الخميس 2024-11-14 12:12 م

قرصتني نحلة

08:25 ص

قبل أن اتعرّض للسعتها، كنتُ أحنّ عليها وأعطف عليها، وبالطبع أحبّها أكثر من سواها. بل إنني «بالغتُ» في مودّتها، ولم أنظر اليها كباقي» الحشرات». رغم أنها في القواميس وفي التصنيفات تُعد «حشرة».

لكن، القلب وما يريد. والمُحب يرى بقلبه لا بعينه.
هذه قصتي مع» النّحْلَة» التي أشفقتُ عليها عندما وقعت عيني عليها ذات صباح «بارد».ظننتُها «قد فارقت الحياة» بفعل «برودة الليل»..
كانت قد «انبطحت» على درجات السلّم مثل أي «ضحيّة».
تعاملتُ معها بـ»حِنّيّة». وتناولتُ «منديلاً «وغطّيتُها.وما ان تناولتُها حتى «قرصتني» باصبعي»/ الإبهام. قلت: خيرا ً تعمل، شرّا تلقى. هو انا ناقصك انت كمان؟
عدتُ الى البيت، وطلبتُ من زوجتي «سِنّ ثومة» وفركتُ موضع «اللسعة» كما علّمني المرحوم والدي.
تذكّرتُ تجاربي مع «النّحل» ومع « الدبابير».
ففي المرحلة الثانوية، شاركتُ في «معسكرات الحسين» وجاء توزيعي وابناء مدرستي في « مدرسة الربّة» بالكرك، وهناك تعلمنا فيما تعلمنا كيفية «فرز» العسل من «بيوت النحل». ويومها تحاشينا لسعات النحل بارتداء»الملابس الواقية التي تشبه «بدلات روّاد الفضاء». وكانت تجربة جيّدة و من دون «لدغات».. طبعا (مش بشطارتي» ولكن لأنني التزمتُ بتعليمات المشرفين علينا).
امّا «اشدّ» اللسعات التي تعرضتُ اليها فكانت من «الدبابير».
فقد «تحرّشتُ» بها وهو عادة ما افعله، وكان ذلك قرب «سيل /الرصيفة».والقيتُ عليها حجارة من بعيد. فقام «سِربٌ» منها بمهاجمتي ولسعي في وجهي ورأسي واماكن أُخرى، فتحوّلتُ الى « كائن ورْمان».احتجتُ الى «وصفات» علاجية حتى عدتُ الى «وضعي الطبيعي».
وعندما اخبرتُ اصدقائي بما تعرضتُ له من صديقتي «النحلة»، قالوا: انت محظوظ؛ لأن لسعة النحلة» مفيدة».
فهي»تقيك» من «امراض الشتاء، كالانفلوانزا وغيرها.
كما تؤدي هذه «اللدغة»: إلى تنشيط الدورة الدموية والزيادة في عدد كريات الدم الحمراء؛ ما يعطي أثراً في نشاط الجسم وحيويته، ويصبح الجلد أكثر قدرة على مقاومةً البكتيريا.
الآن، بدأتُ اشعر بالتحسّن في صحّتي..
مزيداً من «اللسعات»، أيتها «النحلة « .. العزيزة!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة