السبت 2024-12-14 09:38 ص

سارق العلكة *

05:35 ص

أشفقتُ على صاحب المول الذي تناوله برنامج «بصراحة مع الوكيل»، والذي اتهم صبيا بـ»سرقة» «حبة» علكة ثمنها عشرة قروش. وجرجره الى المخفر كي يلقى جزاءه. وحسب الخبر الذي نشرته وسائل العلام المحلية ، فإن التهمة إن ثبتت على الصبي، فمن الممكن ان يتعرض للسجن لفترة بين أسبوع الى عامين.


كل ذلك بسبب « حبّة علكة» ثمنها عشرة قروش. وكالعادة « علّق» الزميل محمد الوكيل على الموضوع وفتح باب « جهنّم» على صاحب المول، والذي تعرض ل « وابل» من التعليقات والانتقادات من مستمعي برنامج» بصراحة مع الوكيل»، وتفنن البعض من المستمعين والمستمعات في سرد المفردات التي تدين صاحب المول الذي لم يكن متسامحا، ومن الممكن ان يتسبب بحبس الصبي الذي ربما لم يقصد سرقة حبّة العلكة بل بالخطأ. أقول ، ربما، وحتى لو «سرقها»، فإن رد صاحب المول كان قاسيا جدا.

مؤكد ان الرجل ـ صاحب المول ـ، صار «علكة» بأفواه المستمعين والآن ـ القُرّاء ـ الذين حتما قد علموا بالخبر، واستاؤوا من جرجرة صبي ومعاقبته ، بسبب « حبّة علكة» ثمنها عشرة قروش بينما هناك من «شَفَط» الملايين من اموال البلد ولا يزال متمتعا بحرّيته.

القصة ، تحيلنا الى الكثير من القضايا والأسئلة الحارة التي تدور في الذهن تارة للمقارنة بين « صبي سرق حبة علكة « ومسؤولين «لهفوا» ملايين. وتارة لتفاهة القضية التي كان يمكن ان تنتهي بقرصة أُّذن الصبي،دون جرح كرامته وبخاصة وان هناك مستقبلا ينتظره، ولعل الحادثة تعرقل مسيرته. وربما كان صاحب المول « مدعوما» عندها سوف يستغل «الحادثة» ويمصّ دم الصبي.

وبعيدا عن «سارق العلكة»، فإن أمورا كثيرة تحدث في بلدنا ، تجعلنا نصرخ، ولا أحد يلومنا على ذلك، إن شددنا شَعْرَنا من تركيز بعضنا او معظمنا على مسائل « هايفة» وتضخيمها وإشغالنا عن القضايا الكبيرة و» المِحِرْزِة».

أعجبني تعليق أحد مستمعي «الوكيل» الذي طالب بمعاقبة صاحب المول لانه تسبب في إشغال المسؤولين والرأي العام في قضية «صغيرة» وربما كانت « تافهة» وكان يمكن حلّها بنصف دقيقة.

آه يا بلد

آآآآآه يا بلد!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة