السبت 2024-12-14 05:58 ص

عن التحرش وانهيار القدوة والعنف الجامعي!

07:21 ص

-1-
أثرت قضية تحرش هيئات التدريس في الجامعات منذ سنوات، وحينها استدعاني المدعي العام وأخذ مني تفاصيل كاملة عما كتبت، وأتبعت المقال بتوضيحات ومناشدات، بناء على طلب المدعي العام، لحث الفتيات اللواتي يتعرضن للتحرش والابتزاز للتقدم للمدعي العام، ومتابعة المسألة قضائيا، وللأسف الشديد، لم تتقدم ولا طالبة لأخذ حقها، ولكن ظل الملف مفتوحا، والقصص تتوالى، ولكن دون أي إجراء، وبحكم عملي أتلقى مزيدا من الإشارات بهذا الاتجاه، ولكن كل القصص تنتهي في مهدها، لأن الفتيات يخشين على سمعتهن، والجناة مستمرون في اصطياد ضحاياهم!



-2-
ما دفعني لإعادة إثارة الموضوع، ما قرأته أخيرا عن قضية تحرش في إحدى جامعاتنا، تفاصيلها كما نشرتها الصحافة الإلكترونية، تقول أن الجامعة المعنية قامت بإنهاء خدمات أحد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة بعد اتهامه بالتحرش بعدد من الطالبات في خطوة لم تعلن عنها الجامعة. وكان «المفصول» اعتاد على استدراج بعض الطالبات المستجدات إلى مكتبه لينفرد بهم ويعدهم بعلامة مرتفعه في المادة، وهو ما دفع إحدى الطالبات للبوح لذويها بما حصل معها فقاموا بتقديم شكوى رسمية بحق الدكتور لدى رئاسة الجامعة التي بادرت بتشكيل لجنة تحقيق بشكل عاجل ونسبت اللجنة بإنهاء خدمات المتهم بالتحرش بعد أن تمت إدانته بالواقعة حسب لجنة التحقيق المشكلة. وحسب رواية إحدى الطالبات، من ضحايا الدكتور المتحرش، قالت إنه قام بدعوتها لمكتبه بحجة أن لديها عددا كبيرا من أيام الغياب فقامت الطالبة بتلبية دعوة الدكتور بحسن نية، وفي المكتب طلب منها الاقتراب منه لتستطلع عدد أيام الغياب لديها ففوجئت بقيامه بالتحرش بها. وتقول الطالبة إنها غادرت المكتب على الفور وهي في حالة انهيار كاملة وانتابتها موجة بكاء هستيري حسب وصفها إلا انها لم تقم بتقديم شكوى بحقه بعد ان قام بتهديددها بترسيبها في المادة اذا ما اقدمت على فضح أمره وانها خشيت على نفسها هي كذلك من الفضيحة حسب قولها.


-3-
قضايا التحرش، وانهيار القدوة، التي تسببها فئة ربما تكون قليلة جدا، من أعضاء هيئات التدريس، لا تؤثر على السمعة الطيبة التي تتمتع بها جامعاتنا، وأساتذتنا الأفاضل، ممن كانوا لنا قدوة، في العلم والأخلاق، ولكن مثل هذه الفئة التي تمارس أيضا سلوكيات أخرى استفزاية للطلبة، لا علاقة لها بالتربية والتعليم، تسهم على نحو مباشر في انهيار القدوة، وبالتالي في العنف الجامعي، الذي تسبب بإيذاء بالغ للمجتمع وبسمعة التعليم العالي في بلادنا، وقضية التحرش تحديدا، تفتح الباب لدعوة حارة لملاحقة كل من يسيء للتعليم الجامعي، عبر آليات غير تقليدية، وعدم انتظار قيام هذا الطالب أو تلك الطالبة بتقديم شكوى بحق من ينتهك حرمة المهنة، بل المبادرة لتقويم أي سلوك معوج، عبر وسائل تتقنها جيدا إدارات الجامعات، إن أرادت!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة