السبت 2024-12-14 05:38 ص

فرّقهما الاحتلال (15) عاما و"زنزانة" جمعتهما بـ"لحظة"

12:37 م

رصد - لم يتوقع الأخوان الأسيران هيثم وأشرف جابر من بلدة حارس غرب سلفيت، أن القدر الذي فرقهما، سيكون هو نفسه الذي جمعهما، ليكون لقاؤهما الأول بعد 15 عاماً، خلف قضبان سجن الاحتلال، وكأن روح كل منهما عادت إلى جسده بعد انفصالها عنه.


صحيفة فلسطينية، التقت بعائلة الأسيرين هيثم وأشرف، لتكون مع والدتهما، والتي أخذت تتحدث بنبرة مختلطة ما بين الحزن والأمل قائلةً: 'لم أتوقع بيوم من الأيام أن أبنائي المحرومين من رؤية بعضهما منذ 15 عاماً، منذ اعتقال هيثم لتجمعهما زنزانة الاحتلال وهي من فرقتهما، وبابتسامة احتلت وجهها تواصل 'برغم الألم الذي أعيشه بسبب حرمان الاحتلال لأبنائي، إلا أنني فرحت عند سماعي الخبر، وبعد زيارتي لهم حدثوني عن الفرحة التي تغمرهما بعد لقائهما داخل سجون الاحتلال، ووضعهم بسجن النقب، بعد أن كان أشرف بسجن مجدو.

توقفت عن الحديث لدقائق، لتعود لمواصلة حديثها بتنهيدة شعرنا بلهيبها المحرق عن ابنها الأسير هيثم قائلة: 'لدي ستة أولاد وبنتين، هيثم أكبرهم وهو من مواليد 10-12-1974، له مكانة خاصة في قلبي، فهو أول فرحة لي، فكيف لا أحبه، أمسكت بصورته التي بين يديها وضمتها بقوة إلى صدرها، وانهمرت بالدموع التي أخذت تتساقط كحبات اللؤلؤ على وجنتيها'.

تركناها دون أن نطلب منها تكملة حديثها، فمسحت دموعها بطرف كمها، وأخذت تواصل حديثها بحسرة فراق فلذات أكبادها قائلة: 'عمر هيثم 42 عاماً، ذهب نصف عمره وهو في السجون، فتم اعتقاله ثلاث مرات، الأولى كانت بتاريخ 17-3-1991 وكان عمره 16 عاماً، تم الحكم عليه بسنتين ونصف، أما الإعتقال الثاني فتم الحكم عليه بخمس سنوات وكان بتاريخ 20-2-1995.

وبعد خروجه من السجن، اهتم هيثم بدراسته لإكمال تعليمه الجامعي، ومع كل هذا لم يمنع هيثم من مواصلة نضاله، فحبه لوطنه لا حدود له، فتمت مطاردته لمدة سنتين، وفي عام 2001 حاول الاحتلال اغتياله مرتين، ولكن القدر كان أقوى لبقائه على قيد الحياة'

ليأتي الاعتقال الثالث، حيث كان على مقاعد الدراسة في الفصل الدراسي الأخير في جامعة النجاح الوطنية، وكان بتاريخ 23/7 /2002 وتم الحكم عليه بالسجن 28 عاماً أمضى منها 15 عاماً خلف القضبان.

توقفت عن الحديث لتخونها دموعها مرة أخرى، وبصوت يكاد يخرج من بين شفتيها المتشققة تواصل: 'تم اعتقال هيثم دون معرفتنا، ليأتي الخبر من خلال الراديو عبر صوت إسرائيل، فكنت أستمع لنشرة الأخبار كالعادة، وإذا بالمذيع يتحدث عن اعتقال مطلوبين ومن بينهم كان هيثم، فلم أصدق ما سمعته وبدأت بالصراخ والبكاء إلى حين تأكدنا من صحة الخبر، سنتان ولم أره قبل اعتقاله إلا للحظات، لأنه كان يأتي لزيارتنا لدقائق كونه مطلوباً للاحتلال، ولم أحتضنه كما أريد، لأعيش في حسرة ولوعة على فراقه'.

وعن وضعه الصحي تواصل والدة هيثم بنبرة صوتها الحزين قائلة: 'أكثر ما يقلقني وضع هيثم الصحي فهو يعاني من عدة أمراض، ولا يوجد من يهتم به، وهناك تقصير من قبل إدارة السجون بهذا الجانب'.

صمتت عن مواصلة حديثها، دقائق وتعود لـ 'دنيا الوطن' لمتابعة حديثها بحسرة عن ابنها الأسير أشرف قائلة: 'عمره 40 عاماً، وهو من مواليد عام 26-1-1977، كان يعمل عاملاً بأحد المناجر، متزوج وله 3 أولاد و3 بنات أكبرهم عمره 11 سنة، تم اعتقاله وهو غائب عن الوعي بعد أن قاموا بضربه أمام عائلته من منزله بتاريخ 17-7 2017، بتهمة التحريض حسب إدعاءاتهم، وتم الحكم عليه بـ 9 شهور، و2000 شيكل غرامة.

وتكمل بتنهيدة لم أتخيل بيوم من الأيام، أن هيثم وأشرف سيلتقيان للمرة الأولى داخل سجون الأحتلال، وهما أسيران بعد 15 عاماً من منع إدارة السجون السماح لأشرف بزيارة أخيه هيثم، ولكنهما إلتقيا.

وبحسرة تواصل حديثها، عما أصاب باقي أبنائها من الاحتلال الإسرائيلي، لتقول بلوعة وصبر: 'الاحتلال أذاقني جميع أنواع القهر والحسرة على أبنائي، فمعظمهم تم اعتقاله، ابني ضرار تم اعتقاله عام 2006 وتم الحكم عليه لمدة شهر، أما علي فتم اعتقاله عام 2011 وتم حكمه لمدة شهر، وبلال فحكايته تختلف عن إخوانه الأسرى، فقد أصيب عام 27-10-2000 أثناء تواجده على المدخل الشرقي للبلدة، بالقرب من مستوطنة (ارائيل)، وكانت إصابته بعيار ناري في ظهره، وكانت خطيرة، حيث كان في موت سريري لمدة شهرين إلى حين تحسن وضعه الصحي لينتهي به المطاف بعجز نسبته 80%، وما زالت شظايا الرصاصة بجسده لغاية اليوم، وما بين همه وبعد أبنائي عني، حياتي ألم وحسرة.

وبتنهيدة طويلة تكمل والده الأسيرين هيثم وأشرف حديثها بمطالبها للمسؤولين: 'يجب أن يكون هناك اهتمام من قبل المسؤولين بقضية الأسرى، وأن يكون هناك فعاليات باستمرار دعماً لقضيتهم من أجل نيل حريتهم، ليبقى أملي بالله بتحرير كافة الأسرى خارج قضبان السجن، وأن أفرح بتحرير أبنائي، وأفرح في هيثم وأحتضن أطفاله قبل أن تخرج الروح لباريها'.



gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة