الخميس 2024-11-28 16:19 م

"زمن خارج عن العقل" ريتشارد غير في أفضل أعماله!

12:15 م

الوكيل - يعتبر النجم الأميركي ريشارد جير أحد أوسم نجوم السينما العالمية وأكثرهم أناقة وحيوية. ولكنه في فيلمه الجديد 'وقت خارج عن العقل'، يتجرد من كل تلك الوسامة والأناقة والحيوية ليذهب إلى شخصية رجل بلا مأوى يعيش على أنقاض المجتمع. يقضي جل وقته بين محطات المترو في مدينة نيويورك والساحات العامة، يبحث في المزابل عن كسرة خبز أو بقايا وجبة عافها صاحبها المتخم.

في فيلم 'زمن خارج عن العقل' يتحرك النجم ريشارد غير إلى منطقة جديدة في مشواره الفني. بل لعلها أحد أهم التجارب التي قدمها خلال مسيرته حتى الآن. وهو يتقمص شخصية جورج هاموند الذي نظل في المشاهد الأولى نرصد حركته العبثية بالتنقل من مكان لآخر بحثا عن المأوى تارة وعن الأكل تارات أخرى. والمشاكل التي يتعرض لها خصوصا حينما يزاحم الآخرين المعمدين في أماكنهم التي تعودوا عليها، هذا ما يدخله في عراك شبه يومي على لقمة الخبز والأمان.
رجل ترك خلفه كل شيء وذهب إلى اللاشيء سوى تحمل البرد القاسي في شتاء نيويورك، واستراق النظر بين الحين والآخر إلى فتاة شابة تدعى ماجي 'جينا مالون' نكتشف لاحقا أنها ابنته التي تركها ليذهب إلى هذا الزمن الخالي من العقل. والتحول من إنسان ملتزم إلى معدم تتقاذفه الأيام والشوارع والأزمات وكأنه يريد أن يخرج من الأزمات الاقتصادية التي تحيط به إلى أزمات الشارع والعدم. والاسترخاء على حافة الفوضى والجنون والضياع.
فيلم ذكي يعري المجتمع الأميركي والشخوص التي تعيش الإحباطات نتيجة الأزمات الاقتصادية الموجعة. كتب له السيناريو جيفري كين واورين موفرمان وأخرجه هذا الأخير بعد أن قدم مجموعة أفلام منها 'المراسل' 2009 و'أنا لست هناك' 2007 و'رامبارت' 2011 وفي كل مرة يذهب بنا موفرمان إلى قضايا المجتمع ليقدمها بالعرض والتحليل المقرون بالقسوة.
وهنا يذهب إلى قاع المجتمع، أنه يريد الذريعة ليأخذنا إلى العالم السفلي من المجتمع الأميركي. حيث المعدمين الذين يعيشون بلا مأوى وبلا رعاية في نيويورك. ومن خلالهم يتم تحليل الظروف التي أوصلتهم إلى الهاوية وأيضا البحث عن الخلاص والذي يبدو عمله نادرة في زمن الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالإنسان في كل مكان وتذهب إلى زمن جديد بلا عقل وبلا هوية وبلا أسماء.
أبرز ما يمثل فيلم 'زمن خارج عن العقل' الأداء الرفيع المستوى لريتشارد غير، والذي أوصل إلى إحدى المواطنات الأميركيات للاقتناع أنه رجل معدم، حيث قدمت له وجبة غذاء دون أن تعرف هويته. وحينما اكتشفت الأمر وأنها دخلت على المشهد الذي كان يصور بكاميرات نصبت من بعيد.. دهشت مؤكدة قناعتها التامة أنها أمام إنسان بلا مأوى.
حينما ينتهي الفيلم يبقى في الذاكرة ذلك الأداء المذهل للنجم ريتشارد غير، أيضا حالة الألم القاسية التي عصفت بجميع الشخصيات التي تعرفنا عليها طيلة أحداث الفيلم الذي ينتهي ولا ينتهي ألمه وقسوته. أيضا شفافيته العالية في الطرح. ونؤكد أن ريتشارد سيكون أحد أبرز المتنافسين على أوسكار أفضل ممثل للعام المقبل. العربية نت


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة