الأحد 2024-12-15 17:58 م

خليت بليت

02:24 م

بعد كل هذا الصخب الذي جرى خلال الأيام الماضية الذي لم نكن لنتمناه لبلدنا باتت الحكومة الحالية مطالبة وقبل أن تركن إلى الهدوء النسبي في الشارع أن تقدم كشف حساب وإيضاحات مقنعة للمواطنين لإزالة ما يعلق بأذهانهم من لبس أو عدم فهم واقتناع فيما يخص بعض الملفات الأسخن على الساحة المحلية ,والتي لطالما كانت ولا تزال موضع شكوك وتساؤلات وكانت كما نعرف جميعا سببا رئيسيا لحراك الشارع واحتقانه إلى هذا الحد.
ويأتي على رأسها ملف الفساد بإشكاله المختلفة فالحكومات المتعاقبة لم تعالج هذا الملف بما يستحق من الصراحة والصرامة الكافية حتى هذا الوقت وفق كثيرين, ولم تقدم الحكومات حتى تبريرا منطقيا مقنعا حول هذا القصور ذاته رغم معرفتها بان ما تم انجازه في هذا الملف غير كاف فمحاكمة شخص واحد أو اثنين لا يكفي في وقت يدرك الجميع بان مصيبتنا مع الفساد كبيرة والفاسدون الكثر لا يتركون أدلة إدانتهم . حتى قانون من أين لك هذا ؟ لم ينجز لماذا؟ .
وان تقدم تقريرا علنيا شافيا حول ملف موارد الأردن وثرواته ما أنجز وما لم ينجز ولماذا ؟ عديدون يطرحون سؤال أين هي مواردنا التي سمعنا عنها الكثير ولم نرى إلا اليسير . الصخر الزيتي اليورانيوم ,النحاس ,الغاز وغيرها , وان تقدم الحكومة تقريرا مماثلا حول المنح والمساعدات الخارجية السنوية للأردن وطرق صرفها لربما يسهم ذلك في سد باب واسع من النقد العشوائي( والطخ) في كل اتجاه دون علم أو دراية أو معلومة مسنودة بأرقام.
إذن مكاشفة ستسهم في ظني بتحقيق الوعي والقناعة المؤديان بالضرورة إلى الإسهام في إعادة بناء الثقة المفقودة حتى اللحظة .
و ما أثبتته التجربة والشواهد الحسية لما جرى خلال الأيام الماضية بان الحل ليس عصي ,لماذا ؟؟ لان معظم الأردنيون ملتفون حول أهداف تكاد تكون مشتركة في الولاء للملك واحترامه وان جنحت فئة محدودة , وتأكيد اغلبيه منهم على مبدأي الأمن الاستقرار الذي يتمتع بهما الأردن, في حين دول كثيرة مجاورة وبعيدة لم تستطع إدارة هذا الملف مثل ما فعل الأردن والشواهد ماثلة للجميع.
نعم ملتفون حول قضايا الفساد والهدر في الموارد لكن ملتفون في معظمنا حول القيادة وضرورة إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية وملتفون في معظمنا حول الأمن والاستقرار في البلاد , لماذا ؟ لان هذان العنصران هما الأساس لتحقيق التنمية بإشكالها المختلفة والاستمرار في البناء على ما أنجز لا هدمة .
نحتاج كثيرا إلى وقف الهدر ووقف الفساد في بلدنا هذا أمر واضح ومفهوم لكن هل نقدم على ما يزيد العلة علة أخرى ؟ هل أن ما أقدم علية البعض من ردة فعل انفعالية بالتكسير والتخريب وحرق الإطارات يمثل مخرجا للازمة أم يزيد على البلاء بلاءا آخر ؟؟
قد نختلف كثيرا على وسائل التعبير المثالية وهي كثيرة ومباحة في القانون, لكن لا اعتقد أننا متفقون جميعا على التخريب , لدينا الكثير من الوسائل لنعبر عن أنفسنا , لكن ليس الإضرار من بينها حسب فهمي للأديان والأعراف والأخلاق المجتمعية ولا أظن أحدا منا يقبل على نفسه مخالفة كل هذه العقائد والمبادئ الإنسانية , وبضني أن الوطن ليس كله فساد ولو خلى من مواطنة طيبه وصالحة لخرب كله وفق المثل العربي الشائع , (إن خليت بليت ) .


خليل زيادين
khalil.zayadeen@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة