السبت 2024-12-14 06:48 ص

طﺒﯿﺐ اﻟﻌﯿﻮن .. ﻻ ﯾﺮى!

01:20 م

على ا?غلب، ? ?تجاوز اّدعاء الرئ?س السوري أمام الوفد ا?ردني (الذي قام بز?ارتھ مؤخرًا) جانب السخر?ة وا?ستخفاف، عندما أبلغھم بأّنھ س?ترّشح ل?نتخابات الرئاس?ة المقبلة في سور?ة، حتى لو كانت مرحلة انتقال?ة؛ فإّما أن ?عود رئ?ساًللجمھور?ة، أو أن ?جلس فيع?ادتھ في دمشق ?مارس مھنتھ طب?ب ع?ون!



المفارقة ? تبدو فقط في أّن 'طب?ب الع?ون' لم ?ر بع?ن?ھ ما فعلھ بشعبھ من و??ت ومآس، وأنھ ?تبّجح بكونھ س?فتح ع?ادة ل?عالج ع?ونالناس؛ بل ا?غرب من ذلك ما نقل عن أحد أعضاء الوفد قولھ: إّنھ وجد الرئ?س متصالحاًمع نفسھ، وغ?ر منفصل عن واقعھ!


عضو الوفد ا?ردني وجد 'طب?ب الع?ون' متّصً? بالواقع؛ فدعونا نلقي نظرة على ھذا الواقع. فقط عدد منُقتلوا –رسم?اً- ?كاد ?صلالمائة ألف، وعدد من ?سّمون المختف?ن قسر?اً–أ?ضاًفي ا?حصاءات الدول?ة الموثقة- ?صل إلى قرابة 70 ألفا، وعدد المعتقل?ن بمئاتا??ف، والمھّجر?ن داخل?اًبمئات ا??ف، والمھّجر?ن خارج?اًبمئات ا??ف!


طب?ب الع?ون لم ?َر في سجون نظامھ قرابة 5 آ?ف طفل، وقرابة 9 آ?ف امرأة؛ ولم ?شاھد أبشع أنواع التعذ?ب التي مّرت على تار?خالبشر?ة والمجتمعات ا?نسان?ة قاطبة، ما ?جعل المرء ?فّضل القتل وا?عدام ألف مّرة على الح?اة.


في مؤتمر أقامتھ، ا?سبوع الماضي، مؤسسة 'ب?ت الحر?ة' في عّمان بعنوان 'التعذ?ب.. ? ?مكن تبر?ره!'، تحدث الخبراء والمختصونالعرب عن قصص التعذ?ب وانتھاكات حقوق ا?نسان، مما ?ندى لھ الجب?ن بالطبع. لكن عندما وصل ا?مر إلى الض?وف السور??ن، بداكل ما تّم الحد?ث عنھ أقرب إلى 'المزاح' والنكت مقارنة بما تّم عرضھ من أسال?ب تعذ?ب ھمج?ة بربر?ة ? تخطر على بال إبل?س، وھيانتھاكات ? ?مكن وصفھا لحقوق ا?نسان وكرامتھ وإنسان?تھ، بما في ذلك الذبح والنحر، وتقط?ع ا?وصال من آذان وأعضاء بشر?ة،وتعذ?ب بالكھرباء في المناطق الحّساسة.. وغ?ر ذلك من مشاھد وصور ? ?مكن وصفھا!


ل?سف، دعونا نعترف أّن إسرائ?ل، بكل سوئھا وجرائمھا وفظائعھا، لم تصل إلى ما وصل إل?ھ ھذا النظام من مستوى متد?ن س?ؤّرخغدًا عندما تتكّشف ا?ھوال أكثر وأكثر!
ربماَمن حول الرئ?س ? ?نقلون إل?ھ ما ?جري في ھذه السجون من أھوال، وربما المسؤولون ?مارسون ذلك من وراء ظھره! لكن، ألم ?شاھد 'الطب?ب' حمص وحلب وإدلب وجسر الشغور ور?ف دمشق ماذا حّل بھا من القصف الجوي والمدفعي؟ ألم ??حظ الطب?ب أّن قرى كاملة اختفت عن وجھ ا?رض ودّمرت بصورة كاملة؟ ألم ?قرأ عن المئات الذ?ن فّروا من القصف إلى الكھوف والمواقع ا?ثر?ة حتى أصبحت تعّج بالساكن?ن في ظروف بدائ?ة تعود إلى 'العصر الحجري'!
دعونا نتجاوز ھذا كلھ، فمھما حدث س?نتصر الشعب و?نھزم الطاغ?ة؛ ھذه سنن التار?خ والكون والح?اة. وستبقى ھذه التضح?ات بمثابة ن?شان ?فتخر بھ الشعب السوري الذي دفع ما ?فوق طاقة البشر بأضعاف ثمناًلحر?تھ. إّنما ما ?قلقنا و?رعبنا ھو الخوف على المستقبل مما ?جري ال?وم.
الخط?ر في ا?مر ھو أّن النظام ?وّظف بصورة مطلقة أبناء الطائفة العلو?ة حصر?اًفي ا?عمال الشن?عة والبشعة، وھو ما ?ضع مدام?ك لحرب أھل?ة وطائف?ة مرعبة في حال انھ?ار النظام بصورة مفاجئة. فالناس ل?سوا فوق مستوى البشر ل?سامحوا و?عفوا مع قصص قتل ا?طفال وذبحھم واغتصاب النساء، والتعذ?ب وا?ھانات وا?عراض والدماء.. فما ھو أخطر قادم إن لم ?ضع المجتمع الدولي حّدًا ا?ن ول?س غدًا لھذه المجازر، و?دفع باتجاه تسو?ة س?اس?ة وفترة انتقال?ة، وتحد?د خطوات عمل?ة واضحة لتحق?ق العدالة ا?نتقال?ة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة