الوكيل - فيما ما تزال تحتل الإبل (أو سفينة الصحراء كما درجت تسميها) مكانة خاصة عند الإنسان العربي قديما وحديثا، كونها تعد مصدرا للرزق ووسيلة مواصلات لسكان الصحراء، نظرا لتحملها ظروف الجفاف الطويلة رغم التحديات التي تواجه تربيتها، فإن هذه المكانة آخذة في التراجع في المملكة، نتيجة تقلص الاهتمام بتربية الإبل لأسباب عديدة.
وتعتبر الإبل في المملكة جزءا مهما من الثروة الحيوانية، ومصدرا للحوم الحمراء والحليب والوبر والجلد، إضافة إلى استخدامها في سباقات الهجن على المستوى المحلي والإقليمي، كما تستخدم لغايات الترويج السياحي.
ويبلغ تعداد رؤوس الإبل في المملكة نحو 14 ألفا، بحسب الناطق الإعلامي لوزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين، وتتوزع على معظم محافظات المملكة.
وبين حدادين أن من أسباب تراجع تربية الإبل، ارتفاع تكاليفها، وازدياد اسعار الاعلاف، فضلا عن نقص الموارد العلفية وتعرض مناطق انتشارها الرعوية الى مواسم جفاف عديدة، وكذلك عدم تطوير تربية الإبل لغياب الأسواق المخصصة لتجارة منتجاتها، مثل الحليب، علاوة على تدني الدخل المتأتي منها، وازدياد موجات الهجرة من البادية والأرياف الى المدينة.
وأظهرت دراسة علمية قامت بها شبكة بحوث وتطوير الإبل 'اكساد' التابعة لجامعة الدول العربية ومقرها دمشق، حول واقع الإبل في المملكة العام الماضي، تراجع اعدادها في الاردن بشكل كبير خلال الخمسين عاما الماضية، فيما يحمل هذا التراجع مخاطر مستقبلية حولها.
وبينت الدراسة المذكورة المعدة بالتعاون مع وزارة الزراعة، أن أعداد الإبل بلغت العام 1952 نحو 48021 رأسا، فيما تناقص هذا العدد ليصل عام 2002 الى 13000 رأس، بسبب تراجع اهتمام المربين بهذا النشاط، وذلك لمعوقات وصعوبات تواجههم، ولذلك جاءت هذه الدراسة لتعميم وتطوير الخطط المستقبلية للتدخل في قطاع الإبل والعمل على تنميته.
وبينت الدراسة أن الإبل تتوزع في معظم مناطق الأردن، لكنها تتركز أساسا في محافظة معان، ويستند تصنيفها وتقسيماتها الشائعة في البادية إلى ثلاثة أسس، هي 'الأصالة' ومعرفة النسب، واللون، وما يسميه المربون 'بيوت الإبل'.
وخلصت إلى أن أهم المعوقات التي تواجه مربي الإبل هي، حسب درجة الأهمية، 'عدم توفر سيولة لشراء الأعلاف، وعدم تقديم الدعم لمربي الإبل، والجفاف وندرة الأمطار وقلة المراعي بشكل عام، وحوادث الدهس عبر الطرق وعدم تعويض المتضررين، وقلة تقديم الرعاية البيطرية'.
وبناء على مقترحات مربي الإبل، أوصت الدراسة بإنشاء جمعيات لمربي الإبل وتوفير قروض موسمية لشرائها، وتعليفها وحفر آبار ارتوازية في المناطق الصحراوية التي توجد فيها، بخاصة أن تكلفة المياه مرتفعة.
وقال حدادين إن الحكومة اتجهت في الآونة الأخيرة وكخطوة أساسية، إلى تحديد أماكن تواجد الإبل لتسهيل تقديم الخدمات وخاصة البيطرية، عبر العيادات المتنقلة، وبإشراف أطباء مختصين.
من جهته، قال مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران ان الإبل تتحمل ظروف المراعي الصحراوية التي لا تستخدمها الأغنام، والماعز، مبينا أن الإبل سخرها الله سبحانه وتعالى للإنسان ليستفيد من منافعها الكثيرة، من لحم وحليب ووبر لصناعة الملابس و'البشوت' والخيام والحبال، وجلودها لصناعة قرب المياه الكبيرة (الروي) وصناعة الأحذية والسيور المستخدمة للربط.
وأضاف العوران أن الإبل كانت في الماضي تعد عصب المواصلات والتنقل، وهي الراحلة الرئيسية للقوافل البرية، فعليها يرتحل المسافر قاطعا المسافات الطويلة في الصحارى القاحلة لملائمتها لتلك الظروف البيئية القاسية، كما كانت تستخدم لنقل الأحمال والأمتعة الثقال ولجلب المياه من الأماكن البعيدة.
ومن فوائد الإبل أيضا، بحسب العوران، لحومها التي تقي من زيادة الوزن وأمراض القلب لقلة الدهون فيها، كما أنها تفوق اللحوم الأخرى من حيث القيمة الغذائية الصحية، نظرا للنسبة العالية لتركيبة الحامض الأميني التي تحتوي عليها الدهون في لحوم الإبل مقارنة مع غيرها.
ومن فوائد الإبل الجلية، الحليب الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لأهل البادية ويفضلونه طازجا في أغلب الحالات، وتتدرج فوائده حسب عمر الناقة ومرحلة الإدرار ونوع الطعام والشراب الذي تتغذى عليه، فحليبها يعتبر قلويا سرعان ما يتحول إلى حمضي إذا ترك لفترة من الزمن، ويحتوي على مواد بروتينية ودهون ومواد سكرية (لاكتوز) وكلوريد الصوديوم والحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات ب2 وج فضلا عن نسبة عالية من المياه.
وفي الماضي البعيد، استخدم العرب حليب الإبل في علاج كثير من الأمراض، كالأمراض الباطنية وخاصة المعدة والأمعاء والاستسقاء والكبد لاسيما اليرقان وتليف الكبد، وأمراض الصدر والرئة كالربو والسل وضيق التنفس والسكري، كذلك استخدم لعلاج الضعف الجنسي، كما يساعد على نمو العظام عند الأطفال والمحافظة على الأسنان ويقوي عضلة القلب، ومن فوائده ايضا، أنه يقاوم السموم في الجسم ويولد دما جديدا ويعتبر مرطبا للبدن، وإذا شرب مع العسل يعالج القروح الباطنية، واذا شرب مع السكر يحسن اللون ويصفي البشرة، وهو جيد للاستسقاء ويعتبر أفضل أنواع المسهلات.
وبين العوران أنه ما يزال للإبل قدر كبير من الحب والتقدير عند سكان جزيرة العرب خصوصا أهل البادية منهم، فهم يحرصون على اقتنائها والعناية بها ويدفعون الأموال الطائلة لشراء الطيب منها، كما أن الكثير منهم يرفض فكرة بيعها أو الاستغناء عنها لعظم مكانتها في قلوبهم، وتمتلك السعودية النصيب الأكبر من أعدادها.
الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو