السبت 2024-12-14 07:28 ص

سورية: الحرب تقترب

09:37 ص

الوكيل - يسود جو من الترقب والخوف العاصمة السورية، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ثقل النظام السوري، مع تصاعد الحديث عن احتمال توجيه دول غربية ضربة عسكرية للنظام الذي تتهمه بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب (اغسطس) الحالي.


وأعلنت دول غربية عن جاهزيتها لتوجيه ضربة عسكرية بمثابة حرب محدودة على سورية، تهدف إلى معاقبة نظام بشار الأسد، لا تغييره، وفق ما أعلنت بريطانيا وفرنسا، وذلك 'لاستخدامه الاسلحة الكيميائية ضد الابرياء'.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس ان القرار بالتدخل العسكري في سورية سيتخذ 'خلال الايام المقبلة'، وذلك في خطاب القاه في باريس حول السياسة الفرنسية الخارجية.

وقال 'قررت زيادة دعمنا العسكري للائتلاف الوطني السوري' (معارضة).

بيد أن المعارضة السورية تقول ان 'الضربة العسكرية ضد النظام مسألة أيام وليس اسابيع'، مشيرة الى انها ناقشت مع 'الدول الحليفة' لائحة بأهداف محتملة.

وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد رمضان 'ليس هناك كلام عن توقيت محدد لأن هذا الأمر عسكري، ولكن هناك حديث عن تحرك دولي وشيك الآن ضد النظام، ونحن نتحدث عن أيام وليس عن اسابيع'.

وردا على تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس ان بلاده ستدافع عن نفسها، وهي تملك لذلك وسائل 'ستفاجئ الآخرين'. اعتبرت المعارضة أن 'سجل النظام السوري يؤكد انه غير قادر على الرد ولم يفعل ذلك في الماضي ولن يفعله الآن'.


واكدت سورية امس عزمها على الدفاع عن نفسها أمام أي هجوم.

وأدلى المعلم بتصريحاته فيما اقتربت الولايات المتحدة وحلفاؤها من التحرك ضد سورية، حيث افادت صحيفة واشنطن بوست ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يدرس سبل شن ضربة على سورية ستكون قصيرة ومحدودة.

وصرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل امس في بروناي ان القوات الاميركية مستعدة للتحرك ضد سورية في اية لحظة.

وقال هيغل في مقابلة مع الـ'بي بي سي'، 'نحن مستعدون، وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الاميركي باراك اوباما) .. ونحن على أهبة الاستعداد للتحرك بسرعة'. واكد هيغل ان الولايات المتحدة ستكشف قريبا عن الأدلة بأن النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد شعبه.

في غضون ذلك، واصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مشاوراته الدبلوماسية مع ثلاثين من نظرائه من اجل الاتفاق على 'رد ملائم' على الهجوم الكيميائي في سورية، كما أعلن امس مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية.

واتهم مجلس الجامعة العربية الذي عقد اجتماعا طارئا امس على مستوى المندوبين الدائمين النظام السوري بشن الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق.

وفي ختام اجتماعه الطارئ في القاهرة طالب 'بتقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب'.

يأتي ذلك فيما طالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل المجتمع الدولي باتخاذ موقف 'حازم وجاد' ضد النظام السوري الذي قال انه 'فقد هويته العربية'.

وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه سيستدعي البرلمان من عطلته الصيفية لمناقشة الرد على الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سورية.


وقال كاميرون ان رئيس البرلمان وافق على استدعاء البرلمان غدا الخميس، وسيجري تصويت على مقترح حكومي حول كيفية الرد على الهجوم المفترض باسلحة كيميائية على ريف دمشق والذي تتهم كل من لندن وباريس وواشنطن النظام السوري بشنه.

وافاد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ان القوات المسلحة البريطانية تضع خطط طوارئ لعمل عسكري محتمل في سورية، الا انه قال انه لم يتم اتخاذ قرار حول نوع هذا العمل المحتمل.

واعلن نيك كليج نائب رئيس الحكومة البريطانية ان بريطانيا التي يستعد جيشها لاحتمال القيام بتدخل في سورية، 'لا تسعى لقلب' نظام الرئيس السوري بشار الاسد

بدورها، رفضت ايطاليا اي تدخل عسكري في سورية من دون موافقة مجلس الامن الدولي، معتبرة ان لا بديل عن 'حل سياسي تفاوضي'.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سورية هو 'جريمة ضد الانسانية يجب الا تمر دون عقاب'. وكان الوزير قال في تصريحات نشرت الاثنين ان تركيا ستنضم الى التحالف الدولي ضد النظام السوري حتى لو لم يتم الحصول على موافقة مجلس الامن.

كما حذرت ايران من ان تدخلا عسكريا ضد دمشق قد تكون له 'عواقب وخيمة' على سورية والمنطقة برمتها، وفق ما اعلن امس الناطق باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي.

وتحدث عن 'أدلة' تثبت مسؤولية المعارضة السورية في الهجوم مؤكدا ان 'روسيا قدمتها الى مجلس الامن الدولي'.

إلى ذلك، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس ان شن هجوم على سورية سيكون خطيرا وغير مسؤول وانه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بادعاءات أميركية زائفة حول وجود أسلحة دمار شامل فيه.

ميدانيا، اعلنت الامم المتحدة امس تاجيل الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها فريقها للتفتيش على الاسلحة الى موقع قرب دمشق بسبب مخاوف 'على امنهم'.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ان تعرض فريق الخبراء الاثنين لهجوم بنيران القناصة ادى الى مراجعة خطة العودة الى الغوطة في ريف دمشق. وقال حق 'عقب هجوم أمس (الاثنين) على قافلة الامم المتحدة، فقد تقرر بعد تقييم شامل انه يجب تأجيل الزيارة ليوم واحد لتحسين الاستعداد وسلامة الفريق'.

روسيا، حذرت بدورها الولايات المتحدة والاسرة الدولية من ان اي تدخل عسكري ستكون له 'عواقب كارثية' على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وأعلنت الوزارة في بيان ان 'المحاولات الرامية الى الالتفاف على مجلس الامن وايجاد ذرائع واهية وعارية عن الاساس مرة جديدة من اجل تدخل عسكري في المنطقة ستولد معاناة جديدة في سورية وستكون لها عواقب كارثية على الدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا'. - (وكالات)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة