الأحد 2024-12-15 17:48 م

رد الاعتبار !

01:16 ص

في قضية الكازينو مثلا برأ مجلس النواب رئيس وزراء و13 وزيرا لكنه أدان وزيرا واحدا هو وزير السياحة الأسبق أسامة الدباس وثلاثة موظفين قبل أن ينالوا البراءة قطعيا بعد محاكمة ماراثونية تابعها الرأي العام بشغف.

ظلت لعنة الكازينو تلاحق الوزراء بالرغم من البراءة , والسبب في ذلك كان الصخب الذي لم يهدأ طوال النظر فيها , وهو ما تخلله إتهامات مسبقة وتأليب للرأي العام , والخلاصة أن هؤلاء المسؤولين ظلوا موسومين بالقضية برغم البراءة , فالرأي العام لا يبدو أنه يهتم أو يصدق البراءة بقدر ما يشبع نهمه أن يرى مسؤولا خلف القضبان أو أخر يريده أن يبقى بنظره متهما حتى لو نال البراءة من قضاء محترم .
القضية هنا ليست شخصية , فقد تعرض عشرات المسؤولين الى ذات الموقف وإن كان بعضهم لم يصل الى المحاكم لكنه مثل أمام محكمة من نوع أخر هي الشارع , لكن كما سارع البعض لأسباب محقة أو غير محقة الى إغتيال شخصيات خلال اتهامهم فيحق لهم أن يرد لهم الاعتبار بعد أن نالوا البراءة .
محاذير الحديث الصاخب عن الفساد هو القدرة على إثباته , وهي مهمة القضاء الذي يحتاج لأن يستقبل قضايا مكتملة الأدلة , وإلا فإن مهمته ستكون صعبة , خصوصا وأنه يتعامل مع أدلة وحقائق ولا يتعامل مع شائعات وقد سمعنا هذه المعادلة غير مرة من رئيس المجلس القضائي, في تأكيد على مسألة إستكمال الأدلة وكفاءة التحقيقات كشرط للإحالة .
قضية « الكازينو « كانت دخلت في باب التسلية الشعبية في تسلسل حلقاتها وكثرة الشهود وأغلبهم وزراء دخلوا في دائرة ضوء الرأي العام قبل أن يحسم مجلس النواب وبعدها القضاء التهم لمصلحتهم لكن الحسم المتبقي هو في الشارع الذي وجد نفسه طوال الفترة الماضية في مواجهة مئات المعلومات المتضاربة والمتناقضة ليخلص الى إنطباع وحيد هو الادانة حتى لو قال القضاء العكس.
لا أعرف مهمة من هي رد الاعتبار لمسؤولين أو شخصيات تعرضت للادانة المسبقة قبل أن تخرج من المحاكم شاهرة صكوك البراءة , وهي وإن كانت كافية في مجتمعات لا تلتفت الى الشائعات ,فليست كذلك في مجتمعات تعصف بها الشائعات ليل نهار .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة