ما الذي يحمل الدبلوماسية الفرنسية على الاعتقاد بوجود فرصة سانحة لإحراز تقدم في عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
ما من أحد في الشرق الأوسط، أو في الولايات المتحدة الأميركية، يشاطر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس آماله بصنع السلام في هذه الوقت تحديدا.
حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة أكثر يمينية من السابقة، وليس فيها وزير واحد على استعداد للحديث عن وقف الاستيطان الذي يعارضه فابيوس، أو التفكير بالانسحاب من الأراضي المحتلة العام 1967.
وأكثر من ذلك، إسرائيل في وضع جيو-سياسي مريح جدا؛ العالم العربي غارق في مشاكله وحروبه الطائفية، والقضية الفلسطينية لم تعد أولوية لمعظم الدول العربية.
الولايات المتحدة نفضت يدها من عملية السلام، بعد فشل محاولات وزير خارجيتها جون كيري، في تحريك الملف التفاوضي. وأفضل ما يمكن توقعه من واشنطن أن لا تلجأ إلى 'الفيتو' في مجلس الأمن، في حال طرح مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية للتصويت مستقبلا، إذا ما فشلت محاولة فابيوس اقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات من جديد.
وبعد أشهر قليلة، ستدخل أميركا في أجواء الانتخابات الرئاسية، حيث يتراجع دور الإدارة على المسرح الدولي، وتنشغل النخبة السياسية هناك بالحملات الانتخابية. وليس متوقعا أن تفكر إدارة أوباما بممارسة ضغوط على إسرائيل بعد قرابة سبع سنوات لم تتمكن خلالها من تغيير موقف إسرائيل المتعنت قيد أنملة.
السلطة الفلسطينية يائسة ومحبطة من المجتمع الدولي، ولم يعد لديها طاقة للمفاوضات إن لم تحمل تعهدات إسرائيلية ذات صدقية بوقف الاستيطان والانسحاب من الضفة الغربية. فوق ذلك، هناك الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح 'الضفة الغربية' وحماس 'غزة'، والذي يشل قدرة الفلسطينيين على بناء موقف موحد من المفاوضات.
وصاحب المبادرة؛ الوزير فابيوس، هو آخر دبلوماسي يمكن أن يلعب دور الوسيط العادل في قضية إسرائيل أحد طرفيها. فالوزير الفرنسي معروف بمواقفه المنحازة لصالح إسرائيل، بما لا يقارن مع كيري مثلا. وفي داخل فرنسا، يشكل فابيوس ظاهرة في الحياة السياسية الفرنسية، بسبب دعمه المفرط لحكومة إسرائيل.
وخلال مفاوضات '5+1' مع إيران حول ملفها النووي، كان فابيوس صوت إسرائيل في غرف المفاوضات.
بقليل من الحماس والاهتمام، استُقبلت مبادرة فابيوس في دول المنطقة. ثمة انطباع في أوساط الدبلوماسيين العرب أنه، وبعد فشل واشنطن في استئناف المفاوضات، لا أمل يرتجى بالخروج قريبا من النفق المظلم. وأن التحرك الفرنسي مجرد نشاط دبلوماسي لملء الفراغ لحين انتخاب رئيس جديد لأميركا.
ربما يتوصل الفرنسيون والأميركيون في الوقت المستقطع إلى توافق على مشروع قرار يقدم لمجلس الأمن بعد انتهاء المهلة المقترحة للمفاوضات، يتم بموجبه الاعتراف بدولة فلسطين. لكن قرارا كهذا على أهميته، لا يعني شيئا على الأرض ما دامت إسرائيل غير مستعدة لوقف الاستيطان والانسحاب من الضفة الغربية.
بمعنى آخر؛ دولة فلسطينية على الورق، واحتلال إسرائيلي في الواقع.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو