السبت 2024-11-23 23:59 م

«لافروف » في عمان .. توقيت مهم

07:29 ص

لان روسيا اصبحت صاحبة اليد الطولى في الازمة السورية ، وهذا هو الواقع الذي تعترف به القوى الدولية والاقليمية ، فان زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف الى عمان في هذه الايام تكتسب اهمية كبيرة على صعيد الاوضاع في سوريا ، خصوصا وان كافة الاطراف باتت تتموضع خلف الحل السياسي كمسار وحيد واجباري بعد ان تم تجريب كافة الحلول العسكرية والامنية والتدخل مباشرة وبالوكالة ومن كافة الاطراف ولم يتم الحسم لاي طرف من اطراف الصراع خلال السنوات الماضية.


الحل السياسي الذي يسعى اليه الجميع في هذه المرحلة نادي به الاردن منذ الايام الاولى للازمة ، وكلما امتدت الازمة اكثر وازداد تعقيدها كان الاردن يصر اكثرعلى هذا الحل بل يزداد قناعة انه الحل الوحيد الذي لا بد من العودة اليه في اخر المطاف وهو ما يحدث الان بعد ان انهكت كافة الاطراف المنخرطة في الصراع ولن يكون بامكان اي طرف منها سحق الاخر واخراجة من الساحة مهزوما اذ ان المجريات والواقع الذي خلفته سنوات الازمة الست الماضية تجعل من الاستحالة عودة سوريا الى ما كانت عليه قبل اندلاع الازمة في اذار من العام 2011 والتي تحولت سريعا الى حرب اهلية مفتوحة وتدخلات واسعة وايضا اصبحت رقعة واسعة من الاراضي السورية اوكارا للارهاب بكافة اشكاله وصوره.

في ايلول العام 2015 فرضت روسيا نفسها لاعبا رئيسيا على الساحة السورية بعد ان تدخلت عسكريا لصالح النظام ، وعدلت الكفة العسكرية لصالحه بعد ان كان في وضع صعب في تلك الايام ، كما ان موسكو استخدمت الفيتو لاكثر من سبع مرات حيال الازمة السورية في مجلس الامن الدولي ، وعطلت على مختلف المراحل اي امكانية لاي تدخل دولي في سوريا ، في وقت كانت فيه ادارة الرئيس السابق باراك اوباما تمارس سياسة انسحابية من الملف السوري وحتى من المنطقة برمتها فكان ان ملأت موسكو هذا الفراغ بشكل سريع ومؤثر ما اسهم في خلق واقع عسكري وسياسي جديد على الساحة السورية مختلف تماما عن الواقع الذي ساد في السنوات الثلاثة الاولى للازمة والتي كانت فيها كفة القوى المناهضة للنظام السوري دوليا واقليميا اكثر تأثيرا في مسار الازمة انذاك.

ومع كل هذه التطورات والتقلبات في الازمة السورية ، الا ان الاردن حافظ على علاقات عمل وتنسيق وثيقة مع كل من روسيا والولايات المتحدة ومختلف القوى المؤثرة في سوريا ، كما ابقى العلاقة قائمة مع الدولة السورية بابقاء السفارة الاردنية في دمشق مفتوحة كما هي السفارة السورية في عمان ، كما حافظ على الامن الوطني والمصالح الاردنية وحماية الحدود الاردنية بجهود جبارة وكفوءة قام بها الجيش العربي والاجهزة الامنية على خط حدود يزيد عن 370كليو متر مع سوريا في ظل موجات كبيرة من اللاجئين وصلت الى اكثر من مليون ونصف لاجئ سوري الى الاردن منهم اليوم مليون وثلاثمائة الف على الاردن.

الموقف الاردني المدروس بعناية والذي ثبت صوابيته ازاء الحل في سوريا ، مكن الاردن من العمل بثقة مع موسكو ، كما كان ولازال الاردن في مقدمة الصفوف في التحالف الدولي ضد الارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة وتوشك معركته من النهاية في كل من العراق وسوريا. وفي هذه الايام المفصلية حيال الازمة السورية ياتي اللقاء الاردني الروسي في عمان بزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لتعزيز مسار الحل السياسي في سوريا وضمان المصالح الاردنية في وقت كانت فيه عمان طرفا اساسيا في اتفاقية خفض التوتر في جنوب غرب سوريا الى جانب الولايات المتحدة وروسيا والتي دخلت مرحلة مهمة قبل هذه الزيارة بانشاء مركز الاشراف والمراقبة لهذه المنطقة في عمان بحضور اردني وروسي واميركي وعلى ان تكون هذه المنطقة خطوة اساسية لتثبيت وقف اطلاق النار في سوريا كلها باكتمال المنطقة الرابعة في ادلب قريبا بعد منطقتي الغوطة الشرقية وحمص ولتكون كل هذه المناطق بمثابة بيئة تمهد للحل السياسي واساسا للانطلاق منه خلال الفترة القريبة المقبلة.

كل مستجدات الازمة السورية على طاولة البحث الاردنية الروسية في عمان ، لاسيما وان توقيت هذه الزيارة مهم في وقت تقترب فيه جولة سادسة غاية في الاهمية لمسار استانا من الثالث عشر الى الخامس عشر من الشهر الجاري لتعقبها جولة ثامنة اكثر اهمية لمسار جنيف الشهر المقبل في وقت تكون فيه معركة الارهاب قد حسمت بهزيمة داعش في سوريا والعراق ايضا ، ومناطق خفض التوتر الاربعة تكون قد اكتملت ، وتكون ايضا كافة القوى الاقليمية والدولية قد وضعت اخر اللمسات على مواقفها بما فيها المعارضة السورية لمقاربة واقع الازمة الجديد بشقيه السياسي والعسكري لامكانية ان تكون سوريا الجديدة ممكنة لاول مرة منذ اندلاع الازمة قبل اكثر من ست سنوات.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة