حين دعاني عميد كلية الآداب في جامعة فيلادليفيا الأستاذ الدكتور غسان عبدالخالق لإلقاء محاضرة حول السعادة لطلبة قسم الإرشاد النفسي في جامعته بمناسبة اليوم العالمي للسعادة، كان شرطي الوحيد أنني لن أتقدم بأوراق مكتوبة، أو نظريات مدروسة، وأنه ليس لدي وصفة مثبتة الأركان أبثها لهم. وكل ما دلي قلبي وسأتركه يرتل خلطته التي يعيشها. سأجيء يا صديقي (برأس قلبي)، وعليكم أن تتحملوا جنونه وعفويته البرية.
في كل محاضرة أدعى لها لا يكون في بالي إلا كيف أتعلم شيئاً جديداً مما يظنون أني سأعلمه الكثير. وهذا دأبي مذ وعيت نفسي. ولهذا شغلت كل مجساتي لأتعلم من هؤلاء الطلبة المدججين بنظريات إرشادية ما يعينني، ولأتعلم أننا ما زلنا قيد الدرس، لم نكبر بما يكفي كيف نغلق نوافذنا في وجه أي جديد.
ما أعيشه أن السعادة طريق. إنها ليست قمة للأشياء، كما يظن الكثيرون، يصلها الإنسان ويجلس لينظر إلى التعساء تحته. سعادتنا تكمن بسعينا إليها، وفي طريقنا نحو تحقيق أهدافنا. وأنها في العادة توجد في أشياء صغيرة . فهذا العالم لا يؤمن بالمسرات الكبيرة، فثمة أشياء صغيرة تجعلنا في سعادة كبيرة. كأن تشتبك أصابعك بيد ابنتك أو تقرأ في الصبح وجه أمك. أو ترقب كيف انبجست دحنونة من خاصرة صخرة. عليك أن تكون صياداً يتربص باللحظات يقنصها. الحياة اختلاس.
في صباح يوم المحاضرة قرر أن أكون سعيداً، وكثيراً من أصدر هذا الفرمان المجنون لنفسي، حتى وأن أخرج لمجابهة زحمة سيارات عمان وبلاويها، فأجدني منصاعاً أبعد كل معوقات تحول دون سعادتي. السعادة قرار.
وأعي أنني سأجعل كل الحضور يبتسمون حينما أواجههم بإبتسامة. فحين نبتسم للآخر إنما نبتسم لأنفسنا من حيث لا نشعر. وقررت بأن سأحبهم. حتى ولم لم أستطع أن أرضهم. فأن تحب الناس غاية تدرك أكثر من رضاهم الذي لا أكترث به كثيراً.
الدكتور عبدالخالق علل للطلبة سبب استضافتي أنني أعيش حياتي، كما أكتبها، وأكتبها كما أعيشها. وأن السعادة بادية علي من خلال مراقبته لنشاطي العام والأسري. فيما الدكتورة لينة عاشور من أساتذة القسم ارادت أن تقدم لطلبتها نماذجاً من خارج كراس الدرس.
سجلت أولاً أنني أتمسك بمبدأ (الآن وهنا). أي أن نحيا اللحظة بحذافيرها، في أي مكان كنا فيه، بكل ما أوتينا من قلب وعقل. ونؤمن أن السعيد من لا يجد وقتاً ليسأل نفسه. هل هو سعيد أم لا؟. وأن تحقيق الأهداف يسعدني. وأن نأخذ ربما سيسعدنا أيضاً. لكن ستكون سعادتنا أكبر إن أعطينا. العطاء سعادة.
السعادة توازنات أو (كعكة) في أبسط الحالات، لا تستطيع وزارة أن تجهزها لك، ولهذا كُن وزيراً لبلاط نفسك. واطبخ سعادتك بيدك وفي مطبخ نفسك. فالعالم لن يجعلك سعيدا إن لم تسع إليها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو