محیر ما یحدث في الأردن، یجد الاھل لتعلیم الأبناء وإعلاء قیمة العلم، فتتم التضحیة بالغالي والنفیس لكي یدخل ابناؤنا الجامعات، رغم الحدیث الذي لا ینتھي عن ركود التخصصات، وفرص العمل التي تتولد على جانب المھارات المتدنیة التي لا تحتاج الى تعلیم جامعي.
یضرب بعرض الحائط كل ھذا المنطق والتحلیل
والبیانات ویتم انفاق مبالغ كبیرة تشكل على نحو ما انتقالا للمدخرات من حسابات الى
أخرى، والنتیجة للأسف شھادات جامعیة من مختلف التخصصات لا تقود الى سوق العمل،
ونخجل في الأردن من حقیقة ان نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من ادنى النسب في
العالم.
المفارقة الثانیة ان من یراقب نتائج خریجي
الثانویة العامة في المملكة على مدى العشر سنوات الماضیة سیجد ان فتیاتنا ھن من
یتصدر تلك النتائج وبصورة جلیة، فھن یحققن اعلى الدرجات العملیة، وھن أوائل التوجیھي،
وھن من نستمر نحن الآباء بمدیح الالتزام العالي والصرامة العلمیة التي یتمتعن
بھا... بعد ذلك ماذا یحدث؟ تذھب تلك الفئة المتفوقة الى الجامعات وعلى الاغلب
یتصدرن نتائج الجامعات، ونحتفي بذلك الإنجاز المستحق. لكن ھل یستفید الأردن من تلك المواھب التي یجب ان تكون في اعلى المراتب
القیادیة، وھل یستفید الاقتصاد من الطاقات الھائلة التي تتمتع بھا تلك الفتیات
التي في كثیر من الأحیان حققن إنجازات كبیرة بفضل جھود ذاتیة ولیس بسبب الظروف
الاجتماعیة المواتیة، للأسف فإن مؤشر مشاركة المرأة في سوق العمل، ومؤشر أدوار المرأة القیادیة تعتبر
محدودة جدا، وھو دلیل على تسرب وھدر لما نعتبره اغلى الموارد التي یمتلكھا الأردن.
واذا كان الامر كذلك، ألا یدلل ذلك على خلل
جوھري، ان النجاحات الاقتصادیة والاجتماعیة في الكثیر من الدول تقوم على توظیف الموارد
بالشكل الأمثل، وھذه الموارد تشمل الموارد الطبیعیة والبشریة، وفي بلد مثل الأردن
تشح فیھ الموارد الطبیعیة، رغم الأرقام غیر الواقعیة التي نقرأ عنھا في بعض
الأحیان، یبقى اذا موردنا البشري المھم، ومع بناتنا نحن نقوم بثلاثة أرباح الرحلة،
نربي ونعلم ونخرج، وفي مرحلة التشغیل والتوظیف لھذه الموارد یحدث الفشل الذریع،
ویجب التنویھ ان ھناك فئة من الشباب الذكور المبدع التي لا تجد أیضا طریقھا الى
سوق العمل والتوظیف بسبب المعوقات الموجودة.
في كثیر من الدول فإن الخروج من الحلقة
الفارغة التي یدور فیھا الاقتصاد لا تتم من خلال النوایا الحسنة، بل من خلال زیادة
الانتاجیة التي لا تتم إلا من خلال توظیف افضل للتكنولوجیا والعقول، وھذا المزیج
بالإضافة الى الدور المؤسساتي ھو سر النجاح في الدول التي توصف بالناجحة، في
الكثیر من الدول التي لا تحوز على الایدي العاملة الماھرة والمبدعة، یتم السماح
باستیرادھا من الخارج، في حالتنا الأردنیة النادرة، ما نحتاجھ ھو إعطاء الفرصة
لتلك الفئة التي تقدم لنا ما یدلل على تفوقھا، ولكن لأسباب عدیدة فإننا نختار ألا نوظفھا
بالشكل السلیم. القصة
لیست احتفالیة بالنجاح في الثانویة، ولا زیادة مساھمة المرأة في سوق العمل، بل یجب
متابعة فئة متفوقة من المجتمع، نفعل كل شيء لصقل موھبتھا، وفي مرحلة الاستفادة
والتوظیف تتلاشى لنحتفل بفوج جدید من الخریجین ویبقى غیر المتفوق یدبر شؤون المبدع.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو