الوكيل - في ظل الأعمار القصيرة نسبياً للحكومات فليس هناك كتّاب للحكومات إلا من كان مؤمناً بسياسة أي حكومة، أو تربطه علاقة صداقة مع أي رئيس، أو يكون على قناعة بأن هذه الحكومة أو تلك يجب أن تعطى الفرصة والدعم سواء قناعة بسياستها أو تقديراً للمرحلة وظروفها، ومن ارتبط بحكومة ما من أصحاب الرأي فإنه قد يضطر لموقف مغاير مع حكومة أخرى، لكن من يقف إلى جانب كل الحكومات فإنه بالضرورة يقف مع السياسة العامة للدولة بغض النظر عن شخص الرئيس وطاقم كل حكومة وبرنامجها.
وفي زمن إعادة بناء المفاهيم والأدوار وحتى المضامين فإن الكتاب والإعلاميين المحسوبين على الدولة والمؤمنين بخطها السياسي وقراراتها، والذين يحملون القناعة يجب أن لا يقترن حضورهم بالتسويق والتبرير والمديح والدفاع عن كل شيء وإغماض العيون عن قضايا تشغل المجتمع ويتحدث فيها الجميع إلا الإعلام والإعلاميين المحسوبين على الدولة.
وكتاب الدولة وإعلاميوها ليسوا أدوات لتسويق أشخاص أو حكومات تتعاقب وتذهب سريعاً وتذهب معها صورة هذا الإعلامي ومصداقيته، وهنا لا أتحدث عن المواقف المفصلية والأساسية للدولة بل عن القضايا الخلافية والإجتهادات التي تتبناها حكومة ما وتكون عرضة للتغير أو تكون مجالاً لإثارة الأجواء السلبية لا يجوز أن يكون مفهوم كتّاب الدولة وإعلامييها وكأنهم للدفاع المطلق والتسويق والتبرير، بينما تحت ذات الأجواء والظروف السياسية والتشريعات تكون مساحات التعبير والسقوف لزملاء آخرين، ثم يتم تقريب أصحاب السقوف والإشادة بقدراتهم وشجاعتهم ، بل وتوفير معلومات خاصة لهم وأعطائهم فرص التواصل المعلوم وغير المعلوم، مع أن ذات الظروف لو أتيحت لآخرين لكانوا أصحاب تأثير.
كتّاب الدولة ليسوا معارضة، والأصل أنهم يحملون القناعة بثوابت الدولة وسياستها، ومؤمنين بفكرة الدولة، يقفون إلى جانبها في كل الظروف، لكنهم يملكون هامشاً من التفكير والتعبير الذي يحافظ لهم على الحضور ويبني لهم مصداقية، ويقدمهم للجمهور كأصحاب رأي، وليست الدول فقط لديها كتاب وإعلاميون يدافعون عنها، فالأحزاب والجماعات ومجموعات الأموال وشلل السياسة والجغرافيا لديهم كتّاب وإعلاميون إما من المؤمنين بخطهم السياسي أو ممن يحملون ذات القناعات، وأحياناً تكون المصالح قاسماً مشتركاً بما فيها المصالح الخاصة، ولهذا فوجود كتّاب للدولة - أي دولة – يقدمون مواقفها ويسوقونها ويدافعون عن مصالحها أمر طبيعي وليس تجاوزاً لأي أعراف، بل أن من يقف إلى جانب دولته عن قناعة يستحق التقدير بينما من يبرر أو يسوق لأي شخص أو جهة مقابل مصلحة ذاتية هو من يقف خارج خندق النزاهة.
كتّاب الدولة وإعلاميوها ممن يمارسون قناعاتهم جزء من العملية السياسية، لكن هذه الفئة من الإعلاميين من حقها أن تختلف مع قرارات أو تقف موقفاً ناقداً بشكل موضوعي لأي ممارسة من أي مسؤول، ومن واجبهم تقديم النصيحة للدولة والحكومات والمسؤولين، ومن الواجب أن يكون الصدر واسعاً لهذه النصيحة ما دامت دون دوافع انتهازية وتمارس بموضوعية، وبناء على معلومة، لأنه لا يجوز إعطاء هذه الحقوق لزملاء في وسائل الإعلام مماثلة بينما من هو قريب عليه الهروب من القضايا التي تشغل الناس إلى شتم الإحتلال والإستيطان، أو إقتصار دوره على التسويق فقط، مع أن التسويق لمواقف الدولة بناء على قناعات ومنطق عمل مشرف مثلما يسوّق أهل كل حزب أو تجمع أو مصلحة لما ينتمون إليه.
الدولة تصنع إعلامييها وأقلامها ليكونوا خط دفاع عنها، ولبناء علاقة بين الناس والجهات الرسمية، تصنعهم للبقاء وليس للإستعمال، والبقاء يعني الحضور والتأثير والمصداقية، فليس المهم أن يكتب الكاتب أو يتحدث الإعلامي بل العبرة بالتأثير والمصداقية والإستمرار.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو