الأحد 2024-12-15 09:07 ص

دخلنا الخط الأحمر في الكارثة

10:54 ص

ما تقرر في قمة الكويت الانسانية لتمويل كارثة اللاجئين السوريين لا يكفي والمليار والنصف التي جمعت لن ترتقي بأوضاعهم بما يكفي للحفاظ على انسانيتهم وسط تزايد الأعداد اللاجئة إلى خارج سوريا والنازحة في داخلها، خاصة وأن المبلغ يرصد لصندوق الأمم المتحدة.

ويتحمل الأردن العبء الأكبر من مأساة اللاجئين السوريين وهو ما عكسه خطاب الملك أمام القمة والعتاب الموصول على المجتمع الدولي الذي لم يشمر عن سواعده بما يكفي للتخفيف من هذه المأساة التي طالت ولكم أن تتصوروا أنه في ليلة واحدة من الأسبوع الماضي تدفق عبر الحدود من المعابر المعروفة وغير المعروفة أربعة آلاف انسان يهيمون على وجوههم منهم الرضيع والشيخ الطاعن والمرأة والصبيان فأكثر اللاجئين هم قصّر وأطفال ويقدر المراقبون ان ما تدفق في شهر واحد هو الشهر الذي انتهى يصل إلى (100) ألف لاجئ والعدد مرشح للزيادة وقد يتجاوز في مجمله نصف مليون وما زلت أذكر توقع أحد وزراء الداخلية الأردنيين السابقين هنا والذين تابعوا بداية الأزمة حين قال لي سيصلنا من سوريا مليون لاجئ اذا ما استمرت الأزمة، ويبدو أن الأزمة مستمرة واذا ما ارتفعت وتائر الهجرة حتى الشهر السادس كما توقع الملك عبدالله الثاني لعمر الأزمة فإن المليون من اللاجئين لن يكون عدداً مستهجناً فهل دخلنا الخط الأحمر؟ وهل نعلن أننا بلد منكوب بها؟
جاءت الدول الممولة ووصل عددها 59 دولة بعضها اكتفى بالمراقبة وبعضها بالخطابة وبعضها جاء بأقل من قدراته وحتى دوره وحجم تدخله، وهو أمر يلفت الانتباه وبعضها ممن كان عالي الصوت في الأزمة لم نعرف ماذا قدم باستثناء السعودية والإمارات والكويت اذ قدمت كل دولة (300) مليون دولار فإن المبالغ الأخرى قليلة اذ لم يتجاوز ما قدمته الولايات المتحدة (110) ملايين دولار في حين توقف الرقم عند المانيا بـ (10) ملايين يورو وبقية الدول قدمت ما يسمى في لغة العدد (فراطة) أكثر من خمسة ملايين سوري هم نازحون داخل وطنهم لا تصلهم المساعدات وهناك أكثر من مليون خارج سوريا موزعين عبر دول العالم وأكثرهم في الأردن وتركيا ولبنان.
وقد قال لي المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأردن والذي التقيته أكثر من مرة أن أفضل الأوضاع مقارنة بالدول الأخرى هي أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن حيث تجري المتابعة وتسمع الشكاوى ويجري التغيير في حين أنه لم يعترف بهم في لبنان لجهة اقامة مخيمات لهم حتى الآن كما ان أوضاعهم في تركيا سيئة ومزرية أمام البرد القارس وغياب الرعاية الكافية وسوء تقديم المساعدات.
قدرنا أن يتدفق اللاجئون السوريون إلى بلدنا فنحن لا نستطيع إغلاق الحدود أمام هذه المأساة وإن ناشدنا العالم وعلينا أن نشرح هذه المأساة أكثر وبشكل أعمق وبرسائل تصل ولعل أفضل ما جرى اعلانه هو مضمون خطاب الملك عبد الله الثاني في قمة الكويت فبمقدار عكسنا للضمير العالمي أزمة اللاجئين السوريين بمقدار ما نضغط على المجتمع الدولي لمساعدتهم.
لقد عانينا وما زلنا نعاني مشاكل وظواهر الهجرة واللجوء والنزوح واذا كنا واقعيين فإن بلدنا يواجه الآن كارثة ازدياد الأعداد وكلفة بقاء الصورة انسانية أمام العالم فنحن اذا ما استمر الوضع فإننا سنكون بلداً منكوباً ويواجه كارثة حقيقية على العالم أن يساعد في حملها والتخفيف من آثارها لأن الصمت والمكابرة لا تنفعان ولأن الأردن لا يجوز أن يتحمل وحده كل هذا العبء الذي يحتاج تخفيفه مساعدات مالية تصرف لتغطية المأوى والطعام والشراب والدواء والعناية والحماية وخدمة النقل.
لا يجوز أن يتوقف العالم الآن عن حدود ما قدمته قمة الكويت فهذا الرقم الذي يذهب إلى الأمم المتحدة هو رقم متواضع قياساً الى المأساة وهو يصرف هنا ويوزع لمختلف الانحاء ولن يصيب الأردن منه الا القليل اذ أن كلف ادارية عالية تستهلكها وظائف وادارات الأمم المتحدة المتخصصة من هذه المبالغ ويبقى الأردن وحده بحاجة إلى أكثر من مليار دولار فوراً اذا ما أراد المجتمع الدولي أن يحافظ على انسانية اللاجئين السوريين فيه.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة