السبت 2024-12-14 03:48 ص

عن الداعش والمدعوش!

07:23 ص

? نملك إ?ّ القلق تجاه ق?ام بعض الط?ب الساذج?ن بتقط?ع بعض ا?شجار في الجامعة ا?ردن?ة، التي احتوت على صور وأشكال فن?ّة،

بدعوى أنّھا تماث?ل. وھو سلوك ?ستدعي، بالضرورة، مساءلة الط?ب الذ?ن قاموا بھ، بمنطق حواري ثقافي، عبر أساتذة متمكّن?ن في
!الشر?عة ا?س?م?ة
ا?دانة مبرّرة، والشعور بالقلق على ثقافة الج?ل الشاب والخوف من ر?اح التطرف الد?ني التي تجتاح المنطقة أ?ضاً أمر ?ستحق ا?ھتمام
وا?نتباه، بخاصة مع ما ?حدث في سور?ة، وبروز تنظ?م 'الدولة ا?س?م?ة في العراق والشام' (داعش) في المشھد ا?جتماعي-الس?اسي
السوري، وما ?حملھ ذلك التنظ?م من فكر د?ني متشدد وسلوك متطرف، عانى منھ المجتمع السوري أو?ً وأخ?راً، ب?نما استفاد منھ
!النظام
ا?دانة لما حدث في الجامعة ا?ردن?ة، وما تقوم بھ 'داعش'، مع الفارق الھائل ب?ن ا?مر?ن، ھو موقف أخ?قي وثقافي، ?تأسس على ق?م
!التنو?ر والحر?ة والجمال والخش?ة على اختطاف روح المجتمعات العرب?ة؛ ?مكن أن نفھم انسجامھ وتناغمھ مع أفكار كث?ر من ا?صدقاء
لكن أل?ست مفارقة أخ?ق?ة سافرة ومؤلمة، فع?ً، أن ?نزف حبر البعض وتذوب ألسنتھم حزناً وألماً على حادثة قطع ا?شجار وما تقوم بھ
!'داعش'، ب?نما ھم في الوقت نفسھ ?ؤ?ّدون النظام السوري بكل جرائمھ ومجازره؟
أل?ست مفارقة مخجلة وفاضحة أن ?تجاھل أصدقاؤنا خمس?ن ألفاً من الصور التي تمّ الكشف عنھا في ال?وم نفسھ لحادثة الجامعة ا?ردن?ة،
عبر منشقّ عن الشرطة السور?ة؛ وھي صور تعود لـ11 ألف جثّة معتقل سوري، قُتلوا بعد أن ذاقوا ألوان التعذ?ب التي ? تخطر على
!بشر، خ?ل أشھر طو?لة؟
أ?ن ھذه الروح الجمال?ة الوثّابة، وأ?ن ھي ا?نسان?ة التي ?قطر بھا أصحابنا وھم ?شاھدون إحدى أبشع جرائم البشر?ة وا?نسان?ة على مرّ
التار?خ؟! صور لھ?اكل عظم?ة، تكسوھا آثار الجوع والتجو?ع والتعذ?ب البشع الذي ? ?خطر على بالكم؛ ب?نما ھم ?حزنون، كما نحزن
!ونألم، على صور لبعض المجرم?ن المرضى من 'داعش'، ?قتلون الناس و?قطعون الرؤوس، و?أكلون ا?كباد
شھادة الشرطي المنشق تكشف لنا أنّ ھذه الجثث كانت تُرمى في المستشفى العسكري، بعدما تموت، أو ?رحمھا ا? بالوفاة خ?صاً من
ذلك 'العذاب المستح?ل إنسان?اً'، ف?تم ترم?ز الجثث با?رقام، وتكدّس، قبل أن تدفن! تصوّروا، 11 ألف إنسان تحوّلوا إلى أرقام، بعدما
!عُذّبوا وقتلوا
أ?ن ذھبت ضمائرنا جم?عاً أمام ھذا الواقع المسموم؟! وبعد ذلك ?سألونك: ك?ف ظھرت داعش؟! ومن وراءھا؟! وماذا كنّا نتوقع من
مجتمعات تمّ تعذ?بھا وتحط?مھا وتكس?رھا بھذه الصورة، وبتواطؤ عالمي ?كشف ز?ف الس?اسات الغرب?ة، وبمواقف عرب?ة متذبذبة
!منافقة، تسعى إلى مصالحھا فقط، ? مصالح وأمن ومص?ر المجتمع السوري نفسھ؟
ما كانت 'داعش' لتظھر و? لتنمو لو لم ?كن ھنالك 'مدعوشون'! والتفر?ق مسألة حاسمة أخ?ق?اً، ب?ن الضح?ة والج?ّد. فـ'داعش' ھي
إنتاج النظام السوري ومخلوقھ الس?اسي، وما الصدام الذي دخلت ف?ھ ال?وم مع قوى المعارضة المسلّحة المختلفة، إ? تأك?د واضح
!وصر?ح بأنّھا تمثّل تحد?اً وتھد?داً للمجتمع السوري وق?م الثورة ونفسھا، وتخدم النظام الدموي ? غ?ر
في الحدّ ا?دنى، ما نتوقعھ أن ?ظھر شيء قل?ل من ھذا الحسّ الجمالي وا?نساني ضد 'داعش' وقطع ا?شجار، لدى أصدقائنا المتعاطف?ن
مع النظام السوري، وھم ?شاھدون صور الضحا?ا والقتلى والمعذّب?ن بعشرات ا??ف، والمشرّد?ن بالم???ن، ول?بكوا ول?تباكوا بعد ذلك
!كما ?ر?دون على ثقافتنا وإنسان?تنا وأحوال مجتمعاتنا


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة