الجمعة 2024-09-20 17:45 م

خیارات المواجهة الإیرانیة الأمیرکیة

07:40 ص


مع نھایة الشھر المقبل واقتراب إعلان واشنطن مبادرتھا المثیرة للجدل بشأن النزاع الفلسطیني الإسرائیلي، تدخل العقوبات الأمیركیة على إیران مرحلة أكثر تشددا، فقد أعلن البیت الأبیض أنھ لم یجدد الإعفاءات الممنوحة لثماني دول لاستیراد النفط الإیراني.



إدارة ترامب وحسب قول مسؤولیھا تسعى لخفض صادرات طھران من النفط لنسبة الصفر، في مسعى لإرغامھا على الامتثال لطلب إعادة التفاوض على الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منھ.

إیران ردت على الفور برفض القرار الأمیركي، وبھجوم ممنھج على إسرائیل والدول الخلیجیة المؤیدة للعقوبات الأمیركیة، وھددت بإغلاق مضیق ھرمز في وجھ الملاحة وناقلات النفط.

إسرائیل ستلتحق بالركب الأمیركي في حملة التصعید ضد طھران ما أن ینتھي نتنیاھو من تشكیل حكومتھ.


إیران ستواجھ دون شك أوقاتا صعبة، وستدخل في مطاردة بحریة مع البوارج الأمیركیة التي تراقب حركة السفن في البحار والمحیطات، لكنھا بالرغم من ذلك تبدو مصممة على كسر الحصار والبحث عن طرق بدیلة كي لا ینقطع شریان النفط الذي یزود الخزینة الإیرانیة بالقدر الأكبر من مدخولھا.

یراھن البعض على تشدید العقوبات لإرغام إیران على تقلیص نفوذھا في الشرق الأوسط، وتقدیم تنازلات في الملف الیمني، لوقف نزیف الحرب الذي أرھق موازنات خلیجیة، مثلما تأمل واشنطن ومن خلفھا تل أبیب بكبح جماح التحدي الإیراني في سوریة ولبنان.

لكن جولات الصراع مع إیران لم تفدنا بخلاصات مماثلة، فمع كل تصعید بالضغوط على طھران كانت الأخیرة تلجأ إلى مزید من الاستنزاف في ساحات أخرى، وتسجل فیھا نجاحات ملموسة. الاقتصاد الإیراني سیتعرض لضغوط ثقیلة، ستنعكس بشكل ملموس على مستوى معیشة الإیرانیین الذین یعانون من أوضاع اقتصادیة، دفعت بھم إلى النزول للشوارع قبل فترة من  الزمن للاحتجاج على الأوضاع المعیشیة.


ربما تراھن واشنطن على إطلاق حركة احتجاج ثانیة في إیران تقوض سلطة الجمھوریة الإسلامیة.

لكن النظام الإیراني مثل أنظمة اخرى كثیرة یملك قدرة فائقة على الحشد لصالحھ، ولا یتوانى عن استخدام ما یتوفر لدیھ من أدوات القوة للسیطرة والتحكم وامتصاص الغضب الاجتماعي، وتحطیم المعارضة.

والخیار الثاني أمام إیران ھو تصدیر الأزمة لجیرانھا، بما تملك من ادوات النفوذ داخل المجتمعات الخلیجیة والعربیة، وتصعید حرب الاستنزاف في الیمن ضد السعودیة تحدیدا التي تتكبد مبالغ طائلة كنفقات عسكریة، وإبقاء حالة من التوتر في سوریة. المواجھة على ھذه الجبھات ستطول، لكن مستوى التصعید من الجانبین سیتحدد وفقا لخطوات كل طرف، ومدى تأثیر العقوبات المشددة على إیران، وما تجلبھ من ردود فعل أمیركیة. وبھذا المعني لا یبدو الخیار العسكري واردا في المدى المنظور رغم تلویح إدارة ترامب بتفعیل كل الخیارات مستقبلا.

في كل الأحوال، الشرق الأوسط سیدفع ثمن المواجھة حربا كانت أم حصارا، وستھدر موارد ھائلة في سبیلھا، كان لھا ان تغیر حیاة ملایین البشر لو انفقت في سبیل التنمیة ورفاه الشعوب.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة