الأحد 2024-12-15 20:48 م

عودة عبد الناصر

07:00 ص

يقول محمد حسنين هيكل أن أهم رجلين في تاريخ مصر هما محمد علي باشا (المؤسس) وجمال عبد الناصر (المحرر). أما الأول فقد أصبح موضوعأً للمؤرخين وأما الثاني فيمثل السياسي الذي لا يموت.

ثلاثة وأربعون عامأً مرت على وفاة جمال عبد الناصر المفاجئة ، تعرض خلالها للنكران من قبل خلفائه ، وخاصة نائبه انور السادات الذي كان يعتقد أن قامته لن ترتفع إلا على حساب قامة سلفه.
بعد ثلاثة وأربعين عامأً ما زال عبد الناصر بطلاً في الذاكرة العربية الجمعية ، وإذا كات حسناته تذكر فتشكر خاصة في مجال التوجه القومي العربي والانحياز للفقراء ، واتخاذ مواقف صدامية مع الدول الاستعمارية ، فإن عبد الناصر لم يكن بدون أخطاء أو خطايا بعضها كارثية ، فقد قضى على الديمقراطية الليبرالية التي كانت سائدة في مصر بقيادة حزب الوفد ، ولم يحقق وحدة مصر والسودان التي كانت العقيدة السياسية لمصر عندما تخلص من اللواء محمد نجيب الذي كان همزة الوصل مع السودانيين ، واضطهد الكثيرين ومنهم الإخوان المسلمون والشيوعيون ، وهو يتحمل مسؤولية انهيار وحدة مصر وسوريا ، وبدلاً من تحرير فلسطين ترك وراءه سيناء محتلة من إسرائيل لغاية الضفة الشرقية من قناة السويس. وأخيراً وليس آخراً يتحمل عبد الناصر المسؤولية عن هزيمة 1967 الكارثية.
عبد الناصر له إيجابيات وسلبيات ولكن صورته ،حتى وهو مهزوم ، كانت في أذهان الجماهير صورة البطل القومي.
اليوم يعيد المصريون عبد الناصر إلى دائرة الضوء مجددأً بعد ثورة 30 يونيو وقرارات 3 تموز وإسقاط حكم الإخوان المسلمين ، مما يوحي بأن العهد الجديد يمثل امتداداً وتجديداً للعهد الناصري ، حيث لعبت مصر دوراً محورياً في التحرير والقيادة.
الشعب المصري يتوق لبطولة جمال عبد الناصر ، ويرى في الفريق الأول عبد الفتاح السيسي جمال عبد الناصر جديد. وتعبيراً عن توقه لعودة القائد التاريخي أطلق على السيسي لقب أسد مصر ، بل إن بعض الجماهير تطالبه بأن (يكمل معروفه) ويتقدم لرئاسة مصر.
التشابه بين السيسي وناصر لا يقف عند البزة العسكرية وضرب الإخوان المسلمين. ويجب أن يؤخذ مع الفارق ، فالظروف المحلية والإقليمية والدولية تغيرت وكذلك النظام العالمي الذي عمل عبد الناصر في ظله.
السيسي هو رئيس مصر المقبل أمامه مهمات شاقة ليعيد مصر إلى مكانها الطليعي على الخارطة العربية والإقليمية.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة