الأحد 2024-11-10 19:02 م

لماذا لا يفكرون ويعملون كالملك؟!.

07:54 ص
المواطنون العاديون؛ هم أكثر تفهما وقبولا لأفكار جلالة الملك، ملاحظة أتحدث عنها للمرة الأولى، بعد أن حضرت اللقاء الملكي مع أبناء لواء الرمثا الأربعاء الماضي، وفي مجريات الحوار العفوي المفتوح الذي جرى، كان جلالة الملك مباشرا في حديثه، يتوجه الى العقل بفكرته العملية الواضحة: «نريد ان نتناقش حول استراتيجتكو لعام 2019».. فجرى الحوار الراقي، وتداخل متداخلون لم يكن لهم كلمات أو مداخلات على قائمة المتحدثين باسم اللواء وفعالياته المختلفة، استمع لهم جلالة الملك بانفتاح، ورد على تساؤلاتهم، ووجه الحديث مرارا الى الفكرة الرئيسية «البحث في أفكار لتحفيز التنمية والاستثمار والاستفادة من الفرص المتاحة»، وكان جلالته ملما تماما بوضع اللواء وهموم أبنائه، وديناميكيا في التعامل مع قضايا ومطالب الناس، بدليل توجيهه السامي الفوري لرئيس الديوان الملكي ولمدير مكتبه باللقاء مع أصحاب الأفكار المتحدثين خلال الأسبوع القادم، وتنفيذ ما يتحدثون عنه من مشاريع واصلاحات، وكذلك تحدث جلالته عن استعداد الحكومة لمتابعة ما يتعلق بعملها حول هذه المشاريع والقضايا.

الناحية العملية الديناميكية في أفكار جلالة الملك، لا نجدها لدى بعض الحكومات والمؤسسات الرسمية، نلحظ تباطؤا يصبح حالة متأخرة جدا عن طبيعة تفكير جلالته، مثل هذه المفارقة قد يكون لها أسبابها المنطقية المتعلقة بعدم استقرار الادارات والحكومات، وعدم إلمام كثير من المسؤولين «لا سيما بعض الوزراء» بمهام وقوانين القطاعات التي يديرونها، وهي حالة يمكنني إثباتها في أكثر من قطاع، وينبىء مثل هذا الأداء عن تشوه في إدارة الشأن العام من قبل بعض الحكومات، ونلمس وجود فجوة كبيرة بين طبيعة أداء جلالته ونظرته الى الشأن الأردني العام، مقارنة بأداء حكومات، وقد سبق وأن قال جلالته بأن «المسؤول مش عارف يشتغل بسبب خوفه من أن يخطىء»، وذلك في معرض حديثه وعبارته المشهورة حين تساءل :من وين انجيب وزراء؟ هل نحضرهم من الصين ! هم ابناء الأردن .
يطالبنا جلالة الملك بأن نتوجه الى أنماط مناسبة من الاستثمار في الكفاءات وتنفيذ الأفكار المحفزة للاستثمار وللتنمية، لهذا تحدث جلالته وحاور الحضور في لقاء الرمثا، مطالبا أن نتوجه لتحصيل فوائد أكبر من الفرص الكبيرة المتوقعة على خلفية التفاعل العراقي المتأتي من جهود جلالته والحكومة وزيارته للعراق، تلك التي كان لها وقعها الجميل على العراقيين وعلى الأردنيين، والتي قام بها جلالته قبل اسابيع، ونالت كل الاهتمام العالمي علاوة على الاحتفاء العراقي بها، ويتحدث جلالته أيضا عن استعادة الدور والحياة الطبيعية بين الأردن والجارين الشقيقين «العراق وسوريا»، فالوضع الطبيعي بين هاتين الدولتين والأردن أن تكون العلاقة الاقتصادية قوية، ومتنامية، وليس العكس، لكن الأزمات والأحداث التي حدثت في السنوات الأخيرة في هذين البلدين الشقيقين، تسببت في توقف العمل تماما عبر الحدود، الأمر الذي جعل الأردن يدفع الفاتورة مضاعفة جراء هذه الأزمات الإقليمية، حيث عانى الأردن حصارا كبيرا واغلاقات للحدود دون أن يكون طرفا في أي صراع، وكذلك دفع الفاتورة أضعافا بسبب حجم اللجوء وتحدياته، حيث ازدادت الحالة سوءا وتم استنفاد البنى التحتية في كثير من المدن الأردنية لا سيما الرمثا واربد والمفرق..كلها تحديات وأحداث خطيرة، تأثرت بها الدولة الأردنية ومواطنوها علاوة على معاناة الأشقاء في العراق وسوريا.
كان لقاء جلالة الملك بأبناء لواء الرمثا استثنائيا جدا، ليس فقط لأنه جاء بمناسبة يوم ميلاد جلالته، بل لأنه تضمن حديثا استثنائيا ابتدأه جلالته بهذه المبادرة للحديث عن أحوال الناس وتحسينها في تلك المدينة التي عانت كثيرا وصمدت، وقدمت نموذجا أردنيا في تحمل الظروف الصعبة والالتزام بالأشقاء العرب ومساعدتهم باقتسام حتى «لقمة الخبز» معهم، فالكرم حين يصدر عن الميسورين يبدو خلقا طبيعيا نحترمه، لكنه حين يصدر عن الناس العاديين الذين فقدوا اعمالهم فهو يرتقي حد التضحية ويقدم نموذجا ملهما عن الأردن وعن شعبه المعطاء وثوابته العربية ..
اللوحة الشعبية الأردنية التي نفرت مشرقة من لواء الرمثا، كدليل آخر على التفاف الشعب حول قائده، ترسل رسالة للداخل والخارج وتجيب عن أسئلة كثيرة، يتقصاها السائلون عن ثبات الأردن وصبره الكبير والتزامه وتمسكه بثوابته العروبية الاسلامية، لكن ما زال المطلوب من النخبة ومن المسؤولين ومن الحكومات والمؤسسات اللحاق بجلالته في مستوى تفكيره وجهوده لحماية الأردن والتقدم به إلى الأمام.
اشتغلوا وافعلوا كما يفعل الملك عندها سنكون بأفضل حال.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة