الأحد 2024-12-15 17:38 م

لا تأثيرات متوقعة من تدمير كيماوي سورية على الأردن

10:51 م

الوكيل - أكدت نائب رئيس منظمة حظر السلاح الكيماوي جريس اسيروثام، أن المنظمة تحققت من 'التدمير الوظيفي' في سورية للمعدات الخطرة في برنامجها الكيماوي المعلن عنه.


وأشارت إلى أن المنظمة لم يصلها لغاية الآن، اي معلومات تدل على وجود مواقع اسلحة كيماوية غير معلن عنها في سورية، مؤكدة على ان أنشطة التدمير، ستجري خارج سورية، وفقا لما هو مخطط، ما يعني ان لا تأثيرات متوقعة جراء ذلك على دول الجوار، ومنها الأردن.

وانطلاقا من السياسة العامة للمنظمة، رفضت اسيروثام في حوار الكتروني خاص مع 'الغد' الخميس الماضي، التعليق على صحة تقارير تحدثت عن 'احتمالية نقل كميات من المخزون الكيماوي السوري الى خارج سورية'.

وفي ردها على سؤال حول مصادر السلاح الكيماوي في سورية، اكتفت بالتأكيد على 'سرية كافة المعلومات التي جمعتها المنظمة ضمن نشاطاتها التحققية'.

وحول امكانية موافقة دول اخرى على تدمير سلاح سورية الكيماوي على اراضيها، بعد رفض البانيا ودول اخرى تنفيذ ذلك، بينت ان المنظمة تتوقع بأن تتخلص الدول الأعضاء في المنظمة، والتي لديها القدرة على التخلص الآمن من مثل هذه المواد، وتلك التي تستضيف شركات خاصة مؤهلة في تدمير المواد الكيميائية، القيام بذلك.

وعن تدمير الأسلحة الشديدة السمية في البحر المتوسط واحتمالية التلوث البيئي، اكدت نائب رئيس المنظمة التي تتخذ من لاهاي في هولندا مقرا لها، ان الخطة التنفيذية ستأخذ في الاعتبار 'المتطلبات المتعلقة بالسلامة والأمن، وستحترم الأنظمة القائمة لحماية الناس والبيئة'.

وبالنسبة للتكلفة الكلية لكامل عملية التدمير، اوضحت انه من الصعب' تحديدها'.

وبينت ان المبلغ الذي حدد سابقا وقدره نحو 40 مليون يورو، لا يتضمن تكاليف نقل المواد الكيميائية للمواقع التجارية، للتخلص منها.

وقالت ان 'التكاليف المتعلقة بازالة والتدمير النهائي للجزء الأكثر سمية من المخزون السوري، ستتحملها الدول المشاركة في العملية'.

وفي هذا الصدد، فان الولايات المتحدة هي التي ستدمر هذه الأسلحة 'الأكثر سمية' على متن إحدى سفنها، باستخدام تقنية التحليل المائي، وفق ما اعلنت المنظمة اول من امس.

وعن التعاون الذي تلقته بعثة المنظمة، وصفت تعاون الحكومة السورية بـ'الشفاف والسلس'، كما ان شركاء المنظمة في الأمم المتحدة، يتعاملون بفعالية مع قوات المعارضة.

وحول امتلاك 'إسرائيل' لأسلحة كيماوية، بينت ان المنظمة لا يمكنها التكهن بشأن الوضع في أي من الدول الست التي لم تنضم بعد إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وأوضحت أن 'إسرائيل وقعت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، ولكنها لم تصادق عليها'، ما يعني انها 'ليس لديها التزام للإعلان عن أي أسلحة كيماوية محتملة، قد تكون امتلكها'، وتبعا لهذا، فان المنظمة 'ليس لديها ولاية للقيام بأنشطة التحقق على الاراضي الاسرائيلية'.

وكررت الدعوة، لـ:إسرائيل، وأنغولا ومصر وميانمار وكوريا الشمالية وجنوب السودان، للانضمام إلى الاتفاقية من دون تأخير.

وكانت 'اسرائيل' وميانمار وقعتا على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في العام 1993، لكنهما لم تصادقا عليها لغاية اليوم، فيما لم توقع، 'مصر وانغولا وكوريا الشمالية وجنوب السودان'.

اما سورية فانضمت للاتفاقية في ايلول (سبتمبر) الماضي، ويبلغ عدد الدول الأعضاء في المنظمة 190.

وفيما يلي نص الحوار:

* كم هو حجم كميات السلاح الكيماوي التي وجدتموها في سورية؟

- وفقا لما كان ملزما، بموجب قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر السلاح الكيماوي الصادر في 27 ايلول (سبتمبر) 2013 وقرار مجلس الأمن الدولي 2118، أعلنت سورية لنا في 23 تشرين الأول (اكتوبر)، أنها تمتلك نحو الف طن من عناصر الأسلحة الكيماوية، مخزنة بالجملة، 290 طنا من السلائف والمواد الكيماوية الصناعية، التي يمكن استخدامها لتصنيع عوامل الحرب الكيماوية، وحوالي 1.230 ذخائر سلاح كيماوي فارغة، وزادت سورية لاحقا الرقم الخاص بعدد الذخائر الفارغة، إلى 1.260، وتم تحقق المنظمة من مخزون سورية المعلن عنه، خلال عمليات تفتيش بالمواقع في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، ووضعت الموجودات من برنامج الأسلحة الكيماوية 'تحت الختم'.

كما تحققنا أيضا من أن سورية دمرت 'وظيفيا' معدات خطرة لكامل برنامجها المعلن عنه لإنتاج الأسلحة الكيماوية، وبالتالي فان اداء مثل هذه المنشآت، هو 'غير صالح للعمل'.

وحاليا، فان سورية تسير في عملية إتمام تدمير الذخائر الفارغة، ونحن نتحقق من هذه العملية أيضا.

• هل تعمل فرقكم على تحديد مواقع مخزون سلاح كيماوي لم تعلن عنه الحكومة السورية؟

- لم يصلنا لغاية الآن، اي معلومات تدل على وجود اي مواقع اسلحة كيماوية غير معلن عنها، او عن مواد اخرى غير التي اعلنت عنها الحكومة السورية.

* ما هو القرار النهائي بخصوص تدمير الأسلحة الكيماوية الأكثر سمية، وهل فعلا ستدمر في البحر المتوسط؟ وان حصل هذا، كيف ستضمنون عدم حدوث تلوث بيئي في المنطقة المعنية بالتدمير؟

- الخطة الكاملة لتنفيذ تدميرالأسلحة الكيماوية السورية، والمواد ذات الصلة ما تزال قيد النقاش، وستنتهي بحلول 17 الشهر الحالي، واتفق اوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على ان أنشطة التدمير ستجري خارج سورية، وسيجري العمل على تلك التفاصيل.

ويجب أن تأخذ الخطة في الاعتبار، المتطلبات ذات الصلة بالسلامة والأمن، مع كل التقدير والاحترام للأنظمة القائمة لحماية الناس والبيئة.

* هل هناك أمل بأن تقبل اي دولة اخرى 'غير تلك التي اعلنت رفضها'، تدمير هذه الأسلحة على أراضيها؟

- أشار المدير العام للمنظمة الأسبوع الماضي، الى ان العزيمة للقضاء على برنامج الأسلحة الكيماوية بسورية ستكون في أقرب وقت ممكن وبأسلم طريقة ممكنة، ما يعكس التزاما جماعيا، ونحن نتوقع بأن الدول الأعضاء التي لديها القدرة على التخلص الآمن من مثل هذه المواد الكيماوية، وتلك التي تستضيف الشركات الخاصة المؤهلة في تدمير المواد الكيماوية، سيقومون بدورهم.

* كم من الوقت ستستغرق عملية تدمير السلاح الكيماوي كله في سورية، أكان على الأرض ام في البحر، ومتى تتوقعون بان تعلنوا اغلاق ملف هذا السلاح كاملا؟

- الموعد النهائي لاستكمال التدمير الكامل، والذي لا رجعة فيه لبرنامج السلاح الكيماوي السوري، حدد في 30 حزيران (يونيو) 2014.

* هناك تقارير افادت بأن سورية نقلت كميات من المخزون الكيماوي الى خارجها كـ'روسيا'، هل تأكدتم من هذه المعلومات؟

- انطلاقا من سياستنا العامة، لا نستطيع التعليق او التكهن بصحة اي من هذه التقارير الاعلامية، او من اي مصادر مفتوحة اخرى.

* خلال التفتيش الذي تقوم به فرقكم في سورية، هل تمكنتم من تحديد مصادر السلاح الكيماوي، روسية او المانية مثلا، او حتى سعودية، كما ادعى النظام السوري سابقا؟ وما اذا كانت هذه الاسلحة مستوردة او مصنعة محليا؟

- المعلومات التي جمعتها المنظمة في سياق نشاطاتها التحققية كافة، سرية، بموجب احكام اتفاقية الأسلحة الكيماوية.

* هل سيؤثر التدمير بأي طريقة كانت، على دول جوار سورية، مثل الأردن، لو تم على الأراضي السورية؟

- جميع نشاطات التدمير مخطط لها ان تجري خارج سورية.

* ما هي الكلفة التقديرية لكامل عملية التدمير؟

- أود أن اميز هنا، بان الازالة والتدمير النهائيان للأجزاء الأكثر سمية في من المخزون السوري، وعوامل السلاح الكيماوي والمكونات الرئيسية، ستضطلع بها اطراف دولية. اما الجزء الآخر من المخزون، والأكثر اهمية، فيتكون من مواد كيماوية صناعية عادية، ستدمرها شركات التخلص من الكيماوي التجارية. وبهذا، قدرنا كلفة تدمير المواد الكيماوية في سورية من منشآت تجارية مختصة بالتخلص من المخزون الكيماوي، بما يتراوح بين 35 و40 مليون يورو، وأسسنا صندوقا ائتمانيا خاصا، لتغطية تلك التكاليف، ونحن ممتنون للدول الأعضاء التي ذكرت استعدادها للمشاركة. لكن مبلغ 35 الى 40 مليون يورو، لا يتضمن تكاليف نقل المواد الكيماوية للمواقع التجارية للتخلص منها، وهذه التكاليف ستغطى عبر مساهمات عينية من دول اعضاء مختلفة، كما ان التكاليف المتعلقة بالإزالة والتدمير النهائي، للجزء الأكثر سمية من المخزون، ستتحملها الدول المشاركة بالعملية. وهذه المجموعة من مصادر التمويل والمسؤوليات، تجعل من الصعب في هذه المرحلة، تحديد رقم عالمي لتكلفة كل عملية التدمير.

* هل حصل سابقا ان دمرت شركات خاصة، مخزون اسلحة كيماوية لدولة معينة؟

- نحن نشرك شركات القطاع الخاص، لأننا نعلم أن 'قطاع الصناعة الكيماوية'، طور تكنولوجيات للتخلص من الكيماويات الصناعية والنفايات الكيماوية، فعملية الاختيار ستأخذ بالاعتبار أعلى معايير التقنية لشروط السلامة والأمن، وكذلك الشروط واللوائح الدولية والوطنية لحماية السكان والبيئة.

* هل تعاون كل من النظام والمعارضة السورية معكم في عملكم داخل سورية؟

- تلقت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الأرض تعاونا شفافا وسلسا من الحكومة السورية، وكذلك فان شركاءنا في الأمم المتحدة، يتعاملون بشكل فعال مع قوات المعارضة، وأود أن أؤكد مجددا أنه من مصلحة جميع الأطراف في هذا الصراع المأساوي، التعاون معنا لتخليص سورية من مخزونها الكيماوي، وهذا بالتأكيد يصب في المصلحة الواضحة للشعب السوري، بما يشمل جميع الاطراف.

* هل تملك إسرائيل أسلحة كيماوية؟

- لا يمكننا التكهن بشأن الوضع في أي من الدول الست التي لم تنضم بعد إلى المنظمة، ما يمكنني قوله إن إسرائيل وقعت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، ولكنها لم تصادق عليها، وهذا يعني أنه ليس لديها التزام للإعلان عن أي أسلحة كيماوية محتملة، قد تكون تمتلكها، وليس لدينا أي ولاية للقيام بأنشطة التحقق على الاراضي الاسرائيلية. ومع ذلك، أود أن أكرر الدعوة التي طال أمدها لإسرائيل، وكذلك لأنغولا ومصر وميانمار وكوريا الشمالية وجنوب السودان، للانضمام للاتفاقية من دون تأخير، فتحقيق تقيد عالمي بالاتفاقية، مهم بالنسبة للحملة العالمية لتخليص العالم من هذه الأسلحة.

* هل تراقب فرقكم عدم وصول المواد الكيماوية للجماعات المتطرفة، وهل تتحققون مما اذا نقل بعضها لحزب الله في لبنان، وهل لديكم اي دليل على ان المعارضة السورية، استخدمت سلاحا كيماويا في اي وقت؟

- مهمتنا فنية بحتة، وهي التمكين والتحقق من تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في سورية. انها مهمة مكثفة، ولها مواعيد نهائية طموحة جدا، يجب الالتزام بها، في اطار دولة تعيش حالة صراع اهلي، فالوضع الأمني يجعل المرحلة المقبلة من الإزالة والتدمير، أكثر حدة.


الغد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة