السبت 2024-12-14 06:48 ص

سهى نعجة تعاين «آفاق الدرس اللغوي في العربية»

07:48 ص

الوكيل - عن دار عالم الكتب الحديث في إربد، صدر للدكتورة سهى فتحي نعجة الأستاذة المشاركة في النحو والصرف والمعجميّات في الجامعة الأردنية كتاب «آفاق الدرس اللغويّ في العربيّة؛ المبنى والمعنى».

وهو كتاب يتطلّعُ إلى ترسيخ خطابٍ لغويّ حداثيّ يأخذ بالمواضعات التي لا تزالُ مقبولةً علميّا من المنوال الموروث للبحث اللسانيّ في العربيّة: بنية ومعنى وتركيبا، كما يأخذُ بما استقرَّ عليه البحث اللسانيّ الحديث في الظاهرة اللغويّة الطبيعيّة، فيعالجُ جوانب مهمّةً منها، انطلاقا من إشكاليّتين تمثّلان أنموذجين دالّين على بنية الظاهرة اللغويّة: أولاهما: إشكاليّة التعريب التي تمثّل بحثا في البنية العميقة للكفاية اللغويّة في ضوء التطوّر الحضاريّ، وأمّا الأخرى فإشكاليّة تعليم العربيّة، ولا سيّما النحو التي تمثّل البنية السطحيّة التواصليّة للظاهرة اللغويّة. وبين البنيتين إضاءات علميّة على جوانب من علاقة الصوت بالدلالة والمعنى، ومنهجيّة المعجم العربيّ.

وقد انتظم الكتاب في أربعة أبواب؛ عالجَ البابُ الأوّل إشكاليّةَ التعريب في ضوء إمكانيّة العربيّة وهُويّة الأمّة؛ +فالتوليد الرياضيّ للبنى المجرّدة وفروعها المزيدة كفيلٌ باحتواء كُتلة اللفظ الأعجميّ ضمن مواضعات علم الصرف على مستوى البنية، وقيود علم النحو على مستوى التركيب، فيكون التعريب إحياءً للخانات الفارغة التي تدبُّ فيها الحياة عند اقترانها بالمعاني، لكنَّ هذا التوليد مشروط كما بيّنَ الفصلُ الثاني بالحفاظ على هُويّة اللغة العربيّة حتى لا يستسهل بعضُ أبناء العربيّة التوليد الرياضيّ من كُتلة اللفظ الأعجميّ؛ فهُويّة العربيّة، وأمْنُها اللغويّ مُقدَّمان على استسهال التوليد الرياضيّ للألفاظ المعرَّبة، كما ظهرَ في الدراسة التطبيقيّة الملحقة بهذا الفصل على بعض الكلمات المعرَّبة في منطوق الشارع الأردنيّ؛ لأنَّ الظاهرة اللغويّة محكومة بضوابط غير لغويّة أحيانا.
وعالج البابُ الثاني تعالُقَ الصوتِ والدلالة في فصلين، سعى الفصل الأوّل منها إلى استعادة الصورة التاريخيّة للصيرورة المقعَّدة المقنَّنة من البنية اللغويّة الصوتيّة بطرح فكرة الحُزَم الصوتيّة التي تتآخى لتشكيل صورٍ صوتيّة متعدّدة متطوّرة لدواعٍ مختلفة عن بؤرة صوتيّة تاريخيّة أولى تتمثّل في صوتٍ واحدٍ، تُزَمُّ إليه أصواتٌ أخرى بالتآخي الصوتيّ الدلاليّ العام مع الحفاظ على الكينونة الخاصّة للبنية الجديدة؛ لأنَّ التقنين الصرفيّ المعجميّ للأبنية المجرّدة في العربيّة منوالٌ تعليميّ، وليسَ تفسيراً تاريخيّاً؛ لهذا جاء الفصلُ الثاني دراسة تحليليّة للبنية الخماسيّة بين التصوّر والتمثّل، فأكَّدَ أن البنية الخماسية المجرّدة بنية طارئة على المنظومة الاشتقاقية للصرف العربي، كما أكد إمكانية ردِّ غالبيّتها إلى بنى أصغرمنها رُباعيّة وثلاثيّة استجابة لناموس الاقتصاد اللغويّ.
وعالج البابُ الثالث بعضَ الوجوه المنهجيّة للمعجم العربيّ، وعالج الباب الرابع إشكاليّة النحو التعليميّ في فصلين؛ أوّلهما خاصّ بالمثال النحويّ في النحو التعليميّ، وأمّا الفصل الثاني فقد جاء معالجة نحويّة صوتيّة لمشكلة إعرابيّة تتباين فيها النظرة بين القدماء وبعضِ المحدثين.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة