الأحد 2024-12-15 08:47 ص

ساعة مع فيروز

07:23 ص

عندما تغني فيروز « تولد قصّة حب»، وعندما تتحدّث، وهذا نادرا ما يحدث، يتراكض العشّاق نحو لبنان يبحثون عن أماكن لقياهم.

وما اعلنت فضائية « الجزيرة» عن موعد بث برنامج خاص عن «جارة القمر» مساء « الجمعة» أمس الاول «،حتى سارعتُ للجلوس في مكان مناسب وحولتُ البيت الى «عُش» هادىء من أجل الاستمتاع والاستماع لمقابلة الصوت الملائكي الذي تغلغل في مساماتي و»تعلمتُ» من أغانيها» البراءة» وان « الطفولة» يمكن ان تكبر معنا،وكما تقول» سألونا وين كنتو وليش ما كبرتوا انتو بنقلن نسينا».
وما ان أطلّت بثوبها الاسود تاركة عقد اللولو يتدلّى على صدرها،صرتُ أتأمّل كُحل عينيها وشعرها الذي تركته يظلل وجهها.
كلماتها وهي تحكي ذكرياتها،مثل اغانيها» قصيرة ومختصرة».. وكأنها تدع طيور الكلام تفرُّ من بين شفتيها الصغيرتين.
كان لبنان «القديم» حاضرا « وكانت « البيوت» و» المطارح» أكثر الكلمات التي كررتها فيروز خلال اللقاء.
كنتُ أحسبها «تغنّي» لا تتحدث فقط.
كانت «خجولة» عندما تناولت «طفولتها» ومرحلة «تعارفها» على رفيقها عاصي الرحباني.
بينما كان تركيزها على « الاغاني» التي كانت تشغل ليلها ونهارها.
تقول»كنا نعمل 14 ساعة ولا نعرف ان النهار طلع الا لما نفتح الشبابيك».
لم تكن المقابلة عن فيروز فقط،بل تناولت جزءا كبيرا من تاريخ لبنان منذ الخمسينيات،وهي سنوات ظهور الصوت العبقري فيروز ومعها الاخوان رحباني، اللذان غيّرا تاريخ الغناء العربي. وفي مرحلة،طغت التجربة الفيروزية والرحبانية على التجربة المصرية في الغناء،وهو ما جعل الموسيقار محمد عبد الوهاب يسافر الى لبنان وقدم الحانه للكبيرة فيروز. وكذلك فعل المخرج يوسف شاهين الذي اعد عدة اعمال سينمائية لفيروز مثل فيلم « بيّاع الخواتم».
هي ساعة زمن.. عمر البرنامج الذي فاجأتنا به» الجزيرة» المعروفة برصانتها وتركيزها على الاخبار اكثر من المنوعات.
لكن فيروز مع اغانيها وفنها تعد ضمن « الفرح الرّصين».. وربما ارادت « الجزيرة» الاحتفاء بشريط «البومها الجديد: ببالي» الذي يصدر خلال الايام القليلة القادمة.
انتهت مقابلة فيروز، وشعرت انني لا بدّ ان اعود الى « حياتي العادية».. فمعها لا استطيع الا ان اكون «كائنا».. إستثنائيّا !!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة