أسهل اتهام في الاردن، يمكن توجيهه للحكومات، فهذا كلام لا يحاسبك عليه احد، فالحكومات ، مقصرة، وترفع الاسعار، وفي بعض الكلام صحة، لكن تحميل الحكومات كل شيء، على صحة ما فيه، احيانا، لا يخفي ظلال الصورة.
دعونا نتحدث بصراحة، فالتاجر في الاردن ايضا، لا يرحم احدا، وارباحه جنونية، في حالات كثيرة، يستورد السلعة، ويتحكم بها، ويبيعها اضعاف سعرها، للمحلات الصغيرة، التي تريد ان تربح ايضا، فهو يذبح الناس، بذريعة الغلاء، ومستورد الادوية، يبيع بعض الادوية بأسعار مبالغ فيها، مقارنة بسعر استيرادها، على الرغم من وجود جهات رقابية، تتدخل في تسعير الادوية، والمؤجر يريد تأجير محله التجاري، باسعار جنونية، وهو يعرف مسبقا، ان الحالة الاقتصادية «واقفة» لكنه يريد « خلو رجل» فلكي، ويريد ايجارا مرتفعا جدا، بحيث يعدم المستأجر مسبقا، ولا يمنحه فرصة للبقاء، دون ان يرف له جفن، والمدرسة الخاصة، تسلخ جلد اولياء الامور، فترفع الرسوم، سنويا، بذريعة النفقات، ولا تزيد رواتب المعلمين، الا من رحم ربي، والميكانيكي يجرم بحقك، مثلما يجرم اصحاب المهن الاخرى، فالكل بذريعة مصاعب الحياة والغلاء، يذبح الكل، ولا تتورع الا القلة، عن هذه الافعال، فنحن وسط مذبحة، نتبادل فيها، الطعنات.
هذا يعني، ان البلاء ممتد ، فالمواطن لدينا الذي يشكو ويتذمر ، لكنه لا يوفر مواطنا آخر، ودلوني على مواطن واحد، يقع بين يديه مواطن، لحاجة ما، ولا يسعى الى تشليحه ملابسه، فقد باتت فوضى عارمة، ، ويأخذنا الامر الى ممارسات اسوأ، فاصحاب المصالح الصغيرة، ُيشغلون الناس، بأجور قليلة جدا، تليق بالعبيد، والذريعة ان الوضع صعب، وهذا يعني ان الكل ينشب اظافره في ظهر الكل، والاتهام يوجه للحكومات، باعتبارها المتسبب في هذه الحالة.
خذوا مثلا ايجارات البيوت، فمنذ جاء الاشقاء من سوريا، لم يوفر احدا لجوء هؤلاء، بل اخرجوا الاردني ورفعوا الايجار، وتم استغلال السوري وهو لاجئ، والتسبب للاردني بمشاكل اضافية، بحثا عن ايجار اغلى،والامر ينطبق على كل معاملاتنا معا، وصولا الى اصغر الممارسات، فسائق التاكسي ايضا، ركب الموجة، وهو يشكو وينوح، ويتهم الحكومات وكل القطاعات باستغلاله، فلا يجد الا الراكب، لسلبه المال، ولا يقبل الا بزيادة على عداد الاجرة، لتعويض احتيال الميكانيكي عليه، الذي يريد تعويض احتيال المؤجر الذي رفع الايجار، والذي يريد تعويض ما يقول انه نهب حكومي عبر الضرائب والمسقفات وغير ذلك.
هذا يقول ان هناك وباء اخلاقيا، سواء كان من باب رد الفعل على الغلاء او انفلات الاسعار وارتفاع الكلف، او ركوبا للموجة، لجني ارباح اضافية، والاغلب ان الكل يستغل الكلام عن رفع السلع، والنفقات، والكلف، ليجني اضعافها، فتتلاحق التتابعات، بحيث نجرم كلنا بحق بعضنا البعض، الى الدرجة التى قد تتسبب فيه سياسات الحكومات برفع الاسعار مثلا خمسة بالمئة، لكن المواطنين، يردون بتصرفات تؤدي الى رفع الاسعار عشرة بالمئة، من باب الارتداد والاستغلال معا.
هذه هي الحقيقة، سياسات الحكومات المتتالية غير مبررة، وردود افعالنا ايضا غير مبررة، ، فقد عشنا حتى رأينا الاغلبية تأكل بعضها البعض، فلم يبق هناك وازع ديني، ولا مخافة الله، ولا خوف من قانون، وهكذا نقدم انموذجا عز نظيره، فالاردن البلد العربي الوحيد، الذي تتساوى فيه الحكومات مع المواطنين، في تصعيب الحياة، وجعلها مستحيلة ووعرة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو