الأحد 2025-01-19 09:25 ص

دماء في إنتخابات مجالس المحافظات في العراق

09:49 ص

الوكيل - على وقع ازمة سياسية وتبادل الاتهامات بين رموز العملية السياسية بحصول عمليات تلاعب وتزوير جرت في اثنتي عشرة محافظة عراقية انتخابات مجالس المحافظات وهي الاولى بعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من العراق نهاية عام 2011.

وتحولت بغداد والمحافظات التي جرت فيها الانتخابات الى ثكنة عسكرية بسبب الاجراءات الامنية غير المسبوقة لتامين المشاركة فيها واحباط اي خرق امني وحوادث محتملة.

ورغم الخطة الامنية التي شارك فيها نحو 200 الف من عناصر الشرطة والجيش الا ان عدة مراكز انتخابية في محافظات بابل وديالى وصلاح الدين شهدت هجمات مسلحة ما دعا الى غلق بعضها وتحويل التصويت الى مراكز بديلة.

وادلى المسؤولون الحكوميون وقادة الكتل النيابية باصواتهم في مركز الاقتراع في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء المحصنة تقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال ان محاربة الارهاب تتم عبر صناديق الاقتراع مشيدا بنزاهة الانتخابات وحيادية مفوضية الانتخابات في حين اكد رئيس ائتلاف العراقية حصول عمليات تزوير في الانتخابات واستغلال الحكومة سلطتها للتاثير على نتائج الانتخابات كما قال بعد الادلاء بصوته.

وتفاوتت نسبة التصويت بين محافظة واخرى وسجلت محافظة الديوانية جنوب العراق اعلى نسبة تلتها محافظتي العمارة والبصرة جنوب العراق في حين سجلت محافظة بابل تراجعا لافتا في نسبة المقترعين اما بغداد وطبقا لمراقبين فان نسبة التصويت فيها لم تتجاوزعتبة الخمسين بالمئة.
وكان مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي دعا العراقيين الى المشاركة الواسعة بالانتخابات التي قال انها مناسبة لتصحيح المسار ورفع الظلم عنهم ومحاولة تحقيق الحقوق ومحاربة الفساد.

وتوقعت مصادر مطلعة ان يحقق التيار الصدري نتائج جيدة في محافظات العمارة والناصرية والبصرة والى حد ما في بغداد و نوهت المصادر ذاتها ان تحقق قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي نتائج جيدة في بغداد المثنى وبابل والنجف والبصرة والكوت وتوقعت ان تحصل قائمة رئيس المجلس الاسلامي عمار الحكيم على نتائج معقولة في كربلاء وبغداد والبصرة والنجف والعمارة.

وتوقعت المصادر نفسها تراجع حظوظ قائمة رئيس ائتلاف العراقية اياد علاوي في تحقيق نتائج ملموسة بالانتخابات بسبب انشطار ائتلافه الى ثلاث قوائم متنافسة في حين المحت مصادر مطلعة الى ان تحقيق القائمة العربية المستقلة بقيادة رئيس جبهة الحوار صالح المطلك ورئيس حركة الحل جمال الكربولي نتائج في محافظات بغداد وصلاح الدين وديالى.

ويرى محللون في نتائج انتخابات المجالس المحلية بانها اختبار لحجوم القوى السياسية وثقلها على الارض التي ستحدد ملامح خارطة التحالفات السياسية من جديد قبل عام من الانتخابات البرلمانية
وعن سير عملية الانتخابات سجلت شبكة شمس العراقية خروقات لقوائم كبار المسؤولين العراقيين .

وشاركت الشبكة بـ 5611 مراقباً، توزعوا على 7000 مركز و45000 محطة اقتراع مشيرة الى انه قد تم فتح المراكز حسب الاجراءات المطلوبة لكن بشكل متفاوت، ولم يتم عد اوراق الاقتراع في بعض المراكز، منها في محافظات أربيل، والبصرة، والمثنى، وبابل. وقالت انها رصدت عدداً من ابرز الخروقات، منها استمرار الدعاية الانتخابية خارج المراكز الانتخابية وداخلها، خاصة لقائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي في كربلاء وبابل والنجف محافظة المثنى الجنوبية كانت الدعاية على عجلات حكومية لـ 'تجمع اهل المثنى.

وفي ديالى وصلاح الدين كان رجال الأمن ينشرون دعاية لمصلحة قائمة متحدون 444 بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي. وفي محافظة البصرة ارتدى ممثلو الكيانات السياسية ملابس موحدة ترمز إلى قائمة 411 ائتلاف المواطن بزعامة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم.

وقالت ان كربلاء شهدت خطأ جسيماً في ورقة الاقتراع، حيث كان الرقم المسجل لقائمة الاعتدال الوطني 480 فورد الرقم في ورقة الاقتراع 490، ويُجرى تصحيحها يدوياً، ما يعني ابطال ورقة الاقتراع. ومن المحتمل ان تعاد الانتخابات في كربلاء بسبب هذا الخطأ الكبير. واكدت شبكة شمس رصد مراقبيها وقوع حالات خرق امني في محافظات بغداد وصلاح الدين وبابل وديالى.
وحذر زعيم القائمة العراقية اياد علاوي والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي نائب رئيس الجمهورية سابقا عادل عبد المهدي عقب الادلاء بصوتيهما من عمليات تزوير لنتائج الانتخابات.
واكد علاوي وجود خروقات امنية كبيرة في العاصمة بغداد ومحافظة بابل، وقال ان الحكومة غير قادرة على حماية العملية الانتخابية.

واتهم علاوي الحكومة بشن حملة اعتقالات واسعة في مناطق شمال بابل، ومنع المواطنين في جنوب بغداد من التوجه الى مراكز انتخابات.. وشدد بالقول 'من الممكن حصول تزوير لنتائج الانتخابات من خلال التلاعب بعملية عد الاصوات'. وقال إن ' السلطات الحكومية بدت عاجزة عن منع اغتيال مرشحي العراقية، والذين بلغ عددهم 15 مرشحا، واشار الى ان ائتلاف قائمته سيقدم شكاوى للمفوضية عن الخروقات، التي حصلت خلال الحملة الانتخابية والاقتراع العام.

واوضح علاوي ان قائمته قريبة من قوائم متحدون بزعامة النجيفي والمواطن بزعامة الحكيم وكذلك من قائمة التيار الصدري، الا انه اشار الى ان قائمة دولة القانون بزعامة المالكي 'لا تريد ان نقترب منها للاسف'.
اما القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي نائب رئيس الجمهورية سابقا عادل عبد المهدي فقد حذر بدوره من التلاعب بنتائج انتخابات مجالس المحافظات
واضاف انه في حال حدث ذلك سيؤثر سلبا على تحديد مستقبل العراق القمع والتهجير التي شهدناها طوال السنوات الماضية باعتبارها السبيل الوحيد للتغيير.

لان التلاعب سيؤثر سلبا على مستقبل العراقيين، الذين عليهم ان يحددوا مصيرهم بأنفسهم واختيار المرشح الاجدر.

من جهته اكد رئيس المفوضية سربست مصطفى حصول خروقات في عمليات الاقتراع، لكنه لم يوضح نوعيتها، مؤكدا العمل على معالجتها، محذرا اي مسؤول او ممثل للكيان السياسي من التدخل في عملية التصويت، مشددا على اتخاذ اجراءات حاسمة ضد هؤلاء.

وقد اكد رئيس المفوضية العليا للانتخابات سربست مصطفى خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان العملية الانتخابية جرت بسلاسة في جميع المحافظات الاثنتي عشرة، التي شهدت عمليات الاقتراع، وقال ان صناديق الاقتراع اغلقت في الخامسة من امس).

واشار الى 14 متفجرة ناسفة وسيارة مفخخة استهدفت بعض المراكز الانتخابية في محافظات بابل جنوب بغداد وصلاح الدين شمال غرب وديالى شمال شرق وفي العاصمة بغداد، ما ادى الى مصرع شخصين واصابة حوالي 81 اخرين بجروح.

وانطلقت عمليات التصويت التي يحق للمشاركة فيها 13 مليونا و800 الف ناخب بينهم 4 ملايين ونصف مليون ناخب ببغداد في 12 محافظة من بين 18 تتشكل منها البلاد وسط اجراءات امنية واسعة

وتُجرى الانتخابات على مرحلتين الاولى تمت امس والثانية في 18 من الشهرالمقبل تشمل محافظتي الانبار ونينوى وستُجرى انتخابات محافظات اقليم كردستان الثلاث، وهي اربيل والسليمانية ودهوك، في 21 ايلول (سبتمبر) المقبل، بينما لم يحدد بعد موعد انتخابات محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بسبب الخلافات بين مكوناتها التركمانية والكردية والعربية والمسيحية.


وكالات


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة