الأحد 2024-12-15 05:57 ص

فيس بوك

08:56 ص

نحن مثلما نحتاج إلى منع الطخ في الأعراس , عبر فرض قوانين رادعة ..نحتاج إلى منع الطخ في الفيس بوك أيضا , ..نعم هناك نوع اخر من الطخ عبر الفيس بوك , فحين يجلس أحدهم خلف شاشة ويبدأ بنهش الناس ...ويمارس بطولات كرتونية , عبر الشتم ..وأحيانا يتحصن باسم مستعار ..وأحيانا يرمي إتهامات دون رقيب أو حسيب , علينا أن نفكر في عقوبات رادعة ...فقذف الناس في كراماتهم لايختلف عن طلقة طائشة , تقتل أو تدمي .

ناصر جودة لن يكون الضحية الأولى , ولن يكون الأخيرة ...من ضحايا الفيس بوك فالقصة هذه المرة ليست نقدا للأداء , وليست ..تعليقات مشروعة على تعيينات الوزارة ...هي أقسى من ذلك بكثير , إتهام بتحرش لرجل يملك أولادا ...الأكبر طارق الذي يتلقى تعليمه في جامعات الغرب , ويملك أيضا صبية في عمر الورد ...ألم يفكر اصحاب المراجل (الفيسبوكية) ...بأبناء مسؤول في الدولة ,ألم يفكروا بشعورهم ووالدهم ينهش صباح مساء ؟...ألم يفكر منتجو الكره والضغينة بوالدته السبعينية ...التي تداري خطواتها بفعل العمر , أو بوالد ...أتعبته الأيام .
نحن اصبحنا حتى في النقد شرسين , وكنا ذات فترة ..حين يدهس أحدهم رجلا بطريق الخطأ , عبر فنجان قهوة نسقط الحقوق , ونقول :- إنه القضاء والقدر ..والان صارت المراجل شتم , وعربدة ..وإمتهان وتجريح , والأردني لم يكن كذلك الأردني لايختبىء خلف صفحات التواصل , الأردني حر وجريء ..هم الجبناء وحدهم من يفعلون ذلك , هم الذين لايجدون مساحات من الإحترام ولديهم نقص في الشخصية , من يختبئون خلف الفيس ..وينفثون بسواد النفس عبر كلمات ورجم ...
أنا لا أكتب عن جودة أكتب عن نفسي أيضا, فقد سجنت بفعل حملات – الله يعلم وحده كم أدمت قلبي - ...والله وحده يعلم , كم تناقل البعض كلاما , وأوسعوني ..كل اشكال الكلام المنحط ...والمشكلة , أنك تحتار في اسمائهم الوهمية , وتحتار في حجم السواد الذي تحمله القلوب .
قصة جودة , تحتاج منا أن نفعل ادوات الرقابة , وأنا لا أقصد الحديث السياسي أو المتعلق بالحريات , أو حالات التنفيس التي يمارسها المواطن ...ولكن مصر إحتاطت لذلك الأمر وأسست وحدة مختصة بالفيس ...تطال كل من يدعي وكل من يغتال الشخصية , وكل من يجرح في كرامات الناس ...وعلينا نحن أن نفعل مؤسساتنا الرقابية في هذا الجانب , فلقد صرت أخجل من النزول للمدعي العام كي اسجل قضية في شخص شتمني عبر إسم وهمي ...وناصر جودة هو إبن شرعي للدولة , ومن واجبات الدولة أن تحمي أبناءها , وتحمي العاملين فيها ...وتحمي مؤسساتها , وأجزم أن الخلل يكمن ..في تراخي الدولة , خوفا من مسألة الحريات علما بأن الحرية , لم تكن بطولة يمارسها مهووس على الفيس .
القصة تستحق منا إعادة النظر في التشريعات , فالذين حرفوا واتهموا وفسروا الخبر هم مدمنو الفيس بوك وحدهم .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة