السبت 2024-09-21 17:44 م

لبنان: القوى المتنفذة تشيطن الحراك الشعبي ليتخذ صبغة طائفية

11:34 ص

الوكيل - تنفذ قوى لبنانية متنفذة مخططا لشيطنة الحراك الشعبي، في مسعى لحرف مساره الرافض للنظام الطائفي وحكومته وقواه السياسية وامتداداتها، وليتخذ صبغة طائفية، وسط تقديرات لمراقبين، يرون أن مسعى هذه القوى المتنفذة سينجح في حرف مسار حركة 'طلعت ريحتكم' التي ستخضع لحسبة الانقسامات السياسية السائدة.

يوم أمس، أحجمت حركة 'طلعت ريحتكم' عن تنظيم تظاهرة كانت مُقررة، في العاصمة، لدواع لم يُعلن عنها، فيما انتشر الجيش اللبناني في الشوارع بعد ليلة تخللتها أعمال شغب واشتباكات بين متظاهرين وقوى الأمن الداخلي، ما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات.
ونشر التحرك، على صفحته على 'فيسبوك'، امس الإثنين، خبر تأجيل تظاهرة أمس التي كانت مقررة الساعة السادسة، لدواعٍ قال إنّه سيعلن عنها في مؤتمر صحفي لم ينعقد بعد ظهر أمس، إضافة إلى شرح كل ما حدث في الساعات الماضية.
ودخلت قوة كبيرة من الجيش اللبناني، مُعززة بمدرعات عسكرية إلى وسط بيروت، بعد تعثّر محاولات القوى الأمنية في إنهاء أعمال الشغب الواسعة التي عمد متظاهرون ضد الفساد إلى إشعالها، مساء أمس، في الوسط التجاري.
وتدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير في ساحة رياض الصلح مع سقوط عشرات الجرحى بعد مواجهات اندلعت، مساءً، بين متظاهرين وقوى الأمن الداخلي المُكلفة حماية مقري الحكومة والبرلمان في بيروت.
وشهدت الاحتجاجات إصابة شاب بالرصاص، ونُقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية في حالة حرجة.
وقد اندلعت الاشتباكات بعد لحظات من إعلان حملة 'طلعت ريحتكم' عن انتهاء اعتصامها، أول من أمس، واتّهم مُتحدثون باسم الحملة القوى السياسية اللبنانية بدسِّ مناصريها لافتعال إشكالات مع القوى الأمنية، بينما اتهم عدد كبير من المتظاهرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بتحريك مناصريه لافتعال المشاكل وضرب التحرك. وكان لافتاً مسارعة مناصري 'تيار المستقبل' إلى قطع عدد من الشوارع بعد المواجهات في وسط بيروت، تحت عنوان حماية السراي الحكومي، على الرغم من أن أحداً لم يدخل السراي.
ووصل الأمر بالنائب معين المرعبي، إلى دعوة أبناء عكار والشمال عامة إلى 'الاستعداد للدفاع عن السراي الحكومي في بيروت والذود عنه ومنع احتلاله من مجموعات حزب إيران وسرايا المقاومة'.
في المقابل، نفى المكتب الإعلامي لـ'حركة أمل'، ما قال إنه 'أخبار مدسوسة من بعض وسائل الإعلام التي دأبت على ترويجها، منذ صباح أمس، ودس أخبار عارية من الصحة عن حركة أمل، في محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة، مُتهمة عناصر من الحركة بمحاولات افتعال شغب لزجها في الأحداث الحاصلة'. ورأت الحركة، أن وسائل الإعلام هذه التي 'فقدت الموضوعية وأبسط شروط المهنية، والمعروفة بالغرف السوداء التي توجهها، أصبحت مكشوفة الأهداف أمام اللبنانيين'.
ووقعت هذه الإشكالات على نطاق واسع في الشوارع المحيطة بالمقرين الرسميين. إذ أُحرقت دراجة نارية تابعة للشرطة في ساحة رياض الصلح، فردت القوى الأمنية بشكل عنيف لابعاد المتظاهرين عن مقر الحكومة. ثم تشتتت الجموع ووصلت إلى مداخل ساحة النجمة وساحة الشهداء وتقاطع بشارة الخوري، مع تسجيل حالات اختناق عديدة. وأكّد مسؤول في الصليب الأحمر اللبناني نقل ثلاثين إصابة بين المتظاهرين 'على الأقل' إلى المستشفيات.
كذلك، تعرضت إحدى خيم اعتصام أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي داعش و'جبهة النصرة' للحرق، مما دفع رئيس لجنة الأهالي ووالد أحد العسكريين، حسين يوسف، إلى الإعراب عن 'الأسف والاستنكار الشديدين لما رأينا وما حصل من أعمال الشغب المتعمدة، فقد تحولت التظاهرة في لمح البصر إلى العنف ومواجهة القوى الأمنية من مجموعة كبيرة من الشبان المشاغبين بطريقة حاقدة جداً'.
وكانت القوى الأمنية اللبنانية قد أعادت، مساء أمس، استخدام مدافع المياه لمواجهة معتصمي حملة 'طلعت ‏ريحتكم' في ساحة رياض الصلح في بيروت. كما استخدم عناصر مكافحة الشغب الحجارة ‏والقطع الخشبية لإلقائها على المعتصمين الذين لبّوا الدعوة.
سهام النقد، كما يرى المراقبون، تطاول النائب وليد جنبلاط، الذي يعتبره مقربون حركة الاحتجاج ' أحد المسببين الرئيسيين لأزمة النفايات التي أشعلت الحراك، وبيضة قبان النظام الفاسد'. المقربون من المحتجين يلفتون الى انه 'على الرغم ذلك، لم يجد جنبلاط حرجاً في التعبير عن دعمه للمتظاهرين، ثم تركه حرية الحركة لمحازبيه للمشاركة في الحراك، قبل أن يسحبهم بذريعة تدخل قوى سياسية فيه'. وقالوا ان 'انصار جنبلاط في الميدان تشبّهوا به، فقالوا لسائليهم إن نزول مناصرين لحركة أمل إلى ساحة رياض الصلح دفعهم إلى الانسحاب'!
وعلى نطاق واسع، يتهم النائب وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي، نبيه بري، بانهما يريدان الاستناد إلى الحراك، للقول إن الأزمة التي تعصف في البلاد بحاجة إلى تدخل طارئ وعاجل من مجلس الوزراء ومجلس النواب المعطّلين.
ولفتوا كذلك، الى ان نبيه بري رفض منذ يوم الجمعة فتح باحة مجلس النواب لتكون متنفساً للمتظاهرين، موضحين ان القوى الأمنية عرضت عليه، السماح للمتظاهرين بالدخول إلى الساحة، على أن تلف القوى الأمنية مبنيي المجلس ومكاتب النواب بـ'زنار' أمني. واوضحوا ان بري عارض هذا التوجه، قائلاً لمن راجعوه، إن ساحة النجمة خط أحمر. اما مناصرو جنبلاط فقد شاركوا أول من أمس بكثافة في التظاهرات وما تلاها من مواجهات دقّت باب السرايا الحكومية.
على أنّ مقربين من نبيه بري، يؤكدون أنه غاضب من هؤلاء المتظاهرين، ويجزمون بأنه لا صلة له ولحركة امل بهم، وبأنهم يتحركون من دون أي قرار حزبي.
مراقبون يرون، 'ان الجمهور في لبنان، ملون سياسيا وطائفيا ومذهبيا وطبقيا وثقافيا ومناطقيا، لكن، حقيقة الامر، ان القاسم المشترك بين الجميع، هو عناصر الازمة مشتركة، اذ لا تسأل النفايات عن اسم او هوية او انتماء، كما لا يسأل اللص عن هوية المسلوب، ولا يفعل ذلك اصحاب المافيات المستمرة في نهش هذا الجسد.
واعتبر هؤلاء ان تعميم المسؤولية عن الفساد يمنع المحاسبة ويحبط الناس ويطيل عمر الفاسدين، لافتين الى ان 'هناك قوى سياسية تمسك بمفاصل في الدولة، باتت في موقع ضعيف، تعرف انها بلا شرعية، وان ما لديها من جمهور، لا يكفي لمنحها شرعية وطنية، لكنها قوى، سوف تقاتل بشراسة للدفاع عن مصالحها القائمة على دماء الناس وصحتهم واكلهم وشربهم وتعليمهم وهوائهم'.-(وكالات)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة