الأحد 2024-12-15 12:47 م

رهائن وفدية في كرة القدم!

08:02 ص

لم نجد أنه من الضروري متابعة مباريات كرة القدم في البرازيل، إذا كان الثمن كل هذه الدولارات، وهذا السهر وهذا الإرهاب داخل البيوت. فالرياضة كانت متعبة للمشاهد، وكلفة للاتحادات، وتجارة لوسائل الاتصال!!.

أول مرّة نقع فيها بغرام مباريات الكرة كانت عام 1966 في ألمانيا. وكان التلفزيون الملون جديداً علينا، لأننا كنّا نشاهد خيالات التلفزيون المصري من رام الله.
وقتها كنّا نتعلم اللغة في معهد يحتوي على قاعات طعام يمكن تحويلها إلى صالة تلفزيون بسهولة، وغرف صفية، ومنامات. كانت المباريات تجري في بريطانيا، وتعرّفت على صديق صحفي ألماني في ساربركن دعوته لمشاهدة المباريات فرحب بسرعة.. لانني وفرّت له فرصة الهرب من البيت والاطفال.. واغدقت عليه البيرا بلا حدود!!.
كانت الفرصة الأولى للاستمتاع بفرق كرة القدم، وكنت أجد من العادي حضور شخصيات سياسية مرموقة بعض المباريات مع انهم لا يحظون إلا بثوان في كاميرات النقل المباشر: رحمة الله عليه الحسين، وهنري كيسنجر ورؤساء دول أوروبية لم تعد الذاكرة تستوعب اسماءهم!.
ومنذ ذلك الحين لم يحدث أن تابعنا عن كثب المباريات المثيرة.. كنا نعتمد الصدفة، وكان العمل في الصحافة عملاً ليلياً حيث كانت النكتة السمجة تشبه الصحفي بالارتيست لان الاثنين يعملان في الليل!!. وهذا لا يعطينا الوقت لحضور المباريات المثيرة فالصحافة قبل نصف قرن لم تكن مرفهة، ومجزية، ومريحة مثل هذه الايام.. فكنا نأخذ معنا الصحيفة «سخنة» من المطبعة الساعة الثانية بعد منتصف الليل ونذهب لبيوتنا!!.
كنا نحب كرة القدم، وما نزال ولكن الكريه فيما وصلنا إليه هو هذا الاحتكار الذي يصيب فقراء العالم. فأولادي في أوروبا يشاهدون المباريات دون أن يدفعوا قرشاً. ربما لان الحكومة الالمانية عندها من القوانين ما يمنع الاحتكار، ووضع ملايين الناس رهائن تدفع الفدية لفتح باب المشاهدة، لالعاب تجري في الهواء الطلق فلمن تذهب ملايين الدولارات؟ هل هي للبلد المضيف الذي يتكلف المليارات، ام لشركات الاتصال، ام للفيفا التي تقف على رأس الهرم في روابط واتحادات كرة القدم؟؟.
.. فقراء العالم هم المفروض أن يدفعوا لانهم يقبلون الاحتكار في قوانينهم.. والله أعلم!.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة