الوكيل- يحلّ عيد الفطر لهذا العام مثقلاً بالهموم والمتاعب وعدم الاستقرار والأمان، على اللاجئين السوريين في لواء الرمثا، بعد أن هربوا من الأحداث الدامية التي تشهدها بلادهم، بعد انطلاق ثورة شعبية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
واقتصر عيد الفطر لللاجئين السوريين في حديقة الملك عبدالله وسايبر ستي وملعب الأمير هاشم بالرمثا على زيارة بعضهم البعض، من دون السماح لهم بالخروج إلى الأسواق من اجل شراء الملابس لأطفالهم.
وأحيا اللاجئون عيد الفطر بدموعهم التي لم تنضب ودعواتهم إلى الله التي لم تتوقف، آملين أن ينتهي نزيف دماء مواطنيهم في بلدهم سورية، وان تهدأ الأوضاع هناك كي يتسنى لهم العودة إلى أراضيهم ومنازلهم.
وتمنت اللاجئة السورية علياء التي استشهد زوجها في محافظة حمص السورية منذ بداية الأحداث، أن يمّن الله على بلدها بالأمن والأمان، مستذكره الأيام التي خلت عندما كانت تنعم بالأمان والسلام في بيتها ومع زوجها ووسط أطفالها.
وبين الأمس واليوم، يستذكر الحاج أبو فراس والدموع تتساقط من إحدى عينيه، الأخرى اقتلعتها قوات الأمن بحسب قوله، ما كان يقوم به في العيد بمنطقة دير الزور من الذهاب إلى مسجد ضيعته وسط أقاربه ومعارفه وأهله.
ويقول خلدون (50 عاما)، الذي فرّ من القصف الذي تعرضت له مدينة حمص إلى الأردن، :'لم أحضر معي أيّ شيء سوى أطفالي والملابس التي نرتديها. كنا نعتقد أن النظام سيسقط سريعاً وأن إقامتنا هنا ستدوم لشهر على الأكثر'.
وبعد مضي أكثر من عام، ما يزال خلدون وعائلته في الرمثا ضمن الآلاف ممن سعوا للحصول على ملاذ آمن في الأردن ودول مجاورة.
أما الأطفال السوريون اللاجئون مع ذويهم، فإنهم على ما يبدو قد نضجوا في غير موعدهم، ويتمثل ذلك بتخليهم عن ألعابهم رغم توافرها، وعن جولات السوق المتاحة، واصطفافهم إلى جانب ذويهم من اجل الصلاة والدعاء بان يمّن الله على وطنهم بالأمن والاستقرار اللذين افقداهما الكثير من أمهاتهم وآبائهم وأشقائهم.
ويتوزع اللاجئون السوريون الذي يبلغ عددهم حوالي 6 آلاف شخص في لواء الرمثاكالتالي: 300 في ملعب الأمير هاشم، 5 آلاف في حديقة الملك عبدالله، 550 في منطقة سايبر ستي.
وقامت العديد من المؤسسات الدولية والعربية والمحلي بتوزيع كسورة العيد للأطفال في أماكن إيوائهم في لواء الرمثا لإدخال البهجة والسرور إلى نفوس الأطفال.
أبو هشام لاجئ سوري في السبعين من عمره يقطن في لواء الرمثا ترنو عيناه إلى السماء وهو يتكأ على عصاه. تعود به الذاكرة (إلى العيد أيام البلاد)، فيقول: 'كان لعيد الفطر في سورية طعم آخر؛ فأنا أذكر كيف كانت القرية برمتها تتبادل التهاني بقدوم العيد، وكيف كان أهل القرية يتبادلون الزيارات بعد صلاة العيد. إنها ذكريات جميلة لا يمكن أن تمحى من مخيلتي.
ويردف الحاج أبو هشام قائلاً: لكن العيد هذا العام نكهة مؤلمة؛ فقد أجبرنا على ترك بيوتنا، وكل ما نملك وغادرنا مدينة درعا مرغمين بفعل تداعيات الأزمة السورية.
ويتساءل أبو هشام الذي يعيش الآن في حديقة الملك عبدالله في لواء الرمثا هو وعائلته المكونة من اثني عشر فرداً: إلى متى يظل حال اللاجئ السوري مرهوناً بالتداعيات السياسية التي تمر بها البلاد العربية.
إبراهيم شاب سوري من مدينة حمص، يقول أن صوم شهر رمضان وعيد الفطر على أرض سورية له معنى مختلف. ويتمنى فؤاد أن يصوم العام المقبل في مدينته وهي محررة هو وكل اللاجئين السوريين الذين شتتهم النظام السوري.
الحاج أحمد حميد، من مدينة حلب يقول عندما يأتي العيد، فإن المشاعر لدي تختلط ما بين السرور والبهجة بقدوم عيد المحبة والمودة والتسامح والبركة.
وبلغ معدل التدفق اليومي للاجئين السوريين عبر الحدود غير الرسمية بين الأردن وسوريا والتي تمتد لمسافة 375 كيلومترا أكثر من 400 لاجئ يوميا، فيما تتوقع جهات رسمية وإغاثة تزايد هذه الأعداد بشكل أكبر في الأيام القادمة على وقع التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا، وقياسا على ما شهدتة دول الجوار السوري وخاصة لبنان وتركيا من وصول أعداد كبيرة من اللاجئين خلال اليومين الماضيين.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ 150 ألفا حتى الآن وفقا لوزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، بينما تقدر جهات أهلية العدد بأكثر من 160 ألفا.
الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو