الأحد 2024-12-15 17:58 م

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"

01:06 م

على وقع المعجزة التي اطلقها ذات لحظة ابداع الشاعر الذي لا يموت محمود درويش، 'على هذه الارض ما يستحق الحياة' أحيا الفلسطينيون يوم الأرض، ليس تكريسا للذكرى، بل رسالة الى كل واهمٍ أن الارض من الممكن ان تتبدل يوما ما.

تمر ذكرى يوم الأرض، وقد انتهت قمة الدوحة، بعد أن كانت قد انتهت قبلها بسنوات 'قمة صمود القدس ' في سرت ايام الزعيم الليبي المخلوع، والتي قدم فيها العرب نصف مليار دولار دعما للقدس وتعريبها، في حين أنفقت إسرائيل ما لا يقل عن 14 مليار دولار على مدار العشرين سنة الماضية لتهويد القدس! وفي قمة الدوحة تجدد العرض من جديد بصندوق خاص للقدس دفعت قطر ربع رأس ماله، كاستعراض وفدية، عندما حلقوا للقدس بمقعد لخطيب سورية.
إن تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وفي القدس تحديدا، يحتاج من العالمين العربي والإسلامي إلى أكثر مما قدموه وأنفقوه بكثير.
القدس بحاجة لتعزيز صمود أهلها، ودعم المؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية وتعمير البيوت، ويجب ألا يبقى دعم صمود القدس شعارا غير مطبّق على الأرض.
تحت سقف 'السلام خيار استراتيجي '، لم تعد الشعوب والدول العربية، أمام ترف 'الاستمرار في مربع الانتظار '. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما النهوض الجديد؛ لتجاوز حالة التقهقر والتراجع، وإما المزيد من تهويد القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، كما شروط حكومة نتنياهو – الاكثر تطرفا.
القدس تحتاج إلى موازنة جديدة، للإعمار والإسكان والاستثمار، في مواجهة التهويد واستعمار الاستيطان، وحماية عروبة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتعزيز صمود أبناء القدس في أرض القدس.
القدس والحالة الفلسطينية، تحتاجان إلى إنهاء أية تدخلات عربية سلبية في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وما يترتب عليها من تعميق وتمويل للانقسام.
إن أخطر ما في الهجمة الإسرائيلية الحالية في توسيع الاستيطان والتهويد أنها باتت تستهدف الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس، لتحولها إلى مشاريع مستوطنات يهودية.
في السياسي العميق، لا يمكن فصل استراتيجية نهب الأراضي الإسرائيلية وإفراغ المدن والتجمعات العربية من سكانها، عن ترسيخ الطابع اليهودي العنصري لإسرائيل، وفي السياق المطلب الإسرائيلي بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، الذي باركه الرئيس الامريكي باراك اوباما في زيارته الاخيرة.
تكشف إحصائية مؤلمة، أنه لم يتبق للفلسطينيين
في إسرائيل سوى ملكية نحو 5 % من الأراضي. أمام هذا الواقع، والموقف العربي الباهت لحماية القدس، على الفلسطينيين أن يرعووا ويتخلصوا من مجموعة الذرائع التي تطلق من هنا وهناك، في محاولة تسويغ إدامة الانقسام أو طرح اقتراحات تحت مسمى مساعي استعادة الوحدة، وهي في حقيقتها لا تزيد على كونها ترسيما لنتائج الانقسام، بما يجعل الحالة الفلسطينية في مجملها تتكئ على حقل ألغام يمكن أن ينفجر عند أي احتكاك اعلامي او سياسي.

osama.rantesi@alarabalyawm.net


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة