الوكيل - أكّد د. رحيّل غرايبة بان الأولوية يجب أن تعطى ـ في المرحلة الإنتقالية ـ إلى الإتفاق بين جميع قوى المجتمع على شكل الدولة الحديثة، والقواعد التي يجب ان تقوم عليها ؛ وبأن مثل هذا الإتفاق يجب التوصل إليه قبل الذهاب إلى صناديق الإقتراع، وإلاّ فسيقع المجتمع كله في مأزق وأزمات خطيرة'.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها المنسّق العام ل 'المبادرة الوطنية للبناء'، المعروفة إعلامياً بمبادرة 'زمزم' في منتدى الفحيص الثقافي مساء السبت 19/10/2013، وحضرها جمهور غفير من اعضاء المنتدى وأبناء مدينة الفحيص.
وقال المحاضر بأن إنتفاضات الربيع العربي وجدت أنه من الضروري إزالة أنظمة الإستبداد التي كانت قائمة في بعض البلدان؛ لكن قوى المجتمع لم تتفق بعد ذلك على شكل الدولة التي تريد إقامتها ولا على مرجعيتها. واستشهد د. غرايبة بتجربتي بولندا وإسبانيا اللتين فعلتا عكس ذلك بعد أن تخلصتا من الأنظمة الدكتاتورية، إذ اجتمعت الأطراف السياسية كافة في كل بلد حول مائدة مستديرة، دون هيمنة أو وصاية من أحد، واتفقت من خلال الحوار على شكل الدولة العتيدة ودستورها. وبعد ذلك جرى التنافس بين الأحزاب واجريت الانتخابات وتم الاحتكام إلى صناديق الإقتراع. وقال إن الدستور لا تفرضه الأغلبية بل 'علينا أن نصل إلى أعلى درجة من التوافق عليه، وهذا يتم من خلال الحوار'.
وحول مبادرة البناء التي تم إشهارها مؤخراً قال د. غرايبة : 'نحن نبحث عن صيغة تستوعب كل مكونات الأمة، لانه ثبت بأننا نسير نحو مأزق ولا تستطيع أية قوة أن تنفرد في السلطة أو في إتخاذ القرارات'. وفيما يتعلق بالعالمين العربي والإسلامي هناك حقيقتان : أولهما أن الإطار الحضاري الإسلامي لا يمكن إقصاؤه أو إهماله أو تجاهله، لأن الإسلام هو مجموعة قيم وهو يحثّ العقل على التفكير، وليس ـ أي الإسلام ـ 'مخزناً للحلول الجاهزة'. وأضاف يجب أن نتفق على شكل الدولة : دولة مدنية ديمقراطية تقوم على الحرية لأن الحرية 'قيمة مطلقة مقدسة'. أما الحقيقة الثانية فهي أن الأردن جزء من بلاد الشام والوطن العربي، وبإمكاننا ـ نحن أبناء هذه المنطقة ـ أن نجعلها أفضل منطقة في العالم، بل نموذجاً يحتذى. واستشهد المحاضر بسنغافورة وماليزيا ـ الدولة / الأمة التي أصبحت تنافس في مجال التنمية البشرية والتصنيع، وقدمت إسلاماً حضارياً صهر أعراقاً مختلفة وبنت دولة ديمقراطية.
نوّه د. غرايبة إلى ان المشروع الوطني الأردني لا يتعارض مع المشروع القومي العربي؛ وقال أن الإسلام هو عامل وحدة وقوّة وبأن الشعب الأردني هو من أكثر الشعوب العربية توقاً للوحدة.
ولفت المحاضر إلى أن الشباب مغيّبون عن الهم الوطني، وقال إن مسيرة العنف في الجامعات يجب أن تتوقف، وبأن الشباب يحتاج إلى جهود الكبار ويجب مساعدتهم لخدمة وطنهم من خلال أطر اجتماعية وسياسية.
وتحدّث منسّق مبادرة 'زمزم' عن المرأة فقال بأن جهدها في العمل السياسي لا يزال ضعيفاً وأكّد على المساواة بين المرأة والرجل.
في ختام محاضرته، أوضح د. غرايبة بأن المبادرة الوطنية للبناء مطروحة على أبناء الشعب الأردني كله بلا إستثناء. وقال : 'علينا أن نعترف بأن الاختلاف موجود ولا يمكن القضاء عليه، وعلينا التخلي عن الإقصاء أو إلغاء الآخر'. لكن الاختلاف يجب ان لا ينسحب على أساسيات الدولة، لأن مصلحة الوطن هي فوق مصلحة العشيرة أو الحزب أو الفئة'
وفي معرض إجابته على أحد الأسئلة، قال د. غرايبة أن المواطنين الأردنيين المسيحيين ليسوا أقليّة، بل جزء من النسيج الوطني، وبأن المواطنة ، بما هي حقوق وواجبات، هي الأساس الذي يحكم جميع المواطنين.
وكان النائب السابق الأستاذ فخري الداوود قد أدار المحاضرة ورحّب في البداية، باسم منتدى الفحيص الثقافي، بالدكتور رحيّل غرايبة، وقال بأن الانتفاضات العربية أثبتت بأن مطالب الجماهير كانت كبيرة ومتعددة بحيث لم تستطع الأحزاب التقليدية إستيعابها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو