السبت 2024-12-14 11:39 ص

عيد الأضحى بالسعودية .. الأسرة أولاً مع استعادة التقاليد

12:45 م

الوكيل - بعد نقاش ساخن تكرر مع أكثر من تاجر مواشي يضطر أبو محمد لدفع مبلغ لا يقل عن ألفي ريال كل عام لشراء أضحية. وهو يلوم نفسه في كل مرة لتأخره حتى يوم التاسع من ذي الحجة لشراء الأضحية. إلا أنه يرى أن هذا تقليد ورثه عن والده الذي حرص على أخذه عن جده. فأضحية العيد هي أحد أبرز مظاهر عيد الأضحى المبارك.

وعلى الرغم من تشابه الكثير من عادات السعوديين ما بين عيدي الفطر والأضحى إلا أن الأخير يتميز ببعض الأمور أبرزها طبعاً الأضحية ودورها في فرض الحميمية الأسرية والتأكيد على التقارب الأسري والحرص على القيام ببعض العادات في منزل كبير الأسرة.
وعلى مستوى الطقوس في أضحية العيد يتفق أغلب السعوديين على اجتماع الأسرة أثناء ذبح الأضحية وقضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، ثم إعداد طبق العيد من لحم الخروف على اختلاف المسميات فيما يكون أغلب الشباب مواصلين للسهر، وقبل الظهر يكون أغلبهم يخلد للنوم حتى وقت متأخر مساء. هذا فيما نقل الكثير من أهالي العاصمة عادات الديرة لقلبها النابض وأهمها الأكل الجماعي في أحد طرق الحي صباح العيد بعد أداء الصلاة.
وفي المنطقة الوسطى تحديداً بما فيها العاصمة الرياض تتشابه الأطباق الشعبية في مسمياتها وطريقة إعدادها، وتعتمد في المقام الأول على القمح واللحم أو القمح والتمر، وبعد ذبح الأضاحي تقوم النساء بتحضير وجبة الإفطار والتي تسمى (الحميس) المكونة من قطع من اللحم الصغير والكبد والكلاوي والقلب أو ما يسمى (معاليق) الخروف، تضاف إليها كمية كبيرة من البصل والطماطم والبهارات ويتم طبخها في قدر كبير على نار هادئة. وطبعا هناك أطباق شهيرة مثل كبسة اللحم والقرصان والجريش والذي يعتمد على اللحم والدقيق المجروش واللبن، وهناك أيضاً الحنيني وهو عبارة عن أقراص من العجين اللين تسمى (مراصيع).
أما في المنطقة الشرقية، فطبق الهريس الشرقاوي هو الأشهر ومن أهم الأطباق الشعبية في كل من الدمام والأحساء والقطيف؛ حيث يشكل طبقاً حاراً وغنياً بالمواد الغذائية، وفي صباح عيد الأضحى تقوم الأمهات والزوجات بإعداده، ومن الأطباق الشعبية أيضا خبز التاوة وخاصة في منطقة القطيف، ومن الأطباق الحلوة والتي يتم إعدادها في المناسبات والأعياد العصيدة والكليجة والممروس.
وفي المنطقة الغربية عموما تحرص النساء على إعداد أشهر الأطباق الحجازية من الحلويات والمكسرات، وبعد العودة من أداء صلاة العيد تبدأ الزيارات والتجمع لدى كبار الأسرة. وطبعا ككل السعودية تحرص العائلة على قضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، وهو الجد أو الجدة أو الأب، وذلك بعد صلاة العيد مباشرة، على مائدة تتصدرها أكلة 'الدبيازة' التي تتكون من بعض الفواكه الجافة، وهناك أيضا الزلابية الشهيرة.
وفي الجنوب تتميز الأعياد في القرى بالإفطار الجماعي في الحارة أو الحي، حيث يحضر كل شخص طبقا منزلياً وقبل أو بعد ذبح الأضحية تعد ربة المنزل فطور العيد، وهو ليس كأي فطور، حيث يأكل منه كل أفراد القرية، وبعد ذلك مازالت بعض القرى يلتزم رجالها بالقيام بجولة لزيارة المنازل وتبادل التهاني.
أما جازان فتشتهر بأطباقها الشهية وعاداتها التي تمت المحافظة عليها جيدا حتى الآن، فهناك أطباق الموائد العيدية مما تجود به أرض المنطقة وما يتمسك به أهلها من طقوس ممتدة من غابر التاريخ، وعادة ما تقام في المدن والقرى الجازانية وصلات من الرقص الفلكلوري الجماعي. ولا يختلف البرنامج كثيرا، فبعد الأكلة الجماعية ثم ذبح الأضحية تحرص الأسر على طقوس عمل (الحميس) أو (المحشوش) وهي قطع صغيرة من لحم الأضحية مع الشحم، وبعض الأسر يبقى لديها مخزونها قرابة 9 أشهر في حال الكميات الكبيرة'.
وفي الشمال، تبدأ السيدات بعد صلاة العيد وذبح الأضحية في طهي الطعام المصاحب للحم الأضحية والذي كان قديما يوضع لوحده بسبب ندرة الذبائح، وهو مكون من المطازيز والهريس والجريش والحميس، ولم تختف بعد عام السفرة العملاقة في الشارع التي يجتمع عليها رجال وشباب وأطفال الحارة.
هذا فيما تجتمع السيدات في منزل إحداهن وتوزع الهدايا على الأطفال، وبعد صلاة الظهر يرتاح الناس في بيوتهم إلى وقت المغرب، وتقوم العديد من القبائل بنصب مخيم ضخم لاستقبال المباركين يكون حافلا بالألعاب الشعبية، والجميع يتناول حلويات العيد وهي كليجة حائل والبقل والتمر.
هذا فيما أدخلت البرامج الإثرائية والفعاليات التي تقوم بها أمانات وبلديات المناطق حراكا جيدا، بالإضافة لأنشطة فروع الهيئة العامة للسياحة والآثار، هذا فيما تحرص طبعا الكثير من الأسر على السفر أو التنزه والذهاب إلى البر بدءاً من ثاني أيام عيد الأضحى. هذه العادات والتقاليد وفعالياتها أجبرت قرابة 9 ملايين وافد على مشاركات الجاليات في هذه الفعاليات بعاداتها وتقاليدها، وأصبحت تجد جمهورا خاصا لها.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة