الأربعاء 2024-11-27 18:59 م

على صعيد العلاقات الأردنية - السورية

11:30 ص

 الأردن لن يرفع مستوى العلاقات السياسية، حاليا، الا في سياق محدد، مرتبط بتوافقات عربية وإقليمية ودولية، وقد لا يكون القرار، اردنيا وحسب، بقدر كونه جزءا من ترتيبات أوسع في المنطقة، وعلى هذا فإن تحقق هكذا زيارة، مرتبط فعليا، باعتبارات مختلفة، من بينها أيضا، العلاقة مع ايران، وروسيا.



هناك مؤشرات سياسية مستجدة، على صعيد العلاقات الأردنية - السورية، ليس آخرها فتح معبر نصيب الحدودي، وتدفق عشرات الاف الأردنيين الى سوريا، ثم استقبال الرئيس السوري، لوفد نيابي أردني، وتجاوبه مع طلبات نواب بإطلاق سراح أردنيين، والكل يدرك ان وفدا نيابيا، لا يمكن ان يعبر الى دمشق، دون موافقات سياسية عليا، من مرجعيات رسمية.


المؤشر الأبرز كان تلك الدعوة الرسمية التي وجهها وزير النقل الأردني، الى وزير النقل السوري، وهذه دعوات رسمية، على مستوى وزراء، ولايمكن ان تتم دون إرادة سياسية، حتى لو كانت دعوات لبحث ملفات فنية متعلقة بالنقل مثلا، خصوصا، ان الكل يدرك ان العلاقة السياسية، تعني مجموعة من الملفات المختلفة، بما فيها ملفات فنية على صلة بالبلدين.


لايمكن اعتبار العلاقة الرسمية الأردنية - السورية، بذات المستوى مقارنة بسني الثورة السورية الاولى، بل ان الرئيس السوري ذاته، ابلغ نوابا أردنيين، ان دمشق تتطلع الى علاقات مثلى مع الأردن، وان دمشق تنظر الى الامام، وليس الى الخلف، وهذه رسائل تهدئة، توطئ لتحسين العلاقات السياسية بين البلدين.هناك تراجع نسبي في موجة النقد لنظام الأسد، في الأردن، وقد أجريت استطلاعا لاراء العشرات، على صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي، متضمنا سؤالا يقول :هل تؤيد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الأردن؟.


جاءت الإجابات، متنوعة، اغلبها يؤيد الزيارة، لاعتبارات المصالح والضرورات أولا، وهناك فئة كبيرة، تحدثت عن سوريا التي تم التآمر عليها، ولابد من اصلاح العلاقة معها، وفئة اقل، تحدثت عن جرائم النظام السوري.


اللافت للانتباه لي، ان التغيرات في الرأي العام، طرأت على نماذج، ليست بعثية مثلا، وليست محسوبة اساساً ، على النظام السوري، او على محوره الممتد، بل على نماذج تغير رأيها بعد هذه السنين، لاعتبارات كثيرة، وهي في الأساس، كانت تتخذ موقفا سلبيا جدا من الرئيس السوري.


نحن بحاجة في الأردن الى إطلاق استطلاع علمي، حول الموقف من النظام السوري، يتضمن عينات نخبوية، وعينات شعبية، خصوصا، ان الجانب الأخلاقي، مؤثر جدا، على صعيد ماشهدته الحرب السورية، من تشريد الملايين، وقتل مئات الالاف، وحالة التعبئة النفسية ضد النظام السوري، لاعتبارات كثيرة، من بينها الصلة بايران، وماجرى في كل المنطقة، من العراق وصولا الى سوريا واليمن.


الأردن محاط بأزمات من كل الجهات، فلسطين المحتلة، وملفاتها، إسرائيل ومشاريعها، العراق وما تواجهه من أزمات، سوريا التي مازالت تحت ضغط عوامل عديدة، ليبقى السؤال عن النافذة الإقليمية والعربية التي يمكن ان يجدد الأردن عمقه عبرها، ويتنفس مجددا، بعد هذه السنين الصعبة التي مرت على المنطقة؟!.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة