الأحد 2024-12-15 12:37 م

عيون بقرية!

08:47 ص

حين تعلن وزارة الداخلية البريطانية درجة انذار عليا داخل مدنها وموانئها ومطاراتها، نظراً لوضع داعش الارهابي في سوريا والعراق، فمعنى ذلك ان المسؤول الاوروبي يتحسس عنقه بعد ان تم ذبح الصحفي الاميركي أمام الكاميرا! في حين اننا نسمع من أعلى مسؤول اميركي ان الادارة لا تملك حتى الآن استراتيجيةمحددة لمواجهة ارهاب داعش!

هذا الكلام، هو درس واضح لدول المنطقة التي كانت حتى الآن مكبلة بالقرار الاميركي، في شأن هو الشأن العربي قبل كل شيء. وإذا كان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يبحثون، في هذه الساعة، وضع خطة موحدة لمواجهة الارهاب، فإنهم يعترفون انهم اضاعوا ثلاث سنوات بانتظار أميركا!
في سوريا، ترك النظام لداعش فرصة النمو للاستفادة منه كبعبع لتخويف اخصامه في الداخل، وكأن مالكي العراق ليس أقل من النظام السوري ذكاء: فقد سلّم الموصل ومحافظة نينوى وصلاح الدين. وسلّم معهما اسلحة فرقتين عسكريتين و560 مليون دولار في بنوك الموصل وكل ذلك لوضع السنّة في خانة الارهاب وتسهيل انفصالهم عن الجسم العراقي، وخلق صدام مصلحي مع الاكراد.. فذلك يسهّل انفصال الجنوب الشيعي وضمه بالتبعية المذهبية لايران!!.
.. الآن يستفيد النظام السوري من داعش باعلانه الموافقة على الانضمام لتحالف اقليمي او دولي لمحاربة الارهاب، فهذا الاعلان هو فرصته الوحيدة للنجاة من سقوطه الحتمي.. بعد ثلاث سنوات من تقتيل وتهجير شعبه.
- من يموّل ويسلح داعش؟
- .. لا حاجة لممول او مسلّح بعد ان تمَّ تسليمه مئات الملايين من البنوك العراقية، واستيلاؤه على اسلحة اميركية لثلاثين الف جندي، وللعلم فقط، فقد اختطفت منظمة ارهابية سورية راهبات صيدنايا، وقبضت لقاء اطلاق سراحهن 45 مليون دولار من جهة عربية. وكذا إطلاق سراح صحفي هنا وصحفي هناك.. شرط أن يكونا اميركيين!
سبب خراب المنطقة العربية، والفوضى التي تضرب في اساس دولها، ليس الاميركان او الاوروبيين، وليست ايران.. وإنما هو العجز العربي الذي ينتظر، والوحش الداخلي الذي يأكل في احشائه.. حياً ففّتح العينين!
لماذا ننتظر المبادرات الاميركية، والبلد بلدنا والناس الذين يقتلون ويقتلون.. المجرمون والضحايا هم ناسنا؟! ألم يكن من الأسهل تمويل وتسليح الثائرين في سوريا منذ الاشهر الاولى حين كان الجيش السوري يتمزق من الداخل؟ لماذا كنا ننتظر ومخابرات الدنيا ومغامروها يعبثون بالجسد السوري تلغيماً وتقطيعا؟
لقد كان سيناريو بوش هو حلم العجز العربي، فتكون سوريا عراقاً آخر. لكن الاميركي اكتشف حماقته وانسحب من العراق.. في حين اننا كنّا نحلم باستمرار الحماقة الاميركية.
نشعر ونحن نكتب ونعيد، ان العيون المفتوحة التي ترى ليست اكثر من عيون بقرية لا تدري أنها تخرج للمرعى او الى.. المسلخ!
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة