الأحد 2024-11-24 15:08 م

صباح الخير يا عمان.. صباح الخير يا دمشق

07:47 ص

على مدى یومین، وأثناء انعقاد القمة العربیة الاقتصادیة في بیروت، استباح الكیان الصھیوني میثاق الامم المتحدة، واخترق سماء دولتین عربیتین ھما لبنان وسوریة، ووجھ ضربات صاروخیة في جنوب العاصمة السوریة دمشق.


الجیش السوري تصدى للضربات واستطاع ابطال فاعلیتھا، وعادت غربان الكیان ادراجھا خائبة .

صمت السواد الأعظم عن ادانة العدوان الصھیوني السافر، ولم نسمع او نقرأ بیانات عربیة تتوالى لادانة ھذا الكیان المعتدي، فیما كنا نقرأ فورا بیانات الادانة والاستنكار لو قامت المقاومة الفلسطینیة او اللبنانیة باي عملیة مقاومة ضد الكیان الصھیوني، رغم ان المقاومة ھنا حق مشروع وفق كل المواثیق الدولیة، فالكیان الصھیوني مغتصب للارض ومقاومتھ لا یوجد نص او میثاق یمنعھا ابدا.

الامر المفرح ان الكیان الصھیوني الذي اعتقد مغررا بھ ان الوضع الحالي ملائم في ظل الاندفاع العربي باتجاه التطبیع معھ، وعبور طائراتھ لاجواء عربیة في رحلاتھا ذھابا وایابا، المفرح ان الكیان عاد خائبا وان الجیش السوري استطاع توجیھ ضربات موجعة للصواریخ المعتدیة واسقطھا، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الروسیة، والمحزن ان العرب (اغلبھم) صمتوا صمت اھل الكھف عن العدوان الصھیوني المتكرر على الارض السوریة، والاختراقات الیومیة لطائراتھ الحربیة والمسیرة للاجواء اللبنانیة، فاولئك صمتوا وغابوا في الظلام، ورفضوا رؤیة الاعتداءات الصھیونیة تلك، كما حالھم وھم یرفضون رؤیة الاعتداءات الصھیونیة المتكررة على المسجد الاقصى والاماكن الدینیة الاسلامیة والمسیحیة، وعلى الشعب الفلسطیني شعبا وارضا وشجرا واسرى.

اعرف یقینا ان الكلام لا یفید فقد تكشفت الوجوه، وباتت كل الامور واضحة والبوصلة اكثر وضوحا، فمن لم یر ان ارضا عربیة تدنس من الصھاینة یومیا، وان سماء عربیة تخترق، ومواقع عربیة تقصف، ویصمت، فان من واجبنا الا نتأمل خیرا باولئك لاحقا، فالمكتوب یقرأ من عنوانھ. كلمات التحشید التي نسمعھا من البعض لكي نكره ھذا ونحب ذاك واھیة، ومفتعلة، وغیر مقنعة لابن 10 سنین، فمن یرید ان یوھمنا ان عمقنا لیس شمالا حیث سوریة ولیس شرقا حیث العراق واھم، ویعرف ان الجغرافیا والتاریخ تدحض كل ھذا، فنحن سكان الاردن وفلسطین ولبنان وسوریة اھل بلاد الشام، والشام لنا جمیعا، ولا یجوز لاحد ان یشكك في ھذا العمق التاریخي والجغرافي.

لو كنت وانت الأردني في بلاد المغرب العربي لتم سؤالك ھل انت شامي؟ والمقصود بلاد الشام، ولو كنت في مصر فان السؤال ھو ذاتھ، اما في بلاد الجزیرة العربیة ودولھا فان اھل تلك المنطقة لا یعرفون الا بلاد الشام للتدلیل على كل شامي یسكن بینھم، ولا ینظرون ان كانت جنسیتھ اردنیة او فلسطینیة او لبنانیة او سوریة، فالجمیع بنظرھم شوام، وھذا امر تاریخي وجغرافي لا نسمح لاي كان ان یحاججنا بھ.

البلاد بلادنا ونحن اھلھا سواء كنا في الأردن او فلسطین او سوریة، وما یجري في دمشق تشعر بھ عمان، والطائرات التي تخرج من فلسطین المحتلة لضرب ھذه المنطقة او تلك في بلاد الشام تقصف نفوسنا نحن، وعندما تتصدى لھا الدفاعات السوریة فان فرحتنا لا توصف، كما ھي فرحتنا عند اي فعل مقاوم دون النظر لخلفیة ھذا المقاوم او تنظیمھ.

 ّ فیا شام؛ ونحن منك ونزھو بك، غضي النظر عن مراھقین في السیاسة یریدون ابعادنا عن یاسمیننا، والحدود التي انشأتھا سایكس بیكو لن تجعلنا في عمان بعیدین عنك، فصباح الخیر یا دمشق، صباح الخیر من عمان.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة