السبت 2024-11-30 18:08 م

لماذا نحتاج لثورة تعلیمیة؟

07:46 ص

یخطط الأردن لبناء 600 مدرسة خلال السنوات العشر المقبلة، وفق ما صرحت وزیرة التخطیط ماري قعوار في جلسة نقاشیة نظمت على ھامش اجتماعات الربیع لصندوق النقد والبنك الدولیین في واشنطن الأسبوع الماضي وحملت عنوان ”لماذا نحتاج إلى ثورة تعلیمیة.



یحتاج الأردن بالفعل لبناء المزید من المدارس لمواكبة النمو السكاني وضغوط اللجوء السوري.


مدارس تستجیب مرافقھا لتحدیات التعلیم العصري والتقني، لكننا نحتاج قبل ذلك لمواصلة ثورة إصلاح التعلیم بوتیرة أسرع.


تشیر الوزیرة قعوار في حدیثھا إلى أن 14 % فقط من الأطفال دون سن الرابعة یحصلون على تعلیم مبكر في الأردن. ھذه نسبة متواضعة جدا.


وزارة التربیة والتعلیم بدأت خطة للتوسع في افتتاح ریاض الأطفال، وجمیع المدارس التي یتم تشییدھا حالیا تحتوي على أجنحة خاصة لریاض الأطفال. ومن المفید التفكیر بحلول مبتكرة لمضاعفة الأعداد لشمول أكبر عدد ممكن من الصغار ببرامج التعلیم المبكر في القرى والبوادي والمخیمات. وفي الطریق لإنجاز أھداف الثورة التعلیمیة، ھناك عمل جاد لتطویر المناھج العلمیة وأسالیب التدریس، وتأھیل المعلمین، على نحو یحاكي أفضل التجارب العالمیة. ولكي نضمن تحقیق الغایات المطلوبة بأسرع وقت، ینبغي على الحكومة حشد الموارد المالیة لعملیة إصلاح التعلیم، وتوجیھ المساعدات والمنح الخارجیة لھذا القطاع.


حسب استراتیجیة تنمیة الموارد البشریة التي أقرت قبل سنوات برعایة ملكیة واھتمام شخصي من الملك عبدالله الثاني والملكة رانیا العبدالله، من المفترض أن تنجز الأھداف خلال عشر سنوات. ربما تمتد عملیة الإصلاح والتطویر لسنة أو سنتین إضافیتین، لكن ستمر سنوات خمس على الأقل لكي نلمس الفرق بمخرجات التعلیم. ولا بد أن تكون الجامعات قد استعدت من قبل لھذه التحولات في مسار التعلیم، وضمان مواءمة تخصصاتھا مع مخرجات التعلیم المدرسي، لتكتمل منظومة الإصلاح وتنعكس على سوق العمل ومستوى قدرات الخریجین والتطور المتسارع في اتجاھات الاقتصاد العالمي مع دخول العلم مرحلة مذھلة من التقدم القائم على الذكاء الاصطناعي، وتقنیات الجیل الخامس.


الفوز في ھذا التحدي لیس قدرا محتوما لكل شعوب الكون، فلن ینالھ سوى الدول المثابرة والطموحة، المؤمنة بدورھا في المساھمة بعملیة التقدم والبناء.
الأردن كان مؤھلا على الدوام لتقدیم الأفضل بین أقرانھ في المنطقة، ودائما ماكان یستجیب للتحدیات بصبر وإصرار. أفضل ما یمكن أن تنجزه الحكومات ورجال السیاسة والحكم وقادة المجتمع في ھذه المرحلة ھو التخطیط والعمل من أجل المستقبل. وامتلاك الخیال الواسع لرؤیة الأردن واجیالھ القادمة بعد عقدین من الزمن. التعلیم ھو مفتاح التغییر في الأردن، وأجمل ھدیة یمكن أن نقدمھا لأطفال وشباب الغد.


لا ینبغي أبدا التساھل في عملیة إصلاح ھذا القطاع، فما فینا من أمراض وعلل اجتماعیة واقتصادیة وثقافیة لن یعالجھا إلا عقول متعلمة ومنفتحة ومنتجة، تمسك بناصیة العلم لحل مشاكلنا، وتفتح دروب المعرفة لكسر العزلة واكتساب الخبرات وتوطینھا، والخروج من دائرة الفقر والبطالة والجھل.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة