أصدقائي'.
ويضيف 'أعشق نادي برشلونة إلى حد لا يوصف، وينتابني شعور خاص عندما أرى زي نادي فريقي المفضل. وعندما أرى شخصا يرتدي زيه أو يشجع 'البرشلونية' أقدره، ولا أتردد في بعض الأوقات في مصافحته والتعرف عليه'.
ربة المنزل أم راشد، تبدي استياءها من هذه الظاهرة، فتقول 'يزعجني كثيرا متابعة أبنائي لمباريات الكلاسيكو، خصوصا وأنها تنقل في أوقات متأخرة من الليل، فاثنان منهم يشجعان برشلونة، وآخران متعصبان لنادي ريال مدريد. والحال أني لا أستطيع فض النزاع بينهم فور انتهاء المباراة'.
وتضيف 'ما زاد الطين بلة، أن ابني -في الصف التاسع- عاد ذات يوم من مدرسته وعلامات الشجار والعراك مع زملائه واضحة على وجهه، بسبب دفاعه المستميت عن نجمه الرياضي المفضل؛ ميسي'.
وتشاركها الرأي فدوى علي (32 عاما) التي تصف غرف أبنائها التي تحولت إلى معرض فني، يضم ملصقات للاعبي الكلاسيكو، بالإضافة إلى الصور والملابس والأدوات المدرسية المطبوعة بصور اللاعبين وانتصاراتهم.
وتقول 'ما أثار دهشتي بالفعل ما حدث مع طفلي في الصف الثالث، فهو مشجع برشلوني، بينما تشجع معلمته المدريدية. ولأنه يحب فريقا غير الفريق الذي تحبه هي فقد طلبت منه أن يغير دفتره المدرسي الذي يحمل صور ناديه المفضل؛ برشلونة. ولمّا رفض الاستجابة إلى رغبتها قامت بإتلاف دفتره أمامه'.
تبرز بوضوح في هذه الآونة ظاهرة شغف الشباب والفتيات بمتابعة مباريات كرة القدم العالمية. فهذا يقول 'أنا مشجع مدريدي'، وتلك تتباهى بالفريق الذي تشجعه، مرددة 'حبيبي برشلوني، يموت ببرشلونة، وأنا مدريدي لكن بغير لعيونه'.
آراء وخلافات متعددة تدور حول تشجيع الفرق الرياضية؛ فمنهم من يعرف أسماء وتفاصيل الأندية، وأخبار الفريق الذي يحبه، وقد يصل به هذا الحب إلى حد التطرف الذي يجعله يرفض أن يحب الآخرون فريقا غير الفريق الذي يحبه هو، وهكذا ينشب الخلاف والشجار.
يبين عامر رضوان (35 عاما) أنه يميل دوما للحديث عن الرياضة والمباريات مع أصدقائه، ويقول 'تصل أحيانا هذه النقاشات إلى الخلافات بيننا، وخصوصا عندما يتعصب أحدهم لناد معين، كنادي ريال مدريد، مثلا، فيظل يمدح خصاله ويطريها حتى في حالة الخسارة؛ إذ يظل يصفه بالفريق الأفضل تخطيطا وأداء، ويعدد فرصه الضائعة في هذه المباراة أو تلك، مرددا انتصاراته السابقة'.
ومن المواقف الطريفة أيضا ما جرى مع الطفل خلدون في الصف الثاني الذي استيقظ ذات صباح وارتدى بدلته الرياضية الخاصة بفريق ريال مدريد، ولسوء حظه أن فريقه هذا كان قد أحرز في اليوم السابق فوزا على الفريق البرشلوني، فأغاظ خلدون بلباسه، سائقَ الباص، البرشلوني الذي قرر ألا يصطحبه إلى المدرسة.
وتقر الشابة لبنى العيساوي (24 عاما) هوسها وولعها الشديدين بنادي ريال مدريد؛ إذ لا يمكن أن تفوتها مباراة لهذا النادي. فهي مطلعة على مواعيد المباريات مع الخصم نادي برشلونة، وتتفرغ لمتابعة المباراة مع صديقاتها اللواتي يشجعن الفريق نفسه.
وتقول 'شغفي بهذا الفريق كان سببا في اختيار معظم ألوان ملابسي وحاجاتي من الأبيض والأسود، بالإضافة إلى ألوان أخرى. أما الأحمر والأزرق الغامق فأبتعد عنهما كل البعد، حتى لو كان موديل وتصميم القطعة جميلين'.
الأربعيني أبوعلاء، الذي يشجع فريق ريال مدريد، يقول 'هوس تشجيع الأندية الأجنبية واقع وليس خيالا، نلمسه في كل منزل بين أفراد الأسرة، وبين أبناء الحي، وفي كل مكان. أما عن حبي وعشقي لفريق بعينه فله أسبابه التي تتعلق بمستوى اللاعبين والتكتيك؛ إذ أتابع جميع المباريات'.
ويقول 'تشتكي زوجتي دائما من تعلقي الشديد بالمباريات ومتابعتها، وخصوصا مبارياتنا مع الخصم، لكنها في النهاية، وبعد هذا العناد، أصبحت في الآونة الأخيرة تشجع فريق برشلونة، وأكثر من ذلك عمدت لشراء بدلات رياضة خاصة بفريق برشلونة'.
لا يقتصر الخلاف على الأزواج فقط، بل وصل إلى الأحباء. مازن حمدان (28 عاما)، مثلا، ترك حبيبته المدريدية، لكثرة استفزازها له بحبها للفريق الذي تشجعه، ويقول 'أنا أعتز جدا بفريق برشلونة، لكنني لا أحتمل أن تضع في هاتفها أغاني خاصة بفريق مدريد، ولا أن يصل حبها للفريق إلى حد ارتداء الزي المدريدي'.
ويرى الاختصاصي الاجتماعي د.حسين خزاعي، أن ولع الشعب العربي عموما، بهذين الفريقين، مرده إلى العاطفة بالدرجة الأولى، وهناك أسباب أخرى؛ كالفنيات والحرفية العالية التي يمتلكها هذان الفريقان وإدارتهما.
يقول خزاعي 'إن مشاهدة مباريات كرة القدم وسيلة ممتعة، للترفيه والترويح، إلا أن آثارا اجتماعية قد تترتب في بعض الأحيان، نتيجة عدم السيطرة على المشاعر والانقياد بعشوائية إلى التعصب الأعمى لهذا الفريق أو ذاك'.
ويلفت الاختصاصي الاجتماعي إلى ضرورة ألا يصل شغف المشجعين إلى التأثير سلبا على تعاملهم مع زملائهم ومع أهلهم، والذي قد يؤدي إلى ظهور مشاحنات وعداوات قد تمتد إلى المشاكسات وانفلات الأعصاب وإلى ما قد لا تحمد عقباه، على الفرد والمجتمع على السواء.

منى أبو صبح - الغد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة