الأحد 2024-12-15 06:17 ص

قطر الجري مع الأرانب والصيد مع الكلاب!

09:24 ص

الوكيل- فيما بدأ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أول زيارة رسمية له للمملكة المتحدة، الأسبوع الجاري، يلتقي اليوم تحديداً بالملكة إليزابيث، على أن يتناول الغداء مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون.


وفي هذه الزيارة، يعيد التاريخ نفسه، فمنذ أربع سنوات، زار بريطانيا حاكم قطر حينها، حمد بن خليفة آل ثاني، راكباً عربة تجرها الجياد عبر الشوارع إلى قصر ويندسور، حيث استضافته ملكة ودوق إدينبورغ إلى جانب قرينته موزة، على مدى 3 أيام، فيما كان الأمير تشارلز في زيارة رسمية لقطر العام الجاري، بحسب صحيفة (ديلي ميل)البريطانية.

متشددة ضد الديموقراطية
إلا أن هؤلاء الأصدقاء القطريين لعناصر الملكية البريطانية، لا يولون اهتماماً بما اعتبرته الصحيفة (ديمقراطية بريطانيا وإرثها من حرية التعبير)، حيث أنهم يحكمون قبضتهم على (دولة إسلامية متشددة)في بلادهم، ويمارسون تطبيقاً متشدداً للشريعة.

كما تشير الدلائل إلى أن هؤلاء (الأصدقاء) يغضون الطرف عن تمويل الإرهاب، لا سيما تنظيم داعش ، المسؤول عن قتل العديدين، ومن ضمنهم الرهينتين البريطانيتين آلان هانينغ وديفيد هاينز، بينما يفترض أن قطر ضمن (حلفاء) الدول الغربية والعربية المنضمة للقتال ضد داعش، بحسب (ديلي ميل).

منتجع للإرهاب
وبناءً على هذه التصرفات المتناقضة، يعتبر العديد من الأصوات الرائدة، في المملكة المتحدة و الولايات المتحدة وحتى الشرق الأوسط أن قطر دولة (منافقة)، كما تعتبر (منتجعاً) للإرهابيين، نظراً للعديد الكبير للشخصيات (المريبة) المقيمة في نعيم على أراضيها، على حد تعبير الصحيفة، ومن تلك الشخصيات قيادات تنظيم الإخوان، الذي لطالما لاقى الدعم من الدوحة.

وللتحقق من هذه (الاتهامات)الموجهة لقطر بنفسه، قرر الصحافي بديلي ميل، أندرو مالون، السفر للدوحة وتقصي الوقائع، وهناك عثر على الكثير من المتناقضات، في هذه الدولة التي تعتزم استضافة كأس العالم 2022.

استعباد من أجل كأس العالم
فبينما انتشرت سيارات فيراري وبورشه وبنتلي على جانبي الكورنيش، كان العمال يكدحون تحت أشعة الشمس الحارقة، حيث يجبرون على تسليم جوازات سفيرهم لكفيلهم في البلاد، ويحرمون من أي حقوق قانونية، وهو نوع من الاستعباد في كل شيء، إلا الاسم، على حد تعبير مالون.

وأشار الصحفي إلى أن هؤلاء يعملون على مدار الساعة لبناء فنادق فخمة وناطحات سحاب وأنظمة مرورية تحتية مكيفة، سعياً لتحسين الظروف لاستقبال اللاعبين الدوليين ومعجبيهم في كأس 2022.

المكتب السياسي الوحيد لطالبان
إلا أن أهم ما في الموضوع، هو وجود بعض البنايات التي تسعى الدوحة لإبقائها سراً، ومن ضمنها مبنى يقع في موقع دبلوماسي في منطقة (الخليج الغربي) ويعتبر المكتب السياسي الوحيد، في أي مكان في العالم، التابع لطالبان، حليفة تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان.

ويخضع هذا المكتب لحماية على مدار 24 ساعة يومياً، من قبل الشرطة السرية، وعند زيارة مالون للمكان، أخبره بعض السكان أن المتطرفين غادروا منذ بضعة أشهر، وأن وجهتهم غير معروفة.

إلا أن شرطياً لاحظ وجود مالون وطلب أوراق تعريفه، وعندما لم يعطه شيئاً سوى رخصة قيادته، طلب منه ألا يتحرك، قائلاً: (معي مسدس!) ، وما هي إلا ثوان حتى تقدم شرطيان آخران، وحذرا مالون من أنه مخالف للقانون، إذ يجب حمل الأجنبي لجواز سفره أينما ذهب في البلاد، واستمر الوضع هكذا لبعض الوقت، ثم أطلق سراح مالون أخيراً.

احتجاز واستجواب بدون أدلة
ويشير مالون إلى اختفاء باحثين بريطانيين خلال رحلة لهما للتحقق من ظروف العمال المهاجرين في قطر، واكتشف لاحقاً أنهما احتجزا من قبل الشرطة التي استجوبتهما بتهمة (خرق بنود قوانين قطر)، وأطلق سراحهما أخيراً بعد 9 أيام.

وليس هذا الأمر جديداً على قطر، بحسب الصحيفة، حيث تشير منظمات حقوقية إلى أن قطر تكرر مثل هذه الأفعال كثيراً، عبر احتجاز العديدين في سجون انفرادية لأسابيع، أو حتى أشهر، بدون تهم أو محاكمة، حيث يتعرضون لضغوط ومعاملة سيئة من قبل الشرطة.

ومع ذلك، حين يتعلق الأمر بالإرهابيين، يبدو أن الدوحة متساهلة وتنتهج أسلوباً مختلفاً.

تساهل واستضافة للإرهابيين
ومن الإرهابيين المقيمين في قطر، عبدالرحمن عمير النعيمي، الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه ممول للإرهاب للقاعدة ، إلى جانب شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، الذي أصدر فتوى شرعية بجواز الهجمات الانتحارية ضد الكفرة ، ومنع من دخول أمريكا منذ 1999.

ويقول العضو في (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات)، الدكتور ديفيد وينبيرغ، إن مدى دعم قطر مادياً للإرهابيين أمر يبعث على الدهشة مضيفاً أن الدوحة هي المصدر الأول للتبرعات الخاصة لتنظيم داعش، وغيره من المتطرفين في العراق وسوريا

وأصدر وينبيرغ تقريراً ذكر فيه أن عضواً من العائلة القطرية المالكة، وزير الداخلية السابق، عبدالله بن خالد آل ثاني، قدم دعماً لعناصر من القاعدة، بما في ذلك العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر(أيلول)،2001، خالد شيخ محمد.

حصانة وأسلحة ومناصب عالية
وفي المجمل، يوجد على الأقل 20 شخصاً على درجة خطورة عالية في عالم الإرهاب مقيم ويعمل ضامناً الحصانة في قطر، كما يشغل بعض هؤلاء مناصب عالية في الحكومة القطرية.

كما تتهم قطر بتقديم أسلحة للإرهابيين الذين يسببون فوضى كبيرة اليوم في العاصمة الليبية طرابلس، ومن ضمنهم جماعة 'أنصار الشريعة'.

وفي خضم ذلك، تستمر قطر في تقديم استثمارات ذات قيمة عالية للغرب، فلماذا تلعب هذه اللعبة المزدوجة؟ ولماذا يجاريها الغرب فيها؟، تتساءل 'ديلي ميل.

أسباب الأجندة المزدوجة
وتشير الصحيفة إلى أن أحد الأسباب ربما هو أنه بدعمها من يدعون أنهم (إسلاميون)، من أمثال تنظيم داعش، تحصل الدوحة على دعم داخلي، يضمن بقاء الحكومة.

إلى جانب ذلك، تتمكن الدوحة بدعمها لداعش هذا من إبقاء التنظيم الإرهابي بعيداً عن حدودها، فلن يهاجم من يدعمه مادياً.

وفي الوقت نفسه، تريد قطر الاستمتاع بـ (مالها الجديد)، وهي مضطرة بالتالي للاعتماد على الغرب لاستمرار تدفق الدولارات مقابل البترول.

لهذا السبب، تبقي قطر على علاقتها مع الغرب، ولهذا السبب انضمت للتحالف الدولي ضد داعش، ولكن فقط عبر (إمداد معلومات عبر طائرات مراقبة لمواقع الإرهابيين)

شريك اقتصادي ولكن...
وبانتهاجها هذه السياسة المزدوجة، ليس من الغريب إذاً ارتفاع الذعر في لندن وواشنطن وعدد من العواصم الأوروبية بخصوص سلوك قطر، حيث يقول النائب البرلماني البريطاني، ستيف باركلي: بينما تعد قطر شريكاً تجارياً هاماً للملكة المتحدة، لا يجب أن يمنعنا ذلك من التعريف بأولئك المرتبطين بتمويل الإرهاب

وقال وزير خارجية حزب المحافظين البريطاني، السير مالكولم ريفكيند، إن (اللقاء بين أمير قطر وكاميرون سيكون فرصة رائعة لكي نعلم القطريين أنه لا يمكن لهم (الجري مع الأرانب والصيد مع كلاب في نفس الوقت)

ونادى آخرون بمقاطعة قطاعات الأعمال التي تملكها قطر، ومن ضمنها (هارودز وشارد)، الذي يستضيف الفرع البريطاني لقناة الجزيرة، الذراع الإعلامية للترويج لقطر وسياساتها.
عن 24 الاماراتية.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة