الأحد 2024-11-24 12:30 م

زوايا التعديل الوزاري

08:16 ص
على قاعدة، إنما يحمد السوق من ربح؛ ستجد الساخطين على التعديل الوزاري لحكومة الرزاز أكثر من الحامدين أضعافاً مضاعفة. الحامدون فقط من نالهم نصيب من ربح مباشر، أو غير المباشر، أو من انفتحت شهيتهم إلى آفاق سترنو إلى أمل بنمو جديد.

أما الزاوية التي لا يحب أن ينظر منها غالبية المراقبين؛ فترى أن التعديل استدارك لخطأ اكتنف التشكيلة الأساسية للفريق الوزاري، ويحق للرئيس تصويب وضعه، وتحسين موقفه؛ بعدما صار في معمعة الميدان، وانكشفت أمامه الطوابق والمساتير. ومن هذه الزواية سيدين آخرون الرئيس؛ بأنه لم يكن صَويبًا في التشكيل الأول، وكان يملك الوقت كله.  
الناس في هذا الزمن بات لا يعجبها شيء، ولهذا يرى يائس، إنك حتى لو قطعت ذيل حمارك، فسيقول أحدهم: لقد طولته، ويقول ثان: بل قصرته، وثالث: لماذا قطعته؟. ورابع: لو أنك ربطته، وهكذا. رضى الناس غاية لا تُدرك. ولكنها لا تتركُ أيضاً. وهنا يكمن الفرق. 
أصحاب النظرة المطبخية بعيدة المآل، يرون التعديل تبديداً للحرارة، سيؤخر نضج الطبخة، فكثرة رفع الغطاء، والتحريك، والتقليب، والتذوق، كلها أمور تؤخر الاستواء، وتطيّر البركة. وهنا يمتد وجعنا مع أكل النيء، منذ عقود من حرارة راحت هباء مهدورا.
من زاوية قريبة وجد بعض المحللين أن التعديل على مستوى هائل من الذكاء والدقة، فهو يلتزم بحسابات القرايا والسرايا، ويحافظ بكل حنكة على توازن التشكيلة الأساسية، فقد خرج وزير من منطقة، ودخل آخر من ذات المنطقة، أو بذات المنطق.
الرئيس ألمح في بداية مشواره، أن الحكم على العمل لا يكون ناجعا إلا إذا نال الوقت الكافي. ومن هنا ترى الزاوية، أن التعديل قد أخرج وزراء، لم نعرف خيرهم من شرهم. فالكرسي لم يدفأ تحتهم بعد.
الزاوية المستحبة في نظر القائم عليها، ترى التعديل وسيلة للتشبيب. والتشبيب يتخذ في الشجر، فيعمد الفلاح إلى قطع بعض الأفرع الضعيفة، على أمل أن يبزغ فرع جديد أكثر شباباً وحيوية. وفي هذا الجانب، نحن لا نمتلك ترف الوقت، وانتظار نتائج تطول، فعمر الوزارات أقل من عمر فرع صغير.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة