السبت 2024-12-14 11:39 ص

داعش يزحف نحو بغداد .. والصدر يدعو للنفير

02:03 ص

الوكيل - يبدو أنّ معركة استعادة الأنبار (غربي العراق)، مجرد 'حديث إعلامي'، بعدما اقترب تنظيم (داعش) من العاصمة بغداد، الأمر الذي دفع مليشيا 'الحشد الشعبي' إلى العمل على إقامة خط صد دفاعي لمنع دخوله.


وقال مصدر قريب من الحشد الشعبي ، إنّ 'داعش سيطر على منطقة الصبيحات التي تقع في أطراف قضاء الكرمة القريبة من بغداد'، مبيناً أنّ 'المنطقة هي محاذية لناحية النصر والسلام التابعة لقضاء أبو غريب في بغداد، كما أنّها تعد الطريق المؤدي إلى منطقة إبراهيم بن علي القريبة من منطقة الشعلة غربي بغداد، التي يسعى التنظيم إلى الوصول إليها لينفذ من خلالها إلى العاصمة'.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، إلى أنّ 'هذا التقدم ينذر بخطر كبير بدخول داعش الى بغداد'، مبيناً أنّ 'العبادي اجتمع، ليلة أمس، مع قادة الحشد الشعبي، ووجههم بالدفاع عن بغداد من خطر داعش'، مضيفاً أنّه 'تم الاتفاق على وضع خط صد دفاعي لحماية العاصمة'.

وبيّن أنّ 'آليات الجيش والحشد الشعبي بدأت تحصّن بغداد من جهة منطقة إبراهيم بن علي والنصر والسلام ومناطق أبوغريب الأخرى بسواتر ترابية لإعاقة تقدم داعش'.

وأضاف أنّه 'تم العمل على وضع نقاط مراقبة وتوزيع قطعات مكثفة من الحشد في تلك المناطق لحمايتها'، مشيراً إلى أنّه 'على ما يبدو فإنّ موضوع اقتراب داعش من بغداد سيشغل الحكومة عن أيّ تحرك عسكري لتحرير الأنبار'.

من جهته، أكّد الخبير الأمني، مجيد عبدالرحيم، أنّ 'اقتراب داعش من بغداد بعد سيطرته على الأنبار، أعاد حسابات الحكومة بتوزيع قطعاتها القتاليّة'.

وأوضح عبدالرحيم، خلال حديثه أنّه 'قبل الانهيار الأمني في الأنبار كانت بغداد مؤمنة، أمّا اليوم فقد أصبحت في دائرة الخطر'، لافتاً إلى أنّ 'هذا الأمر سيحتم على الحكومة وضع استراتيجية دفاعية فقط لا هجومية، وإنّها ستترك أي تحرك ميداني في الأنبار، وسيكون حديثها عن تحرير الأنبار مجرد حديث إعلامي عن التجهيز والاستعدادات وما إلى ذلك'.

وأشار إلى أنّ 'الحكومة ستركز كل جهدها للدفاع عن بغداد، لأنّ سقوطها سيمثل سقوط العراق بالكامل وانهياراً للحكومة'، مؤكداً أنّها 'لن تكتفي بالقطعات العراقية بل ستحاول الحصول على وعود أميركية بالدفاع عن بغداد مقابل أي شرط تفرضه الولايات المتحدة، لأنّها القوة الوحيدة التي تستطيع وقف تقدم داعش'.

وحمّل الخبير الأمني 'الحكومة مسؤولية كل ذلك، بسبب إهمالها ملف الأنبار ورفضها تسليح العشائر التي صمدت حتى بعد انسحاب الجيش والقوات الأمنية'.

من جانبه، دعا زعيم 'التيار الصدري' مقتدى الصدر، الثلاثاء، إلى الجهاد ضد تنظيم (داعش)، مطالباً أنصاره بالحفاظ على 'سمعة الجهاد والمجاهدين، وأخلاق آل البيت'، على حد وصفه.

وأوضح الصدر، في بيان، أن التقصير إزاء الأحداث الأمنية، سيوقع البلاد تحت سيطرة 'شذاذ الآفاق'، معتبراً ذلك 'خيانة لله'، مطالباً العراقيين بضرورة حماية المراقد المقدسة في كربلاء وسامراء، ونشر المجاهدين بالقرب من هذه المراقد، في ظل الهجمة 'الإرهابية البربرية التي يمر بها العراق'، مناشداً أتباعه مواصلة القتال، حفاظاً على الدين والمذهب والأرض والعرض.

ويتزعم الصدر أكثر من مليشيا مسلّحة في العراق أبرزها مليشيا 'جيش المهدي'، والتي أنشئت عام 2005 للتصدي للقوات الأميركية، واتهمت بارتكاب جرائم طائفية عامي (2006 – 2007)، ومليشيا 'سرايا السلام' التي تأسست بعد دعوة المرجع الديني العراقي علي السيستاني، إلى 'الجهاد الكفائي' ضد تنظيم 'داعش' العام الماضي.

إلى ذلك، تسابقت مليشيات عدّة على دخول الأنبار، عقب دعوة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، مليشيات 'الحشد الشعبي' للاستعداد للمشاركة في معارك تحرير الأنبار.

وسارعت مليشيا 'سرايا السلام' للإعلان عن استعدادها لتحرير الأنبار من سيطرة تنظيم 'داعش' خلال فترة قياسية. وقال القيادي في المليشيا أبو حيدر المطلبي، لـ'العربي الجديد'، إن المعركة في الأنبار ستكون أسهل من صلاح الدين، بسبب قرب المحافظة من طرق الإمدادات العسكرية، وصعوبة سيطرة التنظيم على الصحراء الواسعة التي تشكل غالبية مساحة الأنبار، في ظل وجود ضربات الطيران العراقي.

وأكّد المطلبي أن عناصر 'السرايا' لن يعودوا إلى مواقعهم قبل 'زف بشرى التحرير'. كذلك أعلنت المليشيا في بيان عن وصول قطعاتها العسكرية إلى مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين لحماية المراقد الدينية.

وكشف المتحدث باسم مليشيا 'عصائب أهل الحق' نعيم العبودي، عن وصول قوة النخبة في المليشيا إلى الأنبار، لاستعادتها من سيطرة 'داعش'، بينما أعلن القيادي في مليشيا 'بدر' معين الكاظمي، أن 'الحشد الشعبي تهيئ 100 ألف مقاتل لمعركة الأنبار'، مؤكّداً أن معركة التحرير لم تبدأ، على الرغم من وجود اشتباكات متفرقة في بعض مناطق المحافظة. - العربي الجديد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة