الوكيل - العرب اليوم - هيثم الوكيل - وراء كل كرسي متحرك لطفل من ذوي الإعاقة ذكاء وطموح، فأفراد هذه الفئة من الأطفال، غالبا ما تكون أكثر ذكاءا عن المعدل الطبيعي.
ففي الوقت التي تحظى فيه هذه الفئة في الغرب، باهتمام المدرسة والبيت والمجتمع على السواء، ولها الأولية، تنأى جهات رسمية بنفسها عن القيام بدورها، المنوط بها، بموجب القوانين المرعية، والاتفاقيات الدولية، التي وقع عليها الأردن، وتقضي بحماية هذه الفئة، وتوفير سبل العيش الكريم لها، وتهمش أفراد هذه الفئة، التي يراها مسؤولون، في بعض الأحيان، عبئا على مؤسساته، خاصة التعليمية منها .
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، هم أصحاب حق، ولهم الأولوية بتوفير التعليم لهم، فالاتفاقيات الدولية الملزمة للأردن، تؤكد على توفير التعليم للطفل في جميع مراحل عمره، من دون تمييز، لكن خللا بدا جليا عند تعامل وزارة التربية والتعليم مع هذه الفئة، تحديدا بتقليص سنوات الأحقية بالتعليم إلى 3 سنوات دراسة، بدلا عن 6، حسب ما ذكره أهالي الأطفال، بحجة عدم توفير كادر مؤهل للتعامل مع هذه الفئة، على الرغم من العدد الأكبر من هؤلاء، قادرون على تلبية احتياجاتهم الخاصة، من دون مساعدة من احد.
عائلة أم مجد، لها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تقول لـ' العرب اليوم': إن دمج أفراد هذه الفئة مع غيرهم من الطلبة، في المدارس الحكومية، حتى الصف الثالث، بدلا من الصف السادس، كما كان سائدا في السابق، اصبح يشكل عبئا إضافيا على الأسرة، خاصة أن طفل هذه الأسرة يرغب في التعلم، ومتفوق في التعليم.
واضافت أم مجد في حديثها: إن ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، تمتاز بذكاء كبير، وعادة ما تحصل على معدلات عالية، تميزها عن الآخرين، فبرغم أن إصابة الابنة بإعاقة حركية بالأطراف، وملازمتها الكرسي المتحرك، حينما كانت في جمعية الحسين لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنها كانت متفوقة، لكن الأمر تغير، بعد انتقالها إلى مدرسة حكومية.
وقالت إن طفلتها كانت في إحدى المدارس الحكومية، لكن لا يوجد في هذه المدرسة أية مقومات لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، من أمثال ابنتها، ولا ادنى اهتمام بها من قبل الكادر التدريسي، أو من زملائها في الصف، ما اثر على نفسيتها، واستدعى البحث عن مدرسة خاصة، لتوفير اهتمام أكبر ورعاية أفضل لها، لكن ما أثار الأم، ودفعها لإعلاء الصوت، أن المدارس الخاصة، التي لجأت إليها، لإلحاق ابنتها في إحداها، رفضت قبولها بنفس أقساط أترابها، بذريعة خوفها من تحمل مسؤولية طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمبالغ الهائلة التي طلبتها تلك المدارس، كاقساط، تفوق قدرات الأسرة.
فريق من 'العرب اليوم' زار عائلة أم علي، التي ذكرت إن لديها طفلة، تعاني من ضمور خَلْقي، وكانت تدرس في جمعية الحسين لذوي الاحتياجات الخاصة، كانت متفوقة متفوقة جدا، لكنها، بعد أن وصلت للصف الثالث، وهو الصف الأخير لها في هذه الجمعية، بعد اتباع سياسة الدمج، لا تستطيع أن تضعها في المدارس الحكومية، لأنها بحاجة غلى وسيلة تنقل، والمدارس الحكومية غير مؤهلة للتعامل مع هذه الفئة من الأطفال ، ما يؤدي موضوعيا لحرمان طفلتها من التعليم، لأنها غير قادرة على إكمال تعليم طفلتها في مدارس خاصة.
هنا يكمن السؤال، أين رقابة وزارة التربية والتعليم على المدارس الحكومية؟
وكيف تتعامل المدارس الحكومية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد قرار الدمج؟
وأين دور الوزارة في إلزام المدارس الخاصة في قبول الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
في هذا السياق يقول مدير إدارة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم الدكتور فريد الخطيب: إن الوزارة تتبنى برامج خاصة لخدمة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف انه يوجد في جميع المدارس الحكومية متطلبات خاصة بهذه الفئة من الطلبة، كالـ'رمبات' أمام المدارس، إضافة إلى وضعهم في صفوف بالطوابق القريبة من الساحة الرئيسية، لتسهيل الدخول إلى الصفوف والخروج منها، وايضا يتم تجهيز دورات المياه لهم لسهولة استخدامها .
أن وزارة التربية والتعليم تُجري دورات تدريبية للكادر التعليمي، خاصة بكيفية التعامل مع هذه الفئة من الطلبة، يتم فيها، وفقا للخطيب، تدريبهم من قبل جمعية الحسين لذوي الاحتياجات الخاصة.
وحول شكاوى أهالي الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الخاصة، يقول الخطيب إن هذه المدارس تُعد استثمارا لأصحابها، وهم أصحاب العلاقة في طلب الرسوم المناسبة، ويأتي دور الوزارة في حال تلقيها أية ملاحظة على المدارس الخاصة، يتم التعاطي معها وفق هذه الروحية، وعلى المدارس الخاصة اتباع شروط وتعليمات الوزارة والالتزام بها وتطبيقها .
يشار أن الدمج في سياق التعليم، هو مصطلح يشير إلى الممارسة، المتمثلة في تعليم الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية، خلال فترات زمنية محددة، استناداً إلى مهاراتهم، وهذا يعني دمج فصول التعليم العادية مع فصول التربية الخاصة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو