الأحد 2024-12-15 05:57 ص

كيري والحل الوسط

12:36 م

يبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يسجل نجاحاً ما وأن لديه خطة (عملية) لحل الصراع العربي الإسرائيلي. ليس أدل على ذلك من أن مسعاه يتعرض للهجوم والرفض من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، الأمر الذي يدل على أن ما عند كيري هو حل وسط، يعطي كل طرف شيئاً هاماً ويطلب منه أن يقدم تنازلاً هامأً.

الحل الوسط الذي يأتي بالتفاوض يعني أن ايـّا من الطرفين لن يحصل على كل ما يريده، لأن ما يريده أحد الاطراف هو ما يرفضه الطرف الآخر. وفي مقابل حصول طرف على مكسب ما عليه أن يقدم تنازلاً في المقابل.
من يستمع إلى الجانب الإسرائيلي يفهم أن حكومة إسرائيل تريد حلاً يمكنـّها من ابتلاع الضفة الغربية أو أكبر جزء ممكن منها، والتخلص من معضلتها الديمغرافية وهذا ما يرفضه الفلسطينيون.
ومن يستمع إلى الجانب الفلسطيني يفهم أن المطلوب هو دولة فلسطينة كاملة السيادة على كل أراضي الضفة والقطاع عاصمتها القدس، مقرونة بحق العودة وتفكيك المستوطنات، وهذا ما ترفضه إسرائيل.
الحلول الوسط لا تلبي كل مطالب هذا الطرف أو ذاك، أما الذين يريدون حلاً كاسحأً بحيث يفرض أحد الطرفين شروطه على الطرف الآخر فعليهم أن يعرفوا أن هذا يتطلب حرباً تنتهي بمنتصر يفرض شروطه، ومهزوم يوقـّع على وثيقة يعدها الطرف المنتصر.
الحل الكاسح لا يمكن تحقيقه سلمياً وعن طريق المفاوضات، وليس خياراً متاحاً لأي من الطرفين. وعلى أي حال فإن كيري لا يمكن أن يقدم حلاً كاسحأً يقبله طرف واحد ويرفضه الطرف الثاني؟ الحل المنتظر من كيري هو خلطة من المكاسب والتنازلات، فيها بعض ما يطلبه كل طرف وفيها بعض ما يرفضه كل طرف. أما الموافقة فلا يعلنها أحد لأنه يعتبرها تحصيل حاصل ، وأما الرفض فهو ما نسمعه من الطرفين، ربما لتحسين مواقفهم التفاوضية.
تعب الرأي العام العربي من عبارة الفرصة الاخيرة، إذ اتضح أنه بعد كل فرصة ضائعة تاتي فرصة أخرى، كل ما هنالك أن الفرصة في كل مرة تكون أسوأ من الفرصة التي ُرفضت سابقاً وأصبحت مطلباً بعد ذلك.
إسرائيل لا تريد تدخلاً أميركياً أو دولياً، وتفضل المفاوضات المباشرة بين الذئب والحمل!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة