هالنا واوجعنا ما قرأناه وشاهدناه على أجهزة التواصل الاجتماعي، في موضوعة «الطوشة» التي حدثت واستطاع رئيس مجلس النواب بحنكته انهاءها بسرعة ولكننا حرصاً على تجربتنا الديمقراطية، وعلى مجلسنا النيابي من تكرار «الطوشة» ونحن أمام قوانين غاية في الأهمية كقانون الموازنة العامة لعام 2015، وقانون ضريبة الدخل وقانون البلديات واللامركزية.. ثم وبعد ذلك قانون الانتخاب النيابي.
.. قبل ألفين وخمسمائة سنة علمنا آباء الديمقراطية الاولى في اثينا، قاعدة ثابتة لفيثاغوروس صاحب النظرية الهندسية المعروفة تقول: «النقاش العاطفي ينتج العداء، والنقاش السياسي الذي عرفه بالديالكتيك.. ينتج الحقيقة».
وطيلة هذه المدة الزمنية المغرقة في التاريخ بقيت القاعدة صحيحة. وكان النقاش الذي سبق وتبع الثورة الفرنسية مهلكاً انتج المقصلة، ومجاعات المدن، والفوضى حتى استقرت بعد حروب نابليون.. وبداية انتصارات الثورة الاميركية.
كل نقاشاتنا، مع الاسف الشديد، محكومة بالعاطفة وما عليك في اي مجتمع الا ان تراقب ميزان الحدة الكلامية لدى ظهور معارضة كلامية ولو في اقل الامور شأنا، و»الطوشة» حاضرة، لاننا نستبدل السياسة والحكمة والهدوء بالعاطفة.. فيكون العداء بدل الحقيقة، والتنافر بدل الانسجام، والصراع بدل التوافق والانجاز.
- لماذا نثير غضب سيدات المجلس النيابي وندفعهن الى مغادرة القاعة والجلوس في شرفات الزوار؟ وهل «الكوتا» وهي الترتيب الرفيع والدعوة الرقيقة الوطنية لمشاركة المرأة في العمل العام.. هل هي معرّة وعيب؟!. ثم من هو المبادر الى تجربة «الكوتا» غير الملك لنتعرض الى من كان «وراءها»؟!.
لو كنا نناقش قضايانا بالسياسة والحكمة والعقل - الديالكتيك - لوفرنا «طوشة» اخذت من العمل البرلماني يوما كاملا، ويعلم الله انها ستأخذ اكثر من ذلك لدى اي احتكاك مقبل، وما علينا الا ان نعود الى قراءة الاباء الديمقراطيين قبل الفين ونصف في اثينا. او نعود الى رؤية ما يجري في سوريا والعراق ولبنان وليبيا، فليس هذه الحروب حروب الفكر والعقيدة، وليست حروب السنّة والشيعة وليست حروب الدين واللا دين وانما هو التخلف في الخطاب العام، وفي الحكم، وفي لغة الخلاف، فالكلام العاطفي ينتهي الى العداء وخطاب السياسة - الديكالتيك - ينتهي الى..الحقيقة.
نظامنا السياسي، منذ التأسيس قبل مائة عام قام على الوسطية، والخطاب السياسي المعتدل، ومحاولة احتواء الآخر وليس قمعه، وقد حصدنا ثمرة هذا النظام.. فالاردن القوي المزدهر لا علاقة له بالمصادر الطبيعية، او الثروات المعدنية، او الزراعة والماء والسهول الخصبة، وانما هو قوي ومزدهر بالحكم العاقل الراشد، والخطاب السياسي الرفيع، والخلق العظيم.
الديمقراطية ليست الانتخابات النزيهة والمجالس التمثيلية، وحرية الكلام، وانما هي كل هذا الى جانب الحكمة والعقل والسياسة.. وغير ذلك فكلام في كلام!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو