كما في اسطورة «قلقاش» الآشورية – البابلية، فإن إلاهاً قديماً أحب بشرية فاستولدها ابن فيه من قوى أبيه، لكنه يموت.. كما تموت أمه، وقد حاول هذا الانسان – الظاهرة، بقواه الخارقة ان يتجاوز إرث امه، فيخلد ولا يموت، وذلك بمصارعة القوى الشريرة، والوحوش، والطغاة، لكنه بعد كل معاركه اكتشف ان خلوده، هو خلوده بمجتمعه، بمدينته ودولته، فبنى سوراً عظيماً حولها ليصنع أمن واستقرار وسعادة شعبه.
جاء المسيح عيسى الناصري في الزمن المضطرب الصعب برسالة المحبة ليخرج – خاصة اليهود – من قمقم الانغلاق، ورفض الآخر واحتقاره، ونفاق قوى قيصر، لكن «خاصته رفضته» ورفضت «دعوته»، فاتجه الى «الامم»، فالمسيح كان يؤمن بان العالم كله هو «خاصته»، مثلما رفض «مملكة اليهود» بقوله: مملكتي ليست من هذا العالم، فقُتل، ودُفن، وبُعث في اليوم الثالث، وهو العيد اليوم، وانهار «الهيكل» وسلام عليه.
لست من جماعة النشاط الديني، وتركت لابنائي حرية المعتقد حين يكبرون، فلم أعمدهم اطفالاً، وبعد سنوات قَبِلَ واحد فقط العمّاد المسيحي بالماء والروح وبقي الآخر، حراً، لكنني لي يقيني بعالم المحبة والسلام، وقبول الآخر، ومحبته كنفسي.
وبهذا اليقين آمنت بان الدين وسيلة لتشريف الحياة وليس العكس، وبانه اخلاق البشر الرفيعة، وبانه الدين ذاته من زمن الاسطورة الى الزمن الاخير، زمن محمد بن عبدالله، وخرج اليهود من هذه المعادلة وبقوا كما كانوا في القمقم، برفض الآخر واحتقاره، بتحويل المكان والروح الى غيتو، وكما اقام بطل الاسطورة سوراً ليحمي مدينته ومجتمعه، فإن الصهيونية اقامت سوراً ليعزلها عن العالم ولتبقى تعيش متطفلة عليه مبتزة له.
في يوم قيامة السيد، نشعر اكثر من اي وقت انه ناصري، من الناصرة، وانه لو جاء الى هذا العالم لجاء فلسطينياً اردنياً، ولطرد الذين حولوا بيت الله الى سوق للتجارة البخسة، ولهدم الهيكل، كما هدمه قبل الفي عام.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو