السبت 2024-12-14 09:48 ص

لنكرم الأحياء منا

05:39 م

'إنا لعلى فراقك لمحزنون'.... بهذه الكلمات ودعنا فقيد الرياضة العربية و جنرالها الأول الكابتن محمود الجوهري رحمه الله. لاقى الكابتن محمود الجوهري بحياته و بعد وفاته تكريما لائقا من الأردن شعبا و قيادة, حيث نال على واحد من أرفع الأوسمة من جلالة الملك أطال الله بعمره حين غادر الأردن بعد مهمته الأولى, و ها هو الآن يلقى تكريما عسكريا رياضيا و هو يغادرها لمثواه الأخير لبلاد النيل.


ما لفت إنتباهي و آخرين كثر هو نقل جثمان الفقيد الكابتن بطيارة عسكرية الى مصر, و أنا لا أعارض أو أنتقد ذلك, فالرجل ساهم بصناعة الإنجاز للكرة الأردنية, و بالتالي للأردن, و لكن من الأمور التي استفزتني هو أين هذه الطائرة و هذه الإمكانيات حين نتحدث عن من هم ماضون بصناعة و إستمرار الإنجازات! معظمنا اطلعوا على صور لاعبي منتخب كرة السلة الوطني يفترشون أرض المطارات بإحدى رحلاتهم و منافساتهم المهمة مؤخرا! و كلنا يعرف قصة رحلة الشتاء و الصيف التي خاضها منتخب كرة القدم ليصل الى اليابان ليخوض مباراة كان بها اللاعبون أشباه لاعبين في الملعب, و قد يكون لتعب الرحلة جزء كبير من سبب الخسارة الموجعة, و التي أنست الشارع الأردني قيمة ما قدمه هؤلاء النشامى قبل تلك المباراة المشؤمة!

قرأت عن مخترع أردني و أسمه يسري اللبدي, و عن قيمة إختراعاته و تطويراته لأجهزة ساهمت بإنقاذ حياة الكثيرين, و قرأت أيضا عن كيف أهملته الأردن, ليصبح الآن حبيس غرفته متمنيا و منتظرا لموت ينهي حالة نفسية أسمها كيف فشل الأردن بدعم مبدع من مبدعيه, لسبب بسيط أن إبداعه كان علميا, في حين يرصد الدعم للمبدعين فنيا و لنا باليوسف و الكروزن أمثالا.

أتجول بمختلف مناطق عمان, و دائما يلفت انتباهي أسماء الشوارع في عمان, و دائما ما يستفزني أن أسماء الشوارع تطلق على مبدعين بشتى المجالات, و لكنهم أيضا جميعا أموات.

لماذا لا نكرم الأحياء, حتى يكون هذا التكريم حافزا للمزيد من الإبداع و التطور و التطوير؟

حسام الناجي
husamalnaji@gmail.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة