الأحد 2024-12-15 04:06 ص

عن جمال الخاشقجي!!

10:31 ص
لا يوجد صحافي، غاص في مهنة المتاعب هذه حتى ذقنه، لا يعرف جمال الخاشقجي وبالنسبة لي فإنني قد عرفته مبكرا عندما كان يعمل مراسلاً متجولاً تخصص في تغطية أخبار الثورة الأفغانية ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان ويقينا أن كل من عرف هذا الصحافي والكاتب والإعلامي السعودي لابد وانه قد احترمه وقدَر إبداعه وربما على الرغم من الاختلاف معه على أمور كثيرة وبخاصة وأنه كانت وربما لا تزال له ميول تجاه الإخوان المسلمين وهذا من وجهة نظري التي قد لا تكون دقيقة ولا صحيحة، وحسب علمي ومعرفتي فإن الخاشقجي منذ أن عرفته،انْ عن بعد وان عن قرب، كان وعلى مدى سنوات طويلة من الأكثر موالاة للنظام في المملكة العربية السعودية والمدافعين عنه ولكن بعقلانية وبالمنطق المقبول ولعل ما يؤكد هذا انه كان مقرب من الأمير تركي الفيصل.


كنت قد عرفت، ولكنني غير متأكد، أن جمال الخاشقجي قد ركب موجة السنوات الأخيرة بعد ما يسمى «الربيع العربي» وانه، كما قيل لي، كان يطالب بانتقالهٍ لبلده، المملكة العربية السعودية، ودفعة واحدة دون التوقف بالمحطات التي لابد من التوقف فيها وحيث حركة التاريخ الصحيحة تسير على نحو تراكمي وخطوة بعد خطوة وكل حلقة تؤدي إلى الحلقة الأوسع وهكذا إلى أن يتم الوصول إلى الهدف المطلوب.

إن هذا الاستعراض المختصر كان لابد منه للوصول إلى ما يجب أن يقال في مجال «إختفاء»جمال الخاشقجي الذي لو انه يعرف انه مطلوب من قبل بلده، المملكة العربية الســعودية، فلما ذهب إلى قنصليتها في اسطنبول من اجل مسألة «بسيطة» عملياًّ وهو غير مضطر إليها ولكان كلف غيره بهذه المهمة.. فهو ابن النظام السعودي وهو من بين الأكثر معرفة بالوسائل والأساليب التي يتبعها مع المعارضين له.. وسواء كانوا جادين في معارضتهم أم انهم من الاستعراضيين الذين يسعون لاستدراج الفضوليين إليهم.

وان السؤال الذي لابد من طرحه هنا والبحث عن إجابة له هو هل أن دولة بحجم المملكة العربية السعودية وبكل إمكانياتها السياسية وأيضا خبراتها الأمنية التراكمية مضطرة لانتظار احد أبنائها المعارضين إلى أن يدخل إلى مؤسسة رسمية، قنصليتها في اسطنبول، لتلقي القبض عليه وتخبئه وتخفيه..او تختطفه.. وهي امنيا تعرف أن أمرا كهذا لا يمكن إخفاؤه ولا يمكن تمريره وبخاصة وأن الكرة الأرضية أصبحت بعد كل هذا التطور التقني اصغر من برتقالة.

معروف أن المملكة العربية السعودية يدها طائلة، بحكم إنها كانت ولا تزال مستهدفة من جهات كثيرة وباستمرار، وأنها لم تكن مضطرة لانتظار جمال الخاشقجي ولا غيره إلى أن يدخل قنصليتها في اسطنبول لتلقي القبض عليه وتخفيه بطريقة من الطرق.. لقد كان بإمكانها لو أنها بالفعل مضطرة لتصفية حساباتها مع هذا المواطن السعودي أن تفعل ما تريده في احد شوارع مدينة اسطنبول الصاخبة التي يتجاوز عدد سكانها العشرة ملايين..
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة