الأربعاء 2024-11-27 21:39 م

علميًا .. دماغك يحتاج إلى الشعور بالملل!

02:23 م

ربما نهضت يومًا ما مسرعًا من أجل اللحاق بموعد القطار، وبمجرد وصولك تفاجأت بتأخير مواعيد القطارات يصل إلى نحو الساعة، ولا خيار أمامك سوى الانتظار، بلا كتاب أو إنترنت أو ما يساعدك على قتل الوقت..ستبدأ بالشعور بالملل، لكن قبل أن تستاء من هذا الشعور، عليك أن تعلم أن هذا “الملل” ربما قادك إلى إحدى أروع الأفكار.

يقول عالم النفس “ميهالي كسيسنتميهالي”: “دماغ الإنسان بحاجة إلى (توازن) يستطيع من خلاله أن يدخل في حالة من التركيز الشديد حتى ينغمس كليًا في نشاط يفقد معه الشعور بالوقت”.




الدوبامين في الجسم مادة كيميائية في الدماغ تؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه، والتوجيه وتحريك الجسم، وله دور رئيسي في الإحساس بالمتعة والسعادة، ينتج عن نقصه “عند شعورك بالملل” عدم تحفيز الدماغ، ما يدفعه- الدماغ- إلى خلق تحفيز خاص به، يأتي ذلك التحفيز على شكل نوع من “الهلوسات”.


يدلل على ذلك عالم النفس “نورمان دويدج” في الفيلم الوثائقي ” The Brain That Changes Itself كيف يطور الدماغ من بنيته وأدائه”، قائلًا: “بقاء الدماغ مشلولًا في نفس المحيط يسرع من ضموره، ولضمان مرونة أنظمة الانتباه داخل أدمغتنا، فالمطلوب هو التنوع والتحفيز من أجل خلق وتكوين خلايا عصبية جديدة”.

بمعنى آخر، فالملل ضروري جدًا وإشارة على امتلاكك مخ صحي.


ماذا يحدث حين لا نشعر بالملل؟
ماذا يمكن أن يحدث حينما نتخلص من هذا الشعور الإنساني غير المحبب إلى النفس تمامًا؟، أشار فريق من علماء الأعصاب في دراسة بجامعة هارفارد إلى أنه بإشغال عقلك بشيء ما، “العمل- تصفح الإنترنت- أعمال المنزل وما إلى ذلك”، فإن ما يحدث هو أن يكون جسدك في ما أسموه “الوضع الآلي”، ولكن حين تشعر بالملل، فإنك تشعل شبكة أعصاب في دماغك.

اعتمدت الدراسة على صور مغناطيسية توضح نشاط الدماغ أثناء الشعور بالملل وأتضح أنه يساوي تقريبًا نفس النشاط أثناء القيام بأي نشاط آخر بفارق 5% فقط، وأظهرت النتائج أيضًا أن هناك نشاطًا كبيرًا في مناطق مسؤولة عن استدعاء الذاكرة الشخصية للفرد ومراجعة أفكار ومشاعر الآخرين، واستحضار أحداث افتراضية وإنشاء التخيلات.


وحينما تبدأ إنشاء التخيلات وأحلام اليقظة، فأنت بذلك تبدأ بالتفكير وراء الوعي قليلًا نوعًا ما في اللاوعي، الأمر الذي يسمح بحدوث نوع مختلف من الارتباطات بين الأفكار المختلفة، تحل أصعب مشكلاتك، وتقوم بعمل أمر يسمّى “تخطيط السيرة الذاتية”، أي تبدأ بالنظر للخلف في حياتك، تحتفظ بأهم اللحظات، تنشئ قصة شخصية، تضع أهدافًا وتحدد الخطوات التي نحتاجها للوصول لتلك الأهداف، الأمر الذي يقودك إلى أروع الأفكار.

قارن كل ذلك بالوضع المناظر، وهو الجلوس على الأريكة والبحث في “فيسبوك” و”جوجل” و”تويتر” عن أهم المستجدات.. أي الأوضاع تفضل لعقلك؟



هل الملل يرتبط بالإبداع؟
من خلال ما سبق، عليك أن تدرك أن قليلا من “الملل” يعطيك بعضا من الصفاء، ولأن دور التكنولوجيا هو قتل “الملل”، عمد باحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبية إلى دراسة مجموعة من المراهقين المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي خلال أحاديثهم مع أصدقائهم أو أداء واجباتهم المنزلية لمدة سنتين، إنهم أقل إبداعًا وخيالًا حول مستقبلهم الشخصي وحول قدرتهم على حل المشاكل الاجتماعية، مثل العنف في مناطقهم.



gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة